الغزو البري لغزة.. سيناريوهات محتملة وعواقب كارثية تهدد الشرق الأوسط
وكالات:
تمر المنطقة بأحداث متسارعة بعدما شنت حماس هجوما مفاجئا على المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة، في 7 أكتوبر.
وهددت إسرائيل منذ هجوم حماس، بغزو قطاع غزة بريا، في خطوة تثير قلق دولي لما قد يتبعها من تصعيد خطير في المنطقة.
وأعلنت حركة حماس قبل ساعات شن إسرائيل أعنف قصف من مختلف الجبهات على قطاع غزة، في وقت أشارت فيه تقارير إسرائيلية إلى أن تلك الخطوات تأتي تمهيدا لاجتياح إسرائيل لقطاع غزة بريا.
وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الجمعة، على أن القصف الإسرائيلي العنيف على غزة ما هو إلا "بداية التوغل".
إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري، قال إن ما يجري هو مجرّد توسيع للعمليات وتحركات إسرائيلية عسكرية مكثفة، ولا علاقة له بالعملية البرية، مشددا على أن توسيع العمليات البرية في غزة ليس اجتياحا رسميا.
ماذا حدث؟
شهدت شبكة الإنترنت انقطاعات واسعة، إضافة لانقطاع تام بالتيار الكهربائي في كل قطاع غزة، واكبه إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل مضيئة في السماء.
وهاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق وسط غزة وحي الزيتون وشرق جباليا وشرق الشجاعية وبيت لاهيا شمال قطاع غزة ودير البلح جنوب القطاع.
وأعلنت حركة حماس، أنها تصدت لمحاولة توغل إسرائيلية في قطاع غزة، بمواجهة دبابات ومدرعات جنوبي القطاع.
يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي، لغزو بري محتمل لقطاع غزة، في خطوة قد تؤدي إلى دخول المنطقة في دوامة عنف هي الأكثر دموية منذ سنوات.
غزو محتمل
زعم جيش الاحتلال أن الغزو البري المحتمل يهدف إلى القضاء على حركة حماس بشكل نهائي، في أعقاب الضربة الموجعة والمفاجئة التي وجهتها المقاومة الفلسطينية لإسرائيل في 7 أكتوبر.
قال متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه تم حشد عشرات الآلاف من الجنود الإسرائيليين على تخوم القطاع استعدادا لغزو غزة بريا.
ويتوقع أن يكون الهجوم أكبر عملية برية لإسرائيل منذ غزوها لبنان في عام 2006.
وستكون أيضًا أول عملية تحاول فيها إسرائيل الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها منذ غزوها لغزة في عام 2008، وفقًا لمسؤولين عسكريين إسرائيليين في تصريحات لنيويورك تايمز.
وتخاطر إسرائيل بغزو غزة بريا، لأنها ستدخل في أشهر من القتال الدامي في المناطق الحضرية، سواء فوق الأرض أو في منطقة الأنفاق، وهو هجوم محفوف بالمخاطر تجنبته إسرائيل منذ فترة طويلة لأنه ينطوي على قتال في منطقة ضيقة.
الهجوم على معقل حماس
لايزال غير واضح ما تخطط له إسرائيل لغزو مدينة غزة، معقل حماس وأكبر مركز حضري في القطاع.
وذكرت نيويورك تايمز، أنه من غير الواضح ما إذا كان حزب الله، المتحالف مع حماس والتي تمتلك مجموعة واسعة من الصواريخ الموجهة بدقة والقوات البرية، قد يرد على غزو غزة بفتح جبهة ثانية ضد إسرائيل على الحدود اللبنانية.
ويعتقد أن عشرات الآلاف من مسلحي حماس قد تحصنوا داخل مئات الأميال من الأنفاق والمخابئ تحت الأرض أسفل مدينة غزة والأجزاء المحيطة بها في شمال غزة.
ويتوقع القادة العسكريون الإسرائيليون أن تحاول حماس عرقلة تقدمهم من خلال تفجير بعض الأنفاق مع تقدم الإسرائيليين فوقها، ومن خلال تفجير القنابل المزروعة على جوانب الطرق وتفخيخ المباني.
وتخطط حماس أيضا لنصب كمائن للقوات الإسرائيلية من الخلف من خلال الخروج فجأة من فتحات الأنفاق المخفية المنتشرة في شمال غزة.
وقال الضباط الإسرائيليون الثلاثة في تصريحات للصحيفة الأمريكية، إنه لتسهيل عمل جنود الاحتلال، تم تخفيف قواعد الاشتباك الخاصة بالجيش الإسرائيلي للسماح للجنود بإجراء فحوصات أقل قبل إطلاق النار على أعداء مشتبه بهم، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وبسبب الأضرار واسعة النطاق التي لحقت بغزة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة، تلقت قوات جيش الاحتلال تدريبا إضافيا في الأيام الأخيرة لمساعدتهم على القتال في البيئات الحضرية المدمرة.
وقال الضباط الثلاثة، إنه كان من المقرر في البداية أن يتم الغزو في نهاية الأسبوع، ولكن تم تأجيله بضعة أيام على الأقل جزئيا بسبب الظروف الجوية التي كان من شأنها أن تجعل من الصعب على الطيارين الإسرائيليين ومشغلي الطائرات بدون طيار توفير غطاء جوي للقوات البرية.
وأضاف الضباط أنه بالإضافة إلى المشاة، ستشمل القوة الضاربة الإسرائيلية دبابات وخبراء متفجرات وقوات كوماندوز.
وستحظى القوات البرية بغطاء من الطائرات الحربية والمروحيات الحربية والطائرات بدون طيار والمدفعية التي تطلق من البر والبحر.
غزو محفوف بالمخاطر
قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن الغزو البري الإسرائيلي المحتمل يقع تحت رحمة عدة عوامل يمكن أن تخرجها عن مسارها.
وسيكون الجناح العسكري لحماس، كتائب عز الدين القسام، قد استعد لهجوم إسرائيلي، ما يجعلها تقوم بإعداد العبوات الناسفة والتخطيط لنصب الكمائن، فضلا عن استخدام شبكة الأنفاق والواسعة لمهاجمة القوات الإسرائيلية.
وفي العام 2014، تكبدت كتائب المشاة الإسرائيلية خسائر فادحة بسبب الألغام المضادة للدبابات والقناصة والكمائن،
بينما قُتل مئات المدنيين في القتال في أحد الأحياء الشمالية لمدينة غزة.
وأشارت بي بي سي إلى أن مخاطر الغزو في وجود مدنيين، جعل إسرائيل تطالب بإخلاء النصف الشمالي من قطاع غزة إلى الجنوب من نهر وادي غزة.
وأضافت أنه تم تحذير الإسرائيليين من الاستعداد لحرب طويلة، وإرسال عدد قياسي من جنود الاحتياط إلى الخدمة يبلغ 360 ألف جندي.
وتخضع الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان لرقابة دقيقة من حزب الله اللبناني الذي حذر من فتحة جبهة قتال أخرى ضد إسرائيل في حال تنفيذ تهديدها بهجوم بري.
ووقعت عدة هجمات مميتة عبر الحدود شاركت فيها جماعة حزب الله، لكنها لم ترقى إلى مستوى جبهة جديدة ضد إسرائيل.
كما تهدد إيران بفتح "جبهات جديدة" ضد إسرائيل، وهو ما أعلنت واشنطن الاستعداد لمواجهته.
وأرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات أمريكيتين، يو إس إس جيرالد فورد ويو إس إس أيزنهاور، إلى شرق البحر الأبيض المتوسط للبعث برسالة ردع.
وجرى وضع 2000 جندي أمريكي في حالة تأهب للرد على الأحداث الجارية.
فيديو قد يعجبك: