لماذا لم يغزو بوتين أوكرانيا خلال تولي ترامب الحكم؟
كتبت- هدى الشيمي:
بعد تأكيد الأرشيف الوطني، الجمعة الماضية، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نقل وثائق سرية إلى منتجع مارا لاجو في فلوريدا، أصدر رجل الأعمال النيويوركي خطابًا طويلاً ولاذعًا أصر فيه على أن الجدل المتعلق بهذه المستندات غير ضروري.
وفي نهاية الخطاب، قال ترامب بشكل عابر على ما يبدو، حسب شبكة (ام اس ان بي سي) msnbc، إنه لم يكن لديه وقت للاهتمام للقلق بشأن بعض المهام مثل حفظ السجلات الرئاسية، ولكنه كان منشغلا للغاية بالتأكد من أن روسيا لم تهاجم أوكرانيا.
استغل ترامب اشتعال الأزمة الأوكرانية- الروسية لانتقاد سياسية بايدن الخارجية، وقال في بيان، الثلاثاء،: "لو أديرت الأزمة بشكل صحيح لما كان هناك أيّ سبب لحدوث ما يحدث حاليا في أوكرانيا".
وتابع، مذكّرا بالعلاقة المتينة التي كانت تجمعه بالرئيس الروسي،:"أعرف فلاديمير بوتن جيدا، وما كان ليفعل أبدا في ظلّ إدارة ترامب ما يفعله حاليا، مستحيل!".
واعتبر الملياردير الجمهوري أنّ العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن حاليا ضعيفة، و"إنها غير مهمّة مقارنة بالاستيلاء على بلد وأراض ذات مواقع استراتيجية".
وأضاف: "لم يحصل بوتن على ما أراده دائما فحسب، ولكنه يزداد ثراء من ارتفاع أسعار النفط والغاز".
وأعلن بايدن، في خطاب أمس الثلاثاء، فرض حزمة العقوبات الأولى على روسيا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على النخبة الروسية وعائلاتهم.
وأكد الرئيس الأمريكي أن الحزمة الأولى من العقوبات ضد روسيا تبدأ الآن، وأن الولايات المتحدة فرضت عقوبات قاسية على بنكين روسيين بالفعل.
وتشمل العقوبات حتى الآن، إلغاء العمل مع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" القادم من روسيا، وعقوبات الحظر الكاملة على بنك "VEB "، وعقوبات على البنك العسكري الروسي، وعقوبات على ديون روسيا السيادية.
"شخص لا يمكن التنبؤ به"
دارت الكثير من التساؤلات ذات الصلة في الأوساط الجمهورية في الآونة الأخيرة عن عدم إقدام بوتين على غزو كييف خلال السنوات الأربعة الماضية، لاسيما وأن الرئيس الروسي استهدف جورجيا خلال فترة حكم جورج دبليو بوش، واستولى على شبه جزيرة القرم في عهد باراك أوباما، وهناك أزمة مشتعلة الآن في أوكرانيا خلال حكم جو بايدن، ولكن طموحاته الاستعمارية كانت مقيدة خلال حكم ترامب.
فسر ريتش لوري من مجلة ناشيونال ريفيو تجنب بوتين لغزو أوكرانيا خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق، عبر تويتر، وقال:"كون ترامب شخص لا يمكن التنبؤ به، غضبه الشديد، وعدم احترامه لأحد، واستعداده للمخاطرة، كما فعل مع قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ربما جعلوا بوتين خائفًا أو ربما حذرًا".
"أهداف مشتركة"
وكان لآن أبلباوم من مجلة ذي أتلانتيك تفسيرًا آخر، قالت: “يريد بوتين فرض ضغوطًا شديدة على المؤسسات الغربية والديمقراطية، وخاصة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، حتى تتفكك".
وأضافت: “يساعد بوتين الزعماء الديكتاتوريين ويريد ابقائهم في السلطة قدر المستطاع كما هو الحال في سوريا، فنزويلا، إيران، يريد تقويض أمريكا، وتقليص نفوذها".
فيما قالت جينيفر روبن من صحيفة واشنطن بوست إن سياسة ترامب الخارجية سعت إلى فعل الكثير مما أراد بوتين تحقيقه، بما في ذلك تخويف أوكرانيا من خلال التهديد بحجب بعض المساعدات العسكرية عنها.
في ديسمبر عام ٢٠١٩، أظهرت رسالة بريد إلكتروني، أن البيت الأبيض سعى إلى تجميد المساعدات إلى أوكرانيا بعد 91 دقيقة فقط من مكالمة ترامب الهاتفية مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينيسكي، في يوليو.
كان لكل من ترامب وبوتين أهدافًا مشتركة، سعى كلاهما إلى تقويض حلف الناتو، اضعاف الاتحاد الأوروبي. علاوة على ذلك حسب (ام اس ان بي سي) فإن الرئيس الروسي يسعى إلى إضعاف النظام السياسي الأمريكي، وكانت لتصرفات الرئيس الجمهوري السابق العدوانية تأثير مشابه على النظام السياسي في بلده.
فيديو قد يعجبك: