إعلان

بعد مقترح ترامب تهجير سكان غزة إلى دول الجوار.. محللون يوضحون الموقف الأردني

07:03 م الأحد 26 يناير 2025

نزوح السكان في غزة

كتبت- سهر عبد الرحيم

مع بداية الحرب التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والتي استمرت لـ15 شهرًا، قدم اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال مقترحًا لتهجير الفلسطينيين من القطاع الفلسطيني إلى دول الجوار وخاصة مصر والأردن، الأمر الذي رفضته القاهرة وعمّان بشكل قاطع، واعتبرتا هذه الخطوة "خط أحمر" لا يمكن الاقتراب منه.

وجدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقترح تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، قائلًا إنه يريد من البلدين استقبال الفلسطينيين من القطاع في محاولة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وخلال حديثه إلى الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، أشار ترامب إلى أنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين، خاصة وأن القطاع "مدمر" بشكل تام وفي حالة فوضى عارمة، على حد تعبيره.

صورة 1

وقال "نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها"، وعندما سأله أحد الصحفيين إذا كانت هذه الخطوة مؤقتة أم دائمة أجاب ترامب قائلًا "قد تكون مؤقتة أو طويلة الأجل".

وذكر الرئيس الأمريكي أنه تحدث، أمس السبت، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، موضحا إلى أنه طلب منه استقبال المزيد من سكان غزة.

كما صرح أنه يأمل في أن تستقبل مصر أيضًا المزيد من الفلسطينيين، مصرحًا بأنه سيتحدث إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد.

وأكد المحلل السياسي الأردني الدكتور بدر ماضي، أن الأردن لن يوافق على المقترح الأمريكي بتهجير سكان قطاع غزة إلى أراضيه، ويعود ذلك لأسباب سياسية وأخلاقية وموضوعية، فموقف المملكة واضح منذ البداية وهو رفضها للترحيل الجماعي للشعب الفلسطيني".

وقال ماضي خلال حديثه مع "مصراوي"، إن هذا المقترح يخالف الموقف الأردني الثابت منذ البداية الذي يدعو إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ينعم فيها الشعب الفلسطيني كباقي الشعوب الأخرى بدولته ذات السيادة.

صورة 2

وأضاف أن المملكة الأردنية نجحت في إفشال المخطط الإسرائيلي في بداية حرب غزة، الذي دعا إلى تهجير الشعب الفلسطيني إليه.

وأوضح ماضي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دائمًا ما يبحث عما يخفف عنه عبء إدارة الجانب الديموجرافي المتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة على أراضيه.

وفيما يتعلق بإمكانية اتخاذ الاحتلال الإسرائيلي إجراءات تمنع الفلسطينيين من العودة إلى شمال قطاع غزة، خاصة أن جيش الاحتلال يؤخر عملية العودة لحين الإفراج عن الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود، قال ماضي إن هذا لا يمكن أن يحدث، إذ أن تل أبيب ملزمة باتفاق مع حركة حماس ويرعاه الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة، فلا تستطيع عدم الوفاء بتعهداتها التي وافقت عليها.

وأشار إلى أن إسرائيل ستحاول تأجيل عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، كما ستقوم بطرح مبادرات جديدة تطالب بتهجيرهم إلى دول الجوار لكنها "لن تنجح في ذلك"، موضحًا أنها لم تستطع فرض إرادتها على مصر والأردن منذ بداية الحرب.

صورة 3

ففي ديسمبر 2023، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن إسرائيل قدمت خطة إلى مسؤولين في الكونجرس الأمريكي تدعو فيها إلى تهجير وترحيل سكان قطاع غزة إلى دول الجوار، لكنها لم تنجح في تنفيذ هذه الخطة.

لكن مع انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن التي رفضت الفكرة، وبدء ولاية دونالد ترامب الذي تبنى الفكرة الإسرائيلية وكشف عن نيته خلال اتصاله مع العاهل الأردني مساء أمس.

وتوضيحا لذلك، يقول المحلل السياسي بدر ماضي إن العاهل الأردني هو من تحدث مع ترامب لتهنئته على توليه الإدارة، وخلال حديثه مع الملك لم يحدد ترامب ما يريده بشكل واضح بشأن المقترح.

ولفت ماضي إلى أن الملك الأردني لديه علاقات جيدة مع الكونجرس الأمريكي، الذي يتمتع بقوة التأثير على القرارات الأمريكية، فمن المرجح ألا يمرر مقترح الرئيس ترامب.

ويوافق مع دكتور بدر ماضي، الكاتب والمحلل السياسي الأردني بسام بدارين بشأن رفض الأردن القاطع لمقترح الرئيس الأمريكي ترامب، إذ قال إنه "من غير الممكن أن يقبل الأردن المقترح الأمريكي لا رسميًا ولا شعبيًا، ليس فقط لأسباب أخلاقية ووطنية، بل أيضًا لأسباب تتعلق بالداخل الأردني فهذا الأمر يمس الأمن الوطني للبلاد".

وأكد بدارين أنه حتى على الجانب الفلسطيني، لن يقبل سكان غزة بترك أرضهم، إذ دفع الشعب الفلسطيني ثمنًا غاليًا لمواجهة عمليات التهجير التي طرحها الاحتلال الإسرائيلي سابقًا.

صورة 4

وأشار المحلل السياسي الأردني إلى أنه في الولاية الأولى له، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الفكرة ذاتها، ورفضتها السلطات والشعب الأردني، ورأى أن جزء من تصريح ترامب هو "للاستهلاك الإعلامي للداخل الإسرائيلي"؛ لإقناع حكومة اليمين المتطرف بأنه جاء لإقرار السلام في المنطقة؛ لكن مقترحه هذا سيؤدي إلى التصعيد وليس لتهدئة الأوضاع.

وقال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، اليوم الأحد، إن فكرة ترامب إرسال الفلسطينيين من قطاع غزة للعيش في مكان آخر لا تبدو عملية، مضيفًا "لا أعتقد أن العرب سيدعمون إخراج الفلسطينيين من القطاع".

ويعتبر بدارين أن محاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية، اعتداءً على السيادة الأردنية.

وبخصوص مماطلة الاحتلال الإسرائيلي عودة سكان غزة من العودة إلى منازلهم في شمال القطاع، أكد بدارين أن تل أبيب لن تستطيع منع عودة السكان إلى منازلهم فمن الممكن تأخير الموضوع قليلًا لكنها لن تستطع منعهم في النهاية.

ويأتي حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تزامنًا مع استعداد سكان قطاع غزة للعودة إلى منازلهم شمال القطاع، وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي، إلا أن جيش الاحتلال يؤخر تلك العودة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان