محاولة لنزع فتيل الأزمة.. نتنياهو يؤجل التعديلات القضائية ويدعو للحوار
كتب- محمد صفوت:
بعد ساعات من تأجيل إقرار التعديلات القضائية التي اشعلت الشارع الإسرائيلي، وإضرابات في جميع أنحاء البلاد مع استمرار الاحتجاجات على خطط الحكومة اليمينية، أغلقت على إثرها المتاجر والبنوك والمستشفيات والجامعات أبوابها وألغيت الرحلات من مطار بن غوريون في تل أبيب وتوقف ميناءان رئيسيان هما حيفا وأشدود عن العمل. ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة مساء اليوم لنزفع فتيل الأزمة وأعلن تجميد القراءة الثانية والثالثة لمشروع تعديل القضاء ودعا إلى الحوار والتشاور بشأن موضوع التعديلات.
وتزامنت كلمة نتنياهو الذي يواجه واحدة من أكبر الأزمات في حياته السياسية الطويلة، مع دعوة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أنصار اليمين الى التظاهر، وبدء فعلا نشطاء يمين بالدعوة إلى "حرب أهلية". وخرجت مظاهرات كبيرة مناهضة لنتنياهو في تل أبيب ومظاهرة ثانية مؤيد له في القدس.
وكان بن غفير، كتب عبر حسابه على تويتر: "حالة طوارئ.. اتجهوا إلى القدس، لن يسرقوا الانتخابات منا، المعسكر اليميني سيقدم دعما في القدس، لا يمكننا التخلي عن خيار الأمة، أحضروا العلم، وانضموا للمظاهرات". وذلك قبل أن يعلن بعد ساعات من دعوته قرار تأجيل التعديلات القضائية بعد مناقشات في مكتب نتنياهو.
بدوره دعا نتنياهو المتظاهرين من اليمين واليسار للتحلي بالمسؤولية ونبذ العنف. بعد المناوشات التي وقع في القدس المحتلة بين مؤيدين للتعديلات ومعارضين لها، قائلاً: لن نقبل بحرب أهلية، وسنطرح التعديلات ثانية بعد عودة الكنيست".
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بلاده في مفترق طرق خطير مضيفًا أن أقلية متطرفة تريد الذهاب بإسرائيل لحرب أهلية. وقال إن "أقلية متطرفة تريد تمزيق إسرائيل وتسحبنا لحرب أهلية"، مضيفًا أنه ليس مستعد لتمزيق بلاده.
وقال نتنياهو، في أول تعليق له بعد قرار تأجيل الإصلاحات القضائية التي تسببت في احتجاجات في البلاد لأكثر من 3 أشهر، إنه يوجد شرخ عميق بين الإسرائيليين. وأنه لا يقبل نداءات العصيان وطلب من قيادة الجيش والأجهزة الأمنية أن يقفوا في وجه حركة العصيان، مضيفًا: "لسنا أعداء، نحن إخوة، ولست مستعدا لتقطيع شعبنا إلى أجزاء".
وطالب قادة الجيش بمواجهة ظاهرة رفض الخدمة العسكرية، مضيفًا أن الجيش الإسرائيلي لا يمكن أن يبقى برفض الخدمة العسكرية.
وكان طيارون مقاتلون بقوات الاحتياط الإسرائيلية هددوا بعدم المشاركة في هجوم محتمل على منشآت نووية إيرانية إذا ما تم تمرير الإصلاحات القضائية، ووفقا لتقرير للتليفزيون الإسرائيلي.
وأعلن نتنياهو أنه قرر تأجيل التعديلات القضائية لهذه الدورة من الكنيست حتى نصل لإجماع، مضيفًا: "ستتم مناقشة التعديلات القضائية في الدورة القادمة من الكنيست"، وقال إنه يجب الدخول في مفاوضات وبِنية حسنة ومنع انقسام الشعب.
وبعد كلمة نتنياهو، أعلن الاتحاد العمال في إسرائيل تعليق الإضراب المفتوح، عقب إعلان تعليق تمرير قانون إصلاح القضاء، فيما رحب عدد من الزعماء السياسيين بالخطوة التي من شأنها إفساح المجال للحوار.
وتصاعدت حدة الغضب في إسرائيل احتجاجًا على مشروع الإصلاح الاقتصادي الذي دعمه نتنياهو، ويراه المعارضون "انقلابًا على النظام القضائي". وحاصر آلاف الغاضبين منزل رئيس الوزراء فيما شلت الإضرابات البلاد وسط مسيرات تهتف برحيل "بيبي". والليلة الماضية، اشتعلت الأوضاع في أعقاب إقالة نتنياهو لوزير دفاعه يوآف جالانت، بعد أن طالب بتجميد قانون التعديلات القضائية، داعيًا إلى وقف الاحتجاجات، محذرا من أن: "الانقسام الاجتماعي شقّ طريقه إلى الجيش والأجهزة الأمنية، وأن ذلك يمثّل "تهديدا واضحا وفوريا وملموسا لأمن إسرائيل".
فيديو قد يعجبك: