بعد تفشيه في أوروبا.. ما نعرفه عن مرض جدري القرود؟
مصراوي
في الساعات الماضية سجلت دول أوروبية جديدة حالات مصابة بفيروس جدري القرود، والذي انتشر في الأيام الماضية، ودخلت أستراليا وأمريكا وإيطاليا والسويد وألمانيا وبلجيكا وفرنسا، ليكونوا أحدث الدول التي تسجل حالات إصابة بمرض "جدري القرود" إضافة إلى إعلان بريطانيا وإسبانيا والبرتغال بالفعل عن تعاملها مع تفشي ذلك المرض.
وخرجت منظمة الصحة العالمية، لتطالب الدول التي تفشي بها المرض إلى تتبع قوي للمخالطين للحالات المصابة، في محاولة للسيطرة عليه ومنعه من الانتشار بشكل أكبر.
ما هو جدرى القرود؟
وفقًا لتقرير نشرته مجلة التايم، فإنّ جدرى القرود يعد من الأمراض النادرة، التي عادة ما تكون خفيفة، كما أنّه يتم التقاطه من الحيوانات البرية المصابة في أجزاء من إفريقيا، و تم اكتشافه لأول مرة في عام 1958 في القرود المحفوظة للبحث - ومن هنا ظهر الاسم.
وتم تسجيل أول حالة بشرية في عام 1970 ، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، كما أنّ هذا المرض هو أحد أقارب الجدري ، مما يتسبب في ظهور طفح جلدي غالبًا ما يبدأ على الوجه ، وفقًا لموقع NHS في بريطانيا .
الإصابة بالعدوى
يمكن أن ينتقل فيروس جدري القرود من لدغة حيوان مصاب، أو عن طريق لمس دمه أو سوائل جسمه أو فروه، و يُعتقد أيضًا أنه ينتشر عن طريق القوارض، مثل الجرذان والفئران والسناجب.، ومن الممكن أيضًا الإصابة بالمرض عن طريق تناول لحم حيوان مصاب لم يتم طهيه بشكل صحيح.
لكن وفقًا للتقرير الذي نشرته مجلة التايم الأمريكية، فإنّه من غير المعتاد أن يصاب الإنسان بجدرى القرود لأنه لا ينتشر بسهولة بين الناس، ولكن من الممكن أن ينتشر المرض من خلال لمس الملابس أو الفراش أو المناشف التي يستخدمها شخص مصاب بالطفح الجلدي.
و يمكن أيضًا أن ينتقل المرض أيضًا عن طريق لمس بثور أو قشور جلدية لجدري القرود ، أو الاقتراب الشديد من السعال والعطس من شخص مصاب.
أعراض جدرى القرود
وذكر التقرير أنّه إذا أصبت بجدرى القرود، فعادة ما يستغرق ظهور الأعراض الأولى ما بين خمسة إلى 21 يومًا، وتشمل الحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر وتورم الغدد والرعشة والإرهاق.
ويظهر الطفح الجلدي عادةً بعد يوم إلى خمسة أيام من ظهور هذه الأعراض، و أحيانًا يتم الخلط بين الطفح الجلدي وجدري الماء، لأنه يبدأ كبقع بارزة تتحول إلى قشور صغيرة مليئة بالسوائل، وتختفي الأعراض عادة في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع وتتساقط القشور.
التسبب في الوفاة
أشارت العديد من الدراسات التي أجريت في وسط إفريقيا، حيث لا يحصل الناس على رعاية صحية جيدة ، إلى أن المرض يقتل ما يصل إلى واحد من كل 10 أشخاص مصابين ، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ومع ذلك ، يتعافى معظم المرضى في غضون أسابيع قليلة.
مرحلة العدوى
فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة).
فترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى) والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، حسب موقع منظمة الصحة.
ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمص القدمين (75%). ويتطور الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية (آفات ذات قواعد مسطحة) إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماما.
علاقة جدري القرود بالمثليين
في بريطانيا قالت وكالة الأمن الصحي إن الحالات الأخيرة كانت "في الغالب لمثليي الجنس وثنائيي الجنس أو الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال"، كما أنّها حثت الرجال المثليين ومزدوجي الميل الجنسي بشكل خاص على أن يكونوا على دراية بأي طفح جلدي أو آفات غير عادية وأن يتصلوا بخدمة الصحة الجنسية دون تأخير إذا كانت لديهم مخاوف.
ومن جانبها قلت ماريا فان كيركوف ، خبيرة الأمراض الناشئة والأمراض حيوانية المصدر بمنظمة الصحة العالمية ، في مقابلة مع STAT" إننا نجد ما نبحث عنه" ، متابعة أنه إذا كان تفشي مرض جدري القرود هذا مرتبطًا بالفعل بشبكات جنسية بين الرجال ، فهذا لا يعني بالضرورة أنه عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي ؛ قد يكون الأمر مجرد مسألة من يقترب بدرجة كافية من شخص مصاب ليصابوا هم أنفسهم.
كما أنّ هناك مجموعات من العدوى تنتشر بين الرجال المثليين وثنائيي الجنس والطلاب في سن الكلية ، وغيرهم مثل التهاب السحايا ، وهو مرض ينتشر عن طريق الرذاذ التنفسي في أماكن قريبة، لذا لا يمكن مثلا ربطه بالمثليين فقط.
العلاج واللقاح
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنّه لا توجد أية أدوية أو لقاحات مُحددة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، ولكن يمكن مكافحة فاشياته، خاصة وأنّه ثبت في الماضي أن التطعيم الذي تواجد ضد الجدري ناجح بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحا لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم، ورغم ذلك فإن من المُرجح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مسارا أخف وطأة.
فيديو قد يعجبك: