إعلان

الخوف الدائم يسيطر على حياة الأوكرانيين في المباني التي تعرّضت للقصف

12:07 م الأحد 31 يوليو 2022

أوكرانيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كييف-(ا ف ب):

تبكي غالينا تشورنا وهي تروي ما واجهته بفعل ضربة روسية دمّرت الشقق فوق منزلها الذي تحطّمت نوافذه وبابه، وتتحدّث عن الشعور الهش بالأمان الذي لا تزال تتشبّث به.

المرأة البالغة من العمر 75 عاماً، هي المقيمة الوحيدة المتبقية في المبنى المكوّن من تسعة طوابق في سالتيفكا أحد أحياء مدينة خاركيف (شرق أوكرانيا)، التي تتعرض للقصف بلا توقف منذ بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير.

وتقول وهي ترتجف رغم الحر "أنا خائفة جدا من وجودي وحدي هنا، أنا حقّاً وحيدة. كانت لدي ابنة ولكنها توفيت قبل عام بسبب الإفراط في الشرب".

وتضيف "لذا، أنا الآن جالسة هنا على هذا الدلو. عندما أسمع صوت صاروخ، أسقط على الأرض، ووجهي للأسفل. ربما لهذا السبب ما زلت على قيد الحياة".

كان سالتيفكا سابقاً حيّاً مزدهراً في خاركيف، بُني في الأعوام 1960 ك"مدينة سكنية" للعمّال السوفيات، ويقيم فيه أكثر من مليون شخص.

دمر جزء كبير من الحي. وكانت بداية الربيع شديدة البرودة لدرجة أنّ أظافر غالينا تشورنا تحوّلت إلى اللون الأسود بسبب الصقيع.

وقطعت المياه في الأسابيع الأولى من الحرب، كما قطع التيار الكهربائي حتى الشهر الماضي، فيما استؤنف إمداد الغاز هذا الأسبوع.

- عشب وكرز -

في الشوارع، تشهد المباني المحترقة ذات النوافذ المكسورة والواجهات التي تظهر فيها فجوات كبيرة، على عنف القصف.

يبدو عدد كبير من المباني مدّمراً، كما أنها على وشك الانهيار، بينما تصدأ السيارات التي اخترقت الأنقاض أسطحها. لم يعد هناك مكانٌ آمن بعد الآن.

ووفقاً لمنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، تمّ تنفيذ عدد من الهجمات باستخدام القنابل العنقودية المحظورة، وهي اتهامات نفاها الكرملين.

في بعض مناطق الحي، نما العشب. وبعدما غادر معظم الأطفال المكان، تناثر الكرز على الأرض المليئة بالحفر، بعدما لم يعد أحد يقطفه.

لا يزال السكان على قيد الحياة بفضل المساعدة الحكومية التي تقل عن 100 يورو شهرياً والوجبات المطبوخة التي تقدّمها الشرطة والجمعيات الخيرية.

ولجأ بعض جيران غالينا تشورنا إلى مدرسة يكشف فيها التوهّج الخافت للمصابيح الكهربائية عن أرضيات متّسخة. وتمّ صنع الأسرّة من المناضد المدرسية والكراسي والمنصّات الخشبية الأخرى، كما أنشئ مطبخ مؤقت.

- سبعون قنبلة في اليوم -

انتقلت أنتونينا ميكولايفا البالغة من العمر 71 عاماً إلى هذا الملجأ مع زوجها وحوالى 40 شخصاً آخر عندما اندلعت الحرب، لكن زوجها توفّي بسبب قصور في القلب بعد شهر.

وفق أوليغ سينيغوبوف، حاكم منطقة خاركيف، "دُمّرت منطقة سالتيفكا بالكامل تقريباً". ويوضح في حديث لوكالة فرانس برس، أن أهم مهمّة تتمثّل في إعادة التدفئة قبل بداية الخريف، عندما تصل درجات الحرارة إلى أقل من سبع درجات ليلاً. ويضيف أن "الأضرار التي لحقت بالمباني لن تسمح بإعادة بنائها كما كانت من قبل".

ويساعد فولوديمير مانيوسوف، السباك الذي يبلغ من العمر 57 عاماً، في الخدمات الفنية في المدينة. كما أنه مسؤول عن استبدال الأنابيب التي تمّ تفجيرها.

وكان مانيوسوف قد أرسل زوجته وطفليه إلى غرب أوكرانيا الذي يعدّ أكثر أماناً نسبياً، ويعيش الآن بمفرده في سالتيفكا مع أربعة أشخاص آخرين في مبنى مكوّن من 15 طابقاً. ويقول "أصعب وقت كان شهر مارس، لأنه كان بارداً وكانت تسقط حوالى 70 قنبلة في اليوم هنا".

لكنّه لا يزال يأمل في مستقبل أفضل في ظلّ عودة وسائل النقل العام وإعادة فتح بعض المحال التجارية في الحي الذي يسكنه.

ويقول مبتسماً "أعيش في الطابق الأرضي، لذا حتى لو تأثّر المبنى، سيكون كل شيء على ما يرام"، مضيفاً "لدي زجاجة ماء وضوء صغير بجانب السرير في حال انتهى بي المطاف تحت الأنقاض".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: