"وين نروح".. منشورات الاحتلال تطارد أهالي غزة وتطالبهم بالرحيل من الجنوب

كتبت- سارة أبو شادي

"انزحوا إلى الجنوب" الجملة التي استخدمها الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية عدوانه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر، من أجل إخلاء شمال القطاع ووسطه بزعم أنّ مقاتلي حركة حماس يتمركزون في تلك المناطق، ومع شدة الغارات العنيفة على المناطق المأهولة بالسكان في شمال القطاع ووسطه، نزح الآلاف من أبنائه نحو الجنوب بحثًا عن أمان زائف، مصدره الوحيد هو الاحتلال الإسرائيلي.

اليوم وبعد نحو 41 يومًا من العدوان على غزة، وتجول جيش الاحتلال في العديد من مناطق شماله ووسطه، وكذب ادعائه بوجود مقاتلي حماس، بدأ في استخدام لهجة وتهديد جديد لأهالي القطاع تلك المرة المقيمين والنازحين في جنوبه، بدعوته بإخلاء منازلهم في الجنوب حتى لا يكونوا عرضة للقصف.

أسقطت إسرائيل منشورات في بعض مناطق جنوب غزة تدعو خلالها المدنيين إلى الإخلاء و "التوجه نحو ملاجئ معروفة"، مما يشير إلى أن إسرائيل قد توسع قريبًا عمليتها البرية ضد حماس إلى الجنوب من القطاع، حسبما أعلنت سي إن إن.

المنشورات التي ألقاها الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، استهدفت أربع تجمعات سكنية شرق خان يونس، والتي تعد أكبر مدينة في جنوب غزة، يحذر الاحتلال من خلال تلك المنشورات، الأهالي الذين يتواجدون في تلك المناطق من إخلاء مقرات إقامتهم على الفور، دون الحديث عن المكان الذي سيذهبون إليه حال إخلاء منازلهم.

وتضمن محتوى المنشورات، أن كل من يجد نفسه بالقرب من مقاتلي حماس أو مبانيها يعرض حياته للخطر.خاصة وأنّه سيتم استهداف كل منزل تستخدمه حماس.

ونقلت الشرق للأخبار، عن أحد النازحين الفلسطينيين، والذي يدعى عطية أبو جبل، حيث خرج المواطن الفلسطيني مع بداية الحرب من مدينة غزة بعدما هددهم الاحتلال الإسرائيلي من خلال منشوراته بالرحيل والنزوح إلى الجنوب، وبعدما نزح عائلته تفاجأ بأنّ المنشورات تطارده من جديد في الجنوب وتطالبه بالخروج.

"وين نروح احنا بدنا نفهم وين رايحين بالضبط" الشاب الفلسطيني يحاول إدراك ما يحدث معه ومع أبناء وطنه، فحتى اللحظة لا يعرف مصيره أو ما يحاول الاحتلال الإسرائيلي، أن يصل إليه معهم فهو وغيره الآلاف من أبناء قطاع غزة لا حول لهم ولا قوة أما محتل غاشم يستهدفهم بطائراته على مدار اليوم دون توقف.

ووفقا لما أعلنته وكالة رويترز للأنباء، أنها تحدثت إلى مواطنين يقيمون في جنوب قطاع غزة شاهدوا المنشورات التي أسقطتها طائرات تابعة للاحتلال الإسرائيلي الأربعاء، تطالبهم بالمغادرة.

وفي الوقت ذاته، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الثلاثاء، إن حماس فقدت السيطرة في شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة، التي أصبحت مركز الهجوم البري الإسرائيلي.

وادعى"غالانت" في مؤتمر صحفي، أن الاحتلال يسيطر على المنطقة بأكملها فوق وتحت الأرض في شمال قطاع غزة وخاصة في مدينة غزة، في إشارة إلى لواء جولاني التابع للجيش الإسرائيلي. وقال إن الاحتلال دخل المرحلة الثانية من الحرب في غزة، وأنهم سيواصلون التقدم، ولو استمر الأمر لعدة أشهر وستشمل حسب وزير دفاع الاحتلال كلا من مناطق الشمال والجنوب.

وحذرت منظمات دولية وإغاثية من أن أي تحرك للاحتلال الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة، قد يتسبب في مزيد من التدهور في الوضع الإنساني المتردي.

وتقدر الأمم المتحدة أن حوالي 1.5 مليون شخص قد نزحوا داخليًا داخل غزة - ما يقرب من ثلاثة أرباع جميع السكان.

وفي الشهر الماضي، ألقى الاحتلال الإسرائيلي، منشورات في شمال غزة تطلب من المدنيين إخلاء جنوب وادي غزة، قبل أن تشن هجومها البري.