لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل يوفر "الإسلام الأخضر" حلاً لإندونيسيا لمواجهة التغير المناخي؟

08:38 م الثلاثاء 07 يونيو 2022

اندونيسيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(دويتشه فيله)

تتزايد الدعوات في إندونيسيا إلى زيادة الوعي الديني بحماية البيئة حيث تواجه البلاد تحديات كبيرة جراء تفاقم ظاهرة التغير المناخي. ويقول خبراء إن ما يُعرف بـ "الإسلام البيئي" أو "الإسلام الأخضر" قد يدعم جهود حماية المناخ.

بعد نشر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تقريرها الخطير، احتدم النقاش في إندونيسيا حول مكافحة تداعيات ظاهرة المناخ وباتت الدولة الآسيوية في قلب النقاش العالمي حول المناخ.

ونظرا لأن إندونيسيا تعد أكبر مصدر للفحم وأكبر منتج ومصدر لزيت النخيل في العالم، فإنها تؤثر بشكل كبير على أزمة المناخ العالمية.

ورغم ذلك، فإن إندونيسيا تتعرض بشكل متزايد إلى ظواهر الطقس المتطرفة ففي عام 2019 أدى الجفاف الشديد إلى انتشار حرائق الغابات فيما شهدت البلاد عام 2020 فيضانات عارمة جراء هطول الأمطار لعقود.

وتواجه إندونيسيا بتعداد سكاني يتجاوز 270 مليون نسمة، تحديات اجتماعية وبيئية هائلة فيما يرى بعض الخبراء أن الدين الإسلامي يقدم بصيصا من الأمل نظرا لأن إندونيسيا هي أكبر بلد مسلم من حيث تعداد السكان حيث تتزايد الدعوات فيها إلى زيادة الوعي الديني للحفاظ على البيئة أو ما ما يُعرف بـ "الإسلام البيئي" أو "الإسلام الأخضر".

وفي مقابلة مع DW، قال فخر الدين مانغونغايا، رئيس مركز الدراسات الإسلامية في الجامعة الوطنية في جاكرتا، مما لا شك فيه أن "الوعي البيئي الإسلامي الجديد سوف يعزز من قوة الحركات البيئية في إندونيسيا ".

"الإسلام البيئي"..أمل جديد

ويبلغ تعداد المسلمين في إندونيسيا قرابة 87 بالمائة ما يعني أن الإسلام قد يوفر طريقا أو حلا لمعضلة قضية المناخ، وفقا لما أشار إليه عالم الأنثروبولوجيا الإندونيسي ابن فكري.

وفي مقابلة مع DW، قال ابن فكري إن تعاليم الإسلام "تدعو إلى حماية البيئة والطبيعة، لذا فإن استخدام الطاقة النظيفة يعد بالأمر الهام أخلاقيا ومعنويا بالنسبة للمسلمين".

ويشارك ابن فكري مع الباحث فريك كولومبين من الجامعة الحرة في أمستردام في إعداد بحث عن قضية "الإسلام الأخضر" في إندونيسيا وهو مصطلح يعني التفاعل بين البشر والبيئة استنادا إلى التعاليم الإسلامية.

وقد لاقى هذا المفهوم اهتماما كبيرا من السياسيين وعلى رأسهم رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو الذي دعا كبار رجال الدين الإسلامي إلى المساعدة في وصول البلاد إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060.

وفي هذا الإطار، وقعت وزارة البيئة والغابات العام الماضي اتفاقية شراكة مع جمعية نهضة العلماء التي تعد أكبر منظمة إسلامية في إندونيسيا من أجل تحسين إدارة قضايا البيئة والغابات المستدامة.

عمل ملموس

ويرى ابن فكري أن هذا الأمر لا يكفي إذ لم تصل التوعية بقضايا البيئية في البلاد بعد إلى غالبية سكان الريف ورجال الدين، فيما كشف استطلاع للرأي أجراه مركز "كاتاداتا إنسايت" عام 2020 عن أن سكان إندونيسيا لديهم ثقة كبيرة بشأن الحصول على المعلومات من رجال الدين.

وعلى وقع ذلك، يوجه مركز الدراسات الإسلامية الذي يشرف عليه فخر الدين في جاكرتا، اهتماما خاصا بقضية بناء جسور بين القادة في المجتمع الإسلامي وعلماء البيئة.

وفي ذلك، قال "من المهم ألا يقتصر فهم رجل الدين على التعاليم الإسلامية فحسب إذ يتعين أن يشمل ذلك فهم القضايا المتعلقة بحماية المناخ حتى يتمكنوا من ترجمة الوعي المناخي إلى عمل ملموس".

وفي هذا الإطار، يقول فخر الدين إنه يدرب قرابة ألف رجل دين وداعية بشأن ممارسات حماية البيئة لزيادة الوعي بشأن المناخ في جميع أنحاء البلاد، مضيفا أن العدد يتزايد بمرور الوقت.

ماذا عن المدارس؟

ويدخل في إطار تعزيز التوعية بشأن البيئة ضرورة التواصل مع الشباب وصغار السن لزيادة الوعي لديهم بشأن قضايا حماية البيئة.

وفي مقابلة مع DW، قال خطيبول أمام، مدير مدرسة داخلية إسلامية في جزيرة مادورا، إننا في حاجة إلى التفكير بشكل أكبر في "مستقبلنا حتى نجيب على أسئلة الطلاب بشأن القضايا البيئية الملحة في وقت مبكر ومن ثم يشاركون مع مجتمعاتهم" في حماية البيئة.

وشدد على أهمية دور المدارس الداخلية الإسلامية في هذا الشأن كونها جزءا مهما من نظام التعليم في إندونيسيا، مضيفا أن المدرسة الداخلية التي يديرها يدرس بها 11 ألف طالب.

وقال إن مدرسته استطاعت إيجاد رابط بين الإسلام وحماية البيئة وهو الأمر الذي أولت له المدرسة اهتماما كبيرا من خلال دعم مشاريع إعادة التشجير والزراعة المستدامة وإعادة التدوير.

الطريق مازال طويلا

ورغم ذلك، يقر أمام بأن قضية زيادة التوعية الدينية بشأن البيئة في إندونيسيا لا تزال تخطو خطواتها الأولى، مضيفا "التحدي الأكبر أمامنا يتمثل في محاولة تبسيط أهمية هذه المشاريع إلى الناس وهذا تحدي لا نواجهه فقط في مدارسنا ولكن في المجتمع بشكل عام".

ولا تتوقف مساعي زيادة التوعية بشأن المناخ في إندونيسيا على مفهوم "الإسلام الأخضر"، بل يشمل ذلك فئات أخرى تشكل المجتمع الإندونيسي خاصة مع تأكيد العديد من الخبراء على الحاجة إلى تبني نهج شامل يشمل المجتمع بأسره.

وفي هذا الإطار، يؤكد فخر الدين على أهمية التعددية في إندونيسيا، مضيفا "نتعلم الكثير من تقاليد ما قبل الإسلام. وبسبب النظام الديمقراطي في إندونيسيا، فإننا لا نحترم الطبيعة والبيئة فحسب بل نحترم كافة أطياف المجتمع وأفكارهم".

ويتفق فخر الدين في هذا الرأي مع ابن فكري الذي دعا إلى الجمع بين الدين والتقاليد والممارسات المحلية التي تشجع المجتمعات على حماية البيئة في إطار ما يطلق عليه "الوعي البيئي الثقافي"، قائلا: "الطريق مازال أمامنا طويلا، لكن لا يزال بإمكان الإسلام أن يلهم الكثيرين."

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: