لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الأوليغارش الروس في دائرة الاستهداف.. فمن هم وأين ينشطون؟

08:17 م الإثنين 14 مارس 2022

علم روسيا

(دويتشه فيله)

برلمانيون وضباط عسكريون رفيعو المستوى وصحافيون بارزون وصناعيون ومموّلون من الصف الأول. يواجه مئات الروس الأغنياء تجميد أصولهم مصحوبا أحيانا بحظر إقامة في عدد من دول العالم. فمن يكون هؤلاء؟ وأين ينشطون؟

الرد الغربي على الغزو الروسي لأوكرانيا شمل تضييق الخناق ماليا على الدائرة الواسعة من أصحاب المليارات المقربين من الكرملين، من تجميد حسابات مصرفية ووضع اليد على دارات فخمة ويخوت تعود إلى الأوليغارش الروس.

لكن المصادرات الكبيرة مثل بعض اليخوت في فرنسا وإيطاليا في الأيام الأخيرة ما زالت نادرة جدا، ما يعكس صعوبة تنفيذ ترسانة الإجراءات الانتقامية.

منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، يوسّع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا قوائمها الخاصة بالمقربين من النظام الروسي الذين أصبحوا معزولين عن النظام المالي الدولي. حتى أن سويسرا وموناكو انضمتا إلى هذا الإجراء.

من هم؟

ومن بين هؤلاء، نيكولاي توكاريف، رئيس شركة "ترانسنيفت" للنفط والغاز الذي وصفه الاتحاد الأوروبي بأنه "صديق قديم" للرئيس الروسي، وسيرغي تشيميزوف رئيس مجموعة "روستيك" للصناعات الدفاعية.

وهناك كذلك رجل الأعمال الروسي الأوزبكستاني أليشر عثمانوف الذي يقال إنه "أحد الأوليغارشيين المفضلين لدى فلاديمير بوتين" وإيغور تشوفالوف رئيس مصرف التنمية الروسي.

ويضاف إلى الأوليغارش، أي الشخصيات الثرية المقربة من السلطات الروسية، "صف خلفي إذا صح التعبير يضم ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص هم أيضا أثرياء جدا وجميعهم مرتبطون ومدعومون من نظام بوتين"، كما يقول الأستاذ في مركز الدراسات حول الفساد في جامعة ساسكس (برايتون، بريطانيا) روبرت بارينغتون لوكالة فرانس برس.

كما تتحدث ساره بريمبوف، رئيسة منظمة الشفافية الدولية فرع فرنسا لوكالة فرانس برس إن فرنسا "تؤوي ممتلكات غير مشروعة كهذه. والعقارات الفاخرة هي الوسيلة المفضلة لغسل الفساد أو اختلاس المال العام".

ممتلكات في فرنسا

وتتركّز الممتلكات العقارية لهذه الشخصيات في مناطق سياحية ساحلية شهيرة في الكوت دازور وفي غرب باريس وفي حفنة من المنتجعات في جبال الألب. لكن من الصعب جدا تحديدها بالتأكيد.

واستعرضت داريا كالينيوك، وهي شخصية أوكرانية بارزة في مجال مكافحة الفساد، سجلات عقارية ووثائق سرية كشف عنها مبلغون عن المخالفات. وفقا لها، تعود ملكية فيلا في سان تروبيه إلى أوليغ ديريباسكا مؤسس شركة الألمنيوم العملاقة "روسال" الخاضعة منذ ضم شبه جزيرة القرم العام 2014 لعقوبات أميركية.

كذلك، يرتبط اسما بوريس وأركادي روتنبرغ اللذين طالتهما العقوبات الأميركية أخيرا، بممتلكات قرب نيس وغراس، بحسب كالينيوك.

وكان الشقيقان، وهم صديقا الطفولة لفلاديمير بوتين ومارسا معه الجودو، يسيطران على شركات عملاقة في مجال البناء وحققا ثروتهما بفضل عقود عامة ضخمة، خصوصا في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في سوتشي العام 2014.

وكشفت كالينيوك أن فيلا فخمة في سان رافاييل تعود ملكيتها إلى غينادي تيمشينكو المدرج على قوائم العقوبات الأوروبية والأميركية والذي يعتبره الاتحاد الأوروبي "أحد المقربين" لبوتين.

وهذا الملياردير أسس أو ساهم في تأسيس الكثير من الشركات، من بينها مجموعة "فولغا" الاستثمارية التي ما زال مساهما فيها ومجموعة "غونفور" لتجارة السلع الأساسية التي لم يعد مساهما فيها.

أما فندق "لو كلوب دو كافاليير" الفاخر الواقع في لافاندو في جنوب فرنسا، هو جزء من شركة تديرها زوجته إيلينا.

ممتلكات في بريطانيا

كذلك، اجتذبت لندن، بسبب التسهيلات التي تقدّمها منذ فترة طويلة للأثرياء الروس وعائلاتهم وبفضل نظامها التعليمي النخبوي، الكثير من استثمارات الأوليغارشيين، لدرجة أنها اكتسبت لقب "لوندونغراد".

وأشار بارينغتون إلى أن الأصول العقارية الإجمالية التي يملكها روس متّهمون بالفساد أو مقرّبون من الكرملين في بريطانيا "والتي تمكنا من تتبعها تصل إلى 1,5 مليار جنيه"، أو أكثر من 1,8 مليار يورو، في أحياء راقية مثل كينسينغتون وتشيلسي وهامبستيد. لكنه أكّد أنها "في الواقع أكثر من ذلك بكثير".

استثمرت النخب الروسية في كل القارات وأصولها مستهدفة في بلدان أخرى أيضا مثل أستراليا واليابان. ولم يتمكن أحد من الأشخاص الذين قابلتهم وكالة فرانس برس بهذا الشأن من تقييم القيمة الإجمالية لهذه الأصول.

وقالت جودي فيتوري، الباحثة في الفساد في جامعة جورج تاون الأميركية والعضو غير المقيم في مؤسسة كارنيغي، إن الاستثمارات الروسية المشكوك فيها "لا تحدث من تلقاء نفسها". وأوضحت أن الأوليغارش "لديهم أشخاص يسهّلون لهم ذلك من محامين ومحاسبين وتجار قطع فنية...".

عقبات كبيرة

وأوضح جوليان مارتينيه محامي شركة "سويفتليتيغايشن" الفرنسية لوكالة فرانس برس "إحدى العقبات هي استخدام أسماء مستعارة. إن إجراء تحقيقات حول هؤلاء "يتطلب حشد الكثير من الأجهزة الاستخباراتية". ونتيجة لذلك، أعلن عن عدد قليل من "المصادرات" الكبيرة حتى الآن.

قد أعلنت الحكومة الفرنسية الخميس مصادرة يخت أموري فيرو الذي تقدر قيمته بين 100 مليون يورو و120 مليونا والتابع لشركة مرتبطة بإيغور سيتشين، رئيس مجموعة روسنفت النفطية الروسية.

من جهتها، أعلنت إيطاليا السبت أنها جمدت حوالى 140 مليون يورو من أصول تابعة لأوليغارشيين روس.

ومن أجل الالتفاف على هذه الصعوبات، أعلن وزير العدل الأمريكي ميريك غارلاند إنشاء خلية مخصصة لملاحقة "الأوليغارشيين الروس الفاسدين". وتضم "كليبتوكابتشر" أكثر من 10 مدّعين عامين ومتخصصين في القانون الجنائي والأمن القومي بالإضافة إلى محققين من الشرطة الفيدرالية وسلطات الضرائب والخدمات البريدية.

كذلك أنشأت فرنسا "فرقة عمل" تضم عشرات الأشخاص من هيئة إدارة الضرائب وجهاز الاستخبارات المالية والجمارك والمديرية العامة للخزانة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان