موظفة يهودية تتهم جوجل بـ"الانتقام منها" بسبب إسرائيل.. ما القصة؟
كتبت – إيمان محمود
تواجه شركة جوجل الأمريكية، اتهامات بالتعسّف ضد موظفة يهودية –مُعادية للصهيونية- بسبب اعتراضها على مشروع "نيمبوس" الخاص بتزويد الجيش الإسرائيلي بـ"تكنولوجيا خطرة" تُستخدم في إيذاء الفلسطينيين.
حشدت الأزمة مئات الموظفين المُتضامين مع الموظفة، ووقّعوا عريضةً تتهم إدارة جوجل بـ"الانتقام غير العادل" ضد ارييل كورين، التي تعمل مديرة تسويق في " Google for Education"، بعد تهديدها بالانتقال من فرع الشركة في سان فرانسيسكو إلى البرازيل أو خسارة منصبها.
وقال الموظفون في العريضة: "للأسف، تتوافق قضية ارييل مع سجل جوجل الخطير في الانتقام ضد الموظفين -الذي احتل عناوين الصحف الرئيسية في السنوات القليلة الماضية- وتحديدًا ضد أولئك الذين يتحدثون ضد العقود التي تتيح عنف الدولة ضد الأشخاص المُهمشين".
أمّا جوجل، فردّت بأنها حققت في الحادث ولم تجد أي دليل على الانتقام، بحسب صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية.
ما هو مشروع نيمبوس؟
هو عقد قيمته 1.2 مليار دولار، أبرمته شركتي جوجل وأمازون مع إسرائيل، ليوفّر للأخيرة "خدمات سحابية إلكترونية".
وتسمح هذه التكنولوجيا بمزيد من المراقبة وجمع البيانات بشكل غير قانوني عن الفلسطينيين، وتسهّل توسيع المستوطنات اليهودية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية.
وذكرت وزارة المالية الإسرائيلية، أن النظام يضمن بقاء البيانات "داخل حدود إسرائيل"، ومن المتوقع أن يزيد من كفاءة الجيش الإسرائيلي في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل تلك المُستخدمة في قمع النشطاء الفلسطينيين، والمراقبة على طول حدود غزة وإسرائيل، بالإضافة إلى نظام القبة الحديدية، حسب صحيفة "الجارديان".
تم توقيع العقد في نفس الأسبوع الذي هاجمت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة، في مايو 2021، والذي راح ضحيته حوالي 250 فلسطينيًا من بينهم أكثر من 60 طفلاً.
اعتراض جماعي
في أكتوبر الماضي، ظهر مقالاً افتتاحيًا في صحيفة "الجارديان" بعنوان، "نحن موظفون في غوغل وأمازون. نحن ندين مشروع نيمبوس".
وقال العمال الذين لم يكشفوا عن هويتهم "لا يمكننا دعم قرار صاحب العمل بتزويد الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية بالتكولوجيا التي تُستخدم لإيذاء الفلسطينيين".
وأضافوا: "نكتب بصفتنا موظفين في غوغل وأمازون لديهم ضمير ومن خلفيات (ثقافية) متنوعة، نحن نؤمن بأن التكنولوجيا التي نبنيها يجب أن تعمل لخدمة الناس في كل مكان والارتقاء بهم".
ودعا العاملون شركتي غوغل وأمازن للانسحاب من مشروع نيمبوس الإسرائيلي، وقطع جميع العلاقات مع الجيش الإسرائيلي، مؤكدين على التزامهم أخلاقيا بالتحدث علنا ضد انتهاكات لقيم العمل.
وبالفعل، وقّع أكثر من 90 عاملا في جوجل وأكثر من 300 موظف في أمازون على هذه الرسالة داخليا. وقالوا إنهم لم يكشفوا عن هويتهم "خوفا من الانتقام"، بحسب "بي بي سي".
دور كورين
منذ بداية الأزمة، كانت كورين، التي عملت في جوجل لنحو 6 سنوات، واحدة من اثنين من موظفي جوجل الذين يتحدثون إلى وسائل الإعلام علنًا بشأن اعتراضاتهم على المشروع.
وساعدت كورين، التي تعمل في فرع الشركة بمدينة يان فرانسيسكو، في صياغة خطاب الاحتجاج على المشروع، وجمع توقيعات الموظفين.
ويؤكد زملاء كورين أن جوجل تفرّض قيودًا صارمة لقمع المعارضين داخل الشركة، إذ قال جابرييل شوبينر، مهندس برمجيات جوجل لصحيفة "ذا تايمز"، إن "القيود الصارمة التي تفرضها جوجل على مشاركة المعلومات الداخلية والتنفيذ الانتقائي لتلك القواعد هي جهود لقمع المعارضة".
وأضاف شوبينر إن التحدث علنًا عن مشروع نيمبوس كان محفوفًا بالمخاطر لأن انتقاد إسرائيل غالبًا ما يتم خلطه بشكل خاطئ مع معاداة السامية.
ولأن شوبينر وكورين يهوديان، فقد أوضحا أن الاعتراض على المشروع علنًا كان أسهل عليهما من زملاء آخرين.
لكن رغم ذلك، فوجئت كورين بمكالمة عبر الفيديو، في نوفمبر الماضي، من مديرها في العمل، تحمل "إنذارًا نهائيًا" وهو "الانتقال إلى فرع الشركة في البرازيل أو فقدان منصبها"، وأنه ليس أمامها سوى 17 يومًا لتنفيذ هذه الخطوة.
وفي 22 نوفمبر، قدمت كورين شكوى إلى قسم الموارد البشرية في جوجل، بحجة أن الأساس المنطقي لنقلها هو إبعادها عن الفريق في سان فرانسيسكو، بحسب ما نقلته "لوس أنجلوس تايمز" التي اطلعت على الشكوى.
في الشكوى، اتهمت الشركة بـ"الانتقام" منها بسبب نشاطها الاحتجاجي على مشروع نيمبوس.
فيما قالت المتحدثة باسم جوجل، شانون نيوبيري، في بيان: "لقد حققنا بدقة في مزاعم هذه الموظفة ووجدنا أنه لم يكن هناك أي انتقام".
لكن الصحيفة الأمريكية، لفتت إلى أن نيوبيري رفضت التعليق أكثر على القضية، ولم تردّ على سلسلة من الأسئلة عبر البريد الإلكتروني حول تفاصيل اجتماع نوفمبر بين كورين ومديرها، وقرار النقل وادعاء كورين أنه كان يهدف إلى طردها من الفريق.
كما امتنعت نيوبيري عن التعليق على وضع كورين المستقبلي في الشركة وما إذا كان سيُطلب من كورين الانتقال.
من جانبها، صرّحت المتحدثة باسم مكتب العمل في سان فرانسيسكو، أن التحقيقات جارية في شكوى كورين.
فيديو قد يعجبك: