لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا يريد ثلث سكان العالم ترك أوطانهم والهجرة؟

10:33 م الأحد 19 فبراير 2023

مهاجرون أثناء عبورهم طريق البلقان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


(دويتشه فيله)

كشف استطلاع للرأي أنجزته "مؤسسة غالوب الدولية" (Gallup International) أن 36 بالمئة من الأشخاص حول العالم يفضلون العيش في بلد آخر. في حوار مع DW، يقدم رئيس المؤسسة قراءة في النتائج.

أبرز استطلاع للرأي حديث قامت به "مؤسسة غالوب الدولية" Gallup International أن ثلث الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع العالمي يرغبون في الهجرة. وشمل الاستطلاع 57 دولة وكان سؤاله الأساسي يصبو لقياس الرغبة العامة في تغيير بلد الإقامة، بشرط ألا تشكل المعاملات القانونية عقبة في وجه الهجرة. وأوضح رئيس "مؤسسة غالوب الدولية"، كانشو شتويشيف، أن الهدف الرئيسي كان قياس الرضا العام عن الحياة في البلدان التي شملها الاستطلاع.

وأشار المتحدث في حوار له مع DW أن الناس يهاجرون لأسباب عديدة مختلفة، وأن الهجرة أمر طبيعي وإيجابي في كثير من الحالات.

مقارنة بالدراسات السابقة، سجلت زيادة طفيفة في استعداد الناس للهجرة، حسب شتويشيف، معتبراً أنها ليست مفاجأة، فالأجيال الشابة، بما فيها المتواجدة في أوروبا، أصبحت أكثر قدرة ورغبة في الهجرة. وأشار إلى أن "سكان المناطق الحضرية الفقيرة في مناطق كثيرة في العالم، لا سيما في العالم النامي، يتوقون إلى الهجرة نحو مكان أفضل". ويرى رئيس "مؤسسة غالوب الدولية" فيما يخص الناجحين والمتميزين في البلدان الصغيرة، أنهم لا يجدون إمكانات كافية لتطوير مهاراتهم في سوق العمل الصغير في بلدانهم الأصلية.

فقر وحروب

وأوضح شتويشيف أنه في أوقات الحرب والأزمة الاقتصادية العالمية، تصبح الهجرة أكثر جاذبية، وأنه كلما كان الناس أصغر سناً وأكثر فقراً، زادت احتمالية الهجرة بينهم. وتظهر الأرقام التي خلص لها الاستطلاع، أن المستجوبين من البلدان المنخفضة الدخل هم أكثر عرضة للهجرة، وأن مستويات الدخل تلعب دوراً مهماً في اتخاذ القرار.

ومن بين الأمور الملفتة التي أبرزتها نتائج الاستطلاع، أن عدد الأشخاص الراغبين في الهجرة من دول الاتحاد الأوروبي أكثر من الأشخاص الراغبين في ذلك من الدول غير الأعضاء في التكتل الأوروبي.

تعليقاً على هذا المعطى، قال شتويشيف إن الهجرة داخل الاتحاد الأوروبي "ديناميكية"، فكثير من الناس في الاتحاد الأوروبي يهاجرون، لأنهم يستطيعون ذلك. في هذه الحالة، تكون الهجرة في الغالب من دولة في الاتحاد الأوروبي إلى أخرى، وهي أيضاً إحدى الحقوق التي يتمتع بها المواطنون في الاتحاد الأوروبي.

أوكرانيا ومولدوفا وروسيا!

وعن غياب أوكرانيا من لائحة البلدان التي شملها الاستطلاع، علق شتويشيف بالقول "لسوء الحظ، الحرب جعلت من الصعب إجراء الاستطلاع في أوكرانيا. كما أن البيانات التي كان من الممكن الحصول عليها هناك، لم تكن ستتسم بالدقة، لأن ما يقرب من ثلث السكان قد غادروا بلدهم".

ومن بين أهم الإحصائيات التي أظهرها التقرير، أنه في مولدوفا -واحدة من أفقر الدول في جنوب شرق أوروبا والدولة الأكثر تهديداً بعدوان روسي- 23 بالمئة فقط من السكان يريدون الهجرة، وهو عدد أقل بكثير مما تم إحصاؤه في البوسنة والهرسك (ً48 بالمئة) ومقدونيا الشمالية (42 بالمئة). شتويشيف

حلل هذه المعطيات حول مولدوفا قائلاً: "كل من فكر بالهجرة فقد هاجر أصلاً، والحرب نفسها كانت سببا دفع البعض للبقاء للدفاع عن بلادهم. أما بالنسبة للبوسنة والهرسك ومقدونيا، فهما حالتان مختلفتان تماماً، فانضمام كلا البلدين إلى الاتحاد الأوروبي صعب حالياً، والناس ما عادوا يتحملون الانتظار، فتدهور الحال في البلاد لفترة طويلة جعل الناس تتساءل عن سبب البقاء. في حالة هذين البلدين، يكون عدد المهاجرين أعلى بحوالي 50 بالمئة من المتوسط في بلدان الاتحاد الأوروبي".

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، شهدت العديد من الدول الأوروبية تدفقاً لمهاجرين من روسيا، هربوا لمعارضتهم الحرب ومطالبتهم بمجتمع أكثر ديمقراطية وانفتاحاً. ومع ذلك، فإن الاستطلاع يشير إلى أن 15 بالمئة فقط من الروس يريدون الهجرة، ما اعتبره شتويشيف "ليس غريباً، فقد أظهرت العديد من الدراسات السابقة مستويات عالية من الوطنية في روسيا ودعماً كبيراً لما نرفضه بشدة في الاتحاد الأوروبي"، معتبراً أن الرواية السائدة هناك مختلفة تماماً عن المتداولة في الغرب.

فيتنام والهند

وأشار شتويشيف، إلى أن الأكثر إثارة للحيرة هو الرقم المنخفض جداً للرغبة في الهجرة في كل من فيتنام والهند. ويضيف المتحدث، أن كلا البلدين شهدا نمواً اقتصادياً متزايداً في العقد الماضي، وأن الجوانب الثقافية والدينية، وقوة الهوية الوطنية والتقاليد لها تأثير قوي: "في الغرب، ما زلنا نعتقد أننا مركز العالم. الحقيقة التاريخية هي أن هيمنتنا كانت قصيرة نسبياً مقارنة بدول مثل الهند والصين وبلاد فارس وبابل وبيزنطة"، يقول شتويشيف.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: