لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من قتل شيرين أبوعاقلة؟ تحقيق لأسوشيتيد برس يرصد أدلة إدانة الاحتلال الإسرائيلي

02:15 م الثلاثاء 24 مايو 2022

شيرين ابوعاقلة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

بعد مرور نحو أسبوعين على استشهاد الصحفية الفلسطينية- الأمريكية مراسلة قناة الجزيرة الإخبارية شيرين أبوعاقلة، وجد تحقيق أعدته وكالة أسوشيتبد برس الإخبارية بعض المؤشرات التي تدعم اتهامات كل من السلطة الفلسطينية وزملاء الإعلامية الذين كانوا معها لحظة استشهادها والتي تقول إن الرصاصة التي قتلتها خرجت من بندقية إسرائيلية.

وقالت أسوشيتد برس إنه من الصعب الحصول على أي إجابة قاطعة نظرا لانعدام الثقة الشديد بين الجانبين، كما أن كلاهما لديه أدلة حاسمة ولكنه يرفض التعاون مع الطرف الأخر.

أظهرت مقاطع فيديو وصور، اُلتقطت صباح يوم ١١ مايو، قافلة إسرائيلية متوقفة بالقرب من طريق ضيق بالقرب من أبوعاقلة، ولديهم مجال رؤية واضح لمجموعة الصحفيين، ويتضح في الفيديوهات والصور أن المراسلين وغيرهم من المارة يحتمون من الرصاص الذي أُطلق من اتجاه القافلة.

في الوقت نفسه، كان الوجود الوحيد المؤكد للمسلحين الفلسطينيين على الجانب الآخر من القافلة، على بعد حوالي ٣٠٠ متر، ويفصلهم عن أبوعاقلة مباني وجدران. وتقول إسرائيل إن مسلحًا واحدًا على الأقل كان بين القافلة والصحفيين، ولكنها لم تقدم أي دليل يدعم نظريتها.

٤_1

ويقول شهود عيان إنه لم يكن هناك أي مسلحين في المنطقة، ولم يحدث إطلاق نار حتى حدوث إطلاق النار الذي أصاب أبوعاقلة وزميلها.

يؤكد شهود العيان- حسب أسوشيتيد برس- أن الجنود الإسرائيليين كانوا وراء مقتل أبوعاقلة.

بينما يقول جيش الاحتلال إن مراسلة الجزيرة الإخبارية قتلت في عملية لإطلاق النار بين جنود ومسلحين، وأن التحقيق الكامل فقط، بما في ذلك تحليل الطب الشرعي للرصاصة، قد يثبت من أين أُطلقت الرصاصة.

ورفض الفلسطينيون تسليم الرصاصة أو التعاون مع إسرائيل في التحقيقات بأي شكل من الأشكال.

زارت الوكالة الإخبارية منطقة على أطراف مخيم اللاجئين في جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث قتلت أبوعاقلة، بالإضافة إلى مسرح معركة قريبة من القوات الإسرائيلية ظهر في مقطع فيديو نشرته سلطات الاحتلال، ووجدت مجموعة بيلينكات البحثية الهولندية، بعض الأدلة التي تشير إلى أن قوات الاحتلال كانت أقرب من أبوعاقلة، ولديها مجال رؤية أوضح يمكنها من قتلها.

وأظهر تحليل المجموعة، المتخصصة في تحديد المواقع الجغرافية للأحداث في مناطق الحرب من خلال تحليل الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت، بعض النتائج والتي كان من بينها ما يلي..

"الطريق والقافلة"

١

قال المراسلون الذين كانوا مع أبوعاقلة إنهم عندما وصلوا إلى مكان الحادث كان الموقع هادئًا، ولم تقع اشتباكات ولم يكن هناك مسلحين في المنطقة المجاورة. وذكر على السمودي، منتج بالجزيرة والمصاب الثاني بإطلاق النار، أنه اتصل بمصادره من داخل المخيم لكي يرسمون له صورة عما يحدث.

توجه المراسلون إلى طريق طويل وضيق منحدر من منطقة مفتوحة إلى مجموعة من المباني الخرسانية حيث كانت قافلة للجيش الإسرائيلي تقف على بعد حوالي ٢٠٠ متر، وارتدى الجميع سترة زرقاء مكتوب عليها "Press" (صحافة) بأحرف كبيرة.

وحسب السمودي، فإن الجنود الإسرائيليين أطلقوا طلقة تحذيرية ما جعله ينحني ويركض للخلف، فأصابته الطلقة الثانية في ظهره، وأصيبت أبوعاقلة في رأسها وماتت على الفور، بينما احتمت شذا الحنايشة بشجرة بجوار جدار.

قال السمودي إنهم – المراسلون- خرجوا إلى العراء حتى تتمكن سلطات الاحتلال من رؤيتهم، ولم يطالبونا بالمغادرة، لذلك تقدمنا ببطء، وسرنا حوالي ٢٠ مترًا.

٥_4

وقالت شذا حنايشة، المصورة الفلسطينية التي شهدت مقتل أبوعاقلة، إنهم بقوا هناك لفترة ما بين ٥ إلى ١٠ دقائق يتحدثون ويضحكون، وكانوا على مرأى الجنود، ويؤكد أحد مقاطع الفيديو صحة رواياتها.

"سيناريو مُحتمل"

وجدت التحقيقات الأولية لجيش الاحتلال أن هناك احتمالين، الأول يرجح أن مسلحين فلسطينيين كانوا متواجدين على الطرف الآخر من موقع الصحفيين، وأطلقوا مئات الرصاصات، فأصابت أحدها أبوعاقلة، والذين كانوا على بعد ٣٠٠ متر، مع الإشارة إلى أن الرصاص الصادر من بندقية إم ١٦ يمكن أن يصل إلى بعد ١٠٠٠ متر.

غير أن جيش إسرائيل لم يقدم أي أدلة مرئية تدعم هذا السيناريو، سوى صور لمسلحين فلسطينيين يطلقون النار من موقع آخر لا يمكنهم من رؤية أبوعاقلة.

لم يتسنَ للوكالة العثور على أي أدلة تدعم أول سيناريو.

في هذه الحالة، يبدو السيناريو الثاني أكثر تصديقًا.

٦_5

يقول المقدم أمنون شيفلر، المتحدث باسم الجيش، إنه كان هناك مسلح فلسطيني واحد على الأقل على الطريق بين القوات والمراسلين، وزعم أن ذلك المسلح أطلق عدة طلقات نار على إحدى سيارات الجيش الإسرائيلي، فرد عليه جندي بداخل المركبة بإطلاق الرصاص ببندقية مزودة بمنظار تلسكوبي.

وحسب شيفلر، فإن تحقيقات جيش الاحتلال تركز على هذه البندقية، رغم أن إسرائيل لا تزال تسوق لاعتقادها أن رصاصة فلسطينية طائشة قد تكون السبب في استشهاد أبوعاقلة.

يقول الجيش الإسرائيلي إنه لا يمكن تقديم إجابة دون مقارنة الرصاصة بالسلاح.

فيما أجمع شهود العيان الذين تحدثوا مع أسوشيتيد برس على عدم وجود أي مسلحين بين المراسلين وأبوعاقلة.

لم يظهر أي مسلحين في قطاع الفيديو المصورة في موقع تواجد المراسلين، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية أن إطلاق النار في جنين، في ذلك اليوم، لم يسفر عن مقتل أو إصابة فلسطيني واحد.

وكذلك لم يُعلن الإعلام الفلسطيني عن وقوع أي ضحايا بين المواطنين في المخيم في ذلك اليوم.

لم يرَ وليد العمري، أحد شهود العيان على مقتل أبوعاقلة، أي أدلة على وجود مسلحين بين المراسلين وقوات الاحتلال. وقال: "إذا كان هناك مسلحين فلسطينيين هناك، لماذا لم يطلقوا النار عليه؟ كان بينهم قناصة، بات من الواضح لنا أنهم كانوا يستهدفون شيرين".

"تحقيقات منفصلة"

٣_2

بعد إطلاق النار مباشرة، دعت إسرائيل السلطة الفلسطينية إلى إجراء تحقيق مشترك، وطلبت منها تسليم الرصاصة التي قتلت أبوعاقلة من أجل اخضاعها للتحليل الباليستي. ودعت سلطات الاحتلال ممثلين فلسطينيين وأمريكيين للمشاركة في التحقيق.

غير أن السلطة الفلسطينية قابلت هذه المطالب بالرفض، مبررة ذلك بأنها لا يمكنها الوثوق بإسرائيل.

وفي غضون ساعات بعد إطلاق النار اتهمت السلطة الفلسطينية وقناة الجزيرة إسرائيل باستهداف أبوعاقلة، لكن دون تقديم أدلة تؤكد ذلك، وهو ما تنفيه إسرائيل.

قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم السلطة الفلسطينية، إن الفلسطينيين يجرون تحقيقًا مهنيًا وسيتبادلون النتائج مع الهيئات الدولية.

ورفض تقديم أي تفاصيل عن التحقيق أو الرد على أسئلة حول الرصاصة.

غالبًا ما تستمر التحقيقات الخاصة بإطلاق النار على الفلسطينيين أشهر أو ربما أعوام قبل تحديد القاتل، وتقول منظمات حقوقية إنه نادرًا ما يُعاقب الجنود الإسرائيليين.

وزعمت التحقيقات الأولية في إسرائيل أن مسلحين فلسطينيين ظهروا في مقطع فيديو كان وراء مقتل أبوعاقلة، ولكن الاحتلال تراجع عن موقفه بعد نشر منظمة بتسليم، منظمة إسرائيلية حقوقية، مقطع فيديو آخر يظهر استحالة حدوث ذلك، خاصة وأن الموقعين يفصل بينهما مئات الأمتار والمباني والجدران.

ومازالت بتسليم تجري تحقيقًا منفصلاً.

"الرصاصة "

٣_2

قال ليئور نديفي، المحقق السابق في مسرح الجريمة وفاحص الأسلحة النارية في الشرطة الإسرائيلية، إن الرصاصة التي قتلت أبوعاقلة من المحتمل أن تحتوي على عدد من الأدلة، موضحًا أن فحص الرصاصة قد يكشف عن نوع السلاح الذي صدرت منه، ما يقود إلى معرفة القاتل.

بعد يومين من استشهاد أبوعاقلة، عادت قوات الاحتلال إلى جنين لشن غارة أخرى، وقالت إسرائيل إنها تستهدف المسلحين الفلسطينيين بعد سلسلة من الهجمات حدثت الأسابيع الأخيرة، نفذ العديد منها مهاجمون من داخل وحول جنين.

قالت شذا الحنايشة إن عدد الصحفيين الذين ذهبوا للقيام بالتغطية الإعلامية للغارة كان أكبر من المعتاد، وكانت هي واحدة منهم.

وأضافت: "أي صحفي في أي مكان يعرف أنه معرض للقتل، ولكن إذا لم نقم بهذا العمل، فلن يفعله أحد. نحن نعلم أن الاحتلال لا يرغب في أن يعرف أحد ما يحدث هنا".

فيديو قد يعجبك: