قبل أيام من مغادرته.. هل نجحت أمريكا في إضعاف خصومها خلال عهد بايدن؟
كتبت: سهر عبد الرحيم
لم يتبقى سوى أيام قليلة على انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن وتولي سلفه المنتخب دونالد ترامب في يوم 20 يناير الجاري الحكم، ليترك بايدن بعدها إدارة البيت الأبيض التي استمرت لأربع سنوات.
وقال بايدن في خطاب ألقاه في وزارة الخارجية، أول أمس الإثنين، إن الولايات المتحدة بعد 4 سنوات من انتخابه أصبحت أقوى وعملت على إضعاف خصومها مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران عسكريًا واقتصاديًا، كما تمكنت من تقديم الدعم المطلق لحلفائها مثل إسرائيل وأوكرانيا، فهل نجحت واشنطن في تحقيق ذلك؟
Since Kamala and I took office, our nation has become stronger at home and in the world.
— President Biden (@POTUS) January 13, 2025
America today is more capable and prepared than we have been for a long time.
While competitors are facing stiff headwinds, we have the wind at our back.
This is what we're handing over.
اتفق عضو الحزب الديمقراطي والمحلل السياسي، مهدي عفيفي، مع ما قاله الرئيس بايدن بخصوص إضعاف خصوم الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن على سبيل المثال روسيا التي "زعمت" في بداية الحرب ضد أوكرانيا التي اندلعت في فبراير 2022، أنها "قادرة" على إنهاء هذه الحرب خلال أيام، والنتيجة هى دخول الحرب في عامها الثالث دون توقف.
وذكر عفيفي خلال حديثه مع "مصراوي"، أن استمرار أوكرانيا في الحرب كان نتيجة الدعم الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة مع حلفائها الأوروبيين، والتي كان آخرها تقديم حزمة مساعدة عسكرية جديدة لكييف بقيمة 500 مليون دولار الأسبوع الماضي، خلال اجتماع لداعمي أوكرانيا الدوليين في ألمانيا.
وأوضح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الحزمة تتضمن "صواريخ إضافية لسلاح الجو الأوكراني ومزيدًا من الذخائر، وذخائر أرض-جو وعتادًا آخر لدعم طائرات إف-16 الأوكرانية"، قائلًا أن "القتال في أوكرانيا يعنينا جميعًا".
الطفل المدلل
أما عن إسرائيل، ذكر عضو الحزب الديمقراطي مهدي عفيفي أن جميع الرؤساء الأمريكيون دائمًا ما يتباهون بالدعم المطلق لإسرائيل "الطفل المدلل"، على حد وصفه، في حروبها التي تؤججها في منطقة الشرق الأوسط، ويعود ذلك بشكل كبير إلى وجود "اللوبي الصهيوني" وتأثيره الكبير على السياسات الأمريكية.
وبخصوص حرب غزة، صرح بايدن أن المفاوضين على وشك التوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح الأسرى في القطاع الفلسطيني ووقف القتال، مشيرًا إلى أنه تحدث هاتفيًا مع بنيامين نتانياهو، ومع الشيخ تميم أمير قطر، ومع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمتابعة مستجدات المفاوضات.
ويرى عفيفي أن جو بايدن أراد بحديثه هذا ترك "انطباعًا جيدًا" لدى المواطن الأمريكي قبل تركه الحكم، موضحًا أن هذا "شيئًا طبيعيًا" فكل رئيس أمريكي في نهاية ولايته يتحدث عن إنجازاته.
وقال إن الإدارات الأمريكية المختلفة، عدا ولاية ترامب الأولى، دائمًا ما تقوم بأعمال كثيرة دون الإفصاح عنها خاصةً فيما يتعلق بالملفات الحساسة للسياسة الخارجية والأمن القومي، إذ يكون عليها قدر كبير من السرية.
وأقر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطابه الذي ألقاه في وزارة الخارجية أول أمس الإثنين، بأن ما أسماها "الدول الاستبدادية"، الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا، وطدت تحالفها لكنه قال إن ذلك كان "نتيجة للضعف أكثر منه للقوة"، ومثال على ذلك هو عدم استطاعة موسكو وطهران من دعم نظام بشار الأسد السوري ومنعه من الوقوع.
وقال بايدن إنه عندما دخل البيت الأبيض قبل 4 سنوات، توقع الخبراء تفوق الصين على الولايات المتحدة اقتصاديًا باعتباره أمرًا حتميًا، لكن الآن، لن يحدث هذا أبدًا. مشيرًا إلى أن الاقتصاد الأمريكي يتقدم إلى الأمام لكن لا يزال هناك ما يجب فعله.
كما دافع بايدن عن قرار انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، قائلًا إن "خصومًا مثل الصين وروسيا كانوا سيودون رؤية الولايات المتحدة منغمسة هناك لعقد آخر".
ومن جانبه أوضح عضو الحزب الديمقراطي مهدي عفيفي، أن قرار الانسحاب من أفغانستان كان متخذًا من قبل، وهذا ما لا يفهمه الكثيرون، إذ كان هناك اتفاقًا من قبل على أن تنسحب واشنطن، لكن المشكلة هى توقيت وسرعة القرار.
"اعتقد أن القرار كان صائبًا، إذ كان لابد من الانسحاب من أفغانستان، ويرى بعض المحللين أنه بالفعل حمى الولايات المتحدة من ردود الفعل الأفغانية ومن حركة طالبان التي تسيطر على العاصمة كابول"، على حد تعبير عفيفي.
اقرأ أيضًا:
أمريكا تقر حزمة مساعدات عسكرية بـ500 مليون دولار لأوكرانيا
المندوب الإيراني بمجلس الأمن: دعم أمريكا لإسرائيل شجعها على انتهاكاتها
أمريكا تفرض عقوبات على 398 شركة في أكثر من 10 دول بدعوى دعم روسيا
فيديو قد يعجبك: