لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ارتفاع أسعار تذاكر وعمليات نصب.. محاولة الهروب خارج الخرطوم

03:35 م الخميس 27 أبريل 2023

الهروب خارج الخرطوم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سارة أبو شادي:

محاولة الهروب خارج الخرطوم باتت حلمًا صعب المنال أمام البعض من أبناء السودان، فالعديد من الدول تسابق الزمن لإجلاء رعاياها من وسط القتال، ولن يتبقى في البلد سوى أبنائها ممن حالت الظروف الصعبة دون خروجهم، في ظل ارتفاع كبير لأسعار تذاكر وسيلة النقل التي ستقلهم نحو معبر آمن، وعدم توافر أموال نقدية للحصول على التذكرة بالإضافة إلى عمليات النصب التي يتعرضون لها في طريق الخروج.

عثمان سعيد، ونهلة محمد، زوجان يعيشان رفقة عائلتهما بالعاصمة، منذ بدء الاشتباكات في الخامس عشر من أبريل، ويسعى عثمان وزوجته للخروج من الخرطوم نحو مصر حيث يعيش أقاربهما في القاهرة، لكن الظروف الصعبة التي واجهتهما حالت دون تحقيق ذلك حتى اليوم.

2

"امبارح ناس البيت كانوا حجزوا الباص لمصر واتفقوا يدفعوا بالفيزا لما جاء وقت السفر ألغى السائق الاتفاق وقال كاش فقط بل وسوداني" في حديث عثمان لمصراوي سرد لنا المعاناة التي يعيشها رفقة عائلته وسط القتال الدائر حاليا بالخرطوم، فبعد أن استعدت العائلة للسفر إلى مصر، والذي كان مقررا له أمس الأربعاء، تفاجأوا باتصال هاتفي من سائق الأتوبيس يبلغهم بإلغاء الحجز ولن يتمكنوا من السفر إلا بعد دفع مبلغ مالي يعادل نحو 4 آلاف دولار لكن يتم دفعه بالعملة السودانية لا غير.

حاول عثمان مع السائق أن يسمح له وعائلته باستقلال الأتوبيس إلى معبر أرقين، خاصة أنّ الاشتباكات اشتدت بالحي الذي يعيشون به لكنّ السائق رفض العروض التي قُدمت إليه سواء دفع المبلغ عن طريق الفيزا أو حتى بالدولار بل وعرضت العائلة على السائق أن يحصل على أمواله ذهبًا، نظرًا لصعوبة الحصول على أموال نقدية سودانية في ظل الاشتباكات "الأزمة وضحت السوء الكامن فقط".

3

أزمة عائلة عثمان كانت أخف وطأة من بعض أقاربهم الذين استقلوا بالفعل الأتوبيس في طريقهم من الخرطوم إلى القاهرة، وعلى حدود مدينة الخرطوم وتحديدًا عند "سوبا"، تفاجأ الركاب بتوقف الأتوبيس وهروب السائق ومن معه، تاركين خلفهم العشرات من الأشخاص ما بين رجال ونساء وأطفال بالصحراء دون ملاذ آمن يواجهون الموت، فارين بأموالهم في عملية نصب كبرى.

"يعنى الواحد بعدما يركب ما ضامن يوصل حتى" فما بين صعوبة الحصول على طريق للخروج من وسط القتال، والخوف من السقوط في فخ بعض المحتالين، يحاول عثمان وعائلته التشبث بالأمل ولو كان بسيطًا، يتمنون الحصول على تذكرة لمقعد في وسيلة نقل تقلهم نحو القاهرة للحاق بذويهم ممن هربوا الأيام الماضية، ووجدوا ملاذًا آمناً بعيدًا عن الحرب الدائرة في وطنهم، لكن حتى اللحظة لا يملك عثمان وعائلته سوى الدعاء أن يبقوا آمنين في منزلهم لا يطالهم الرصاص أو تستهدفهم الطائرات.

5

حتى خيار النزوح إلى مدن أكثر أمانا بعيدًا عن العاصمة الخرطوم كولاية الجزيرة الوسطى وسط السودان، بات هو الآخر خيارًا صعبًا أمام عثمان وعائلته، خاصة بعد الارتفاع الكبير في أسعار السكن والذي تجاوز الـ 1500 دولار، بالإضافة إلى عدم توفر الإمكانيات اللازمة أيضًا للعيش فترة طويلة نتيجة نقص الخدمات في تلك الولايات مقارنة بالعاصمة.

ويعيش السودانيون في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى حياة مأساوية، منذ الخامس عشر من أبريل الماضي، جراء الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى، ودمرت العديد من المنازل، ويعجز الكثيرون منهم عن الفرار من نيران الحرب، سواء بالنزوح داخليًا أو خارجيًا.

4

فيديو قد يعجبك: