البلدان الإفريقية أحرزت تقدما في سياسات حرية السفر بعد أزمة كورونا

كوت ديفوار - (أ ش أ)

أظهر تقرير مؤشر انفتاح التأشيرات في إفريقيا لعام 2022ـ أن البلدان الإفريقية أحرزت تقدمًا في سياسات حرية السفر الخاصة بها، والتي تم تقييد معظمها بشدة بسبب أزمة (كوفيد-19)، وذلك وفق التقرير السنوي الذي أعدته مجموعة البنك الإفريقي للتنمية بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي.

وذكر تقرير مؤشر انفتاح التأشيرات في إفريقيا أن المعايير التي اعتمدتها الحكومات الأفريقية، تتعلق بتوقيت دخول المواطنين من البلدان الإفريقية الأخرى بدون تأشيرة، ومتى يمكن الحصول على تأشيرة عند الوصول، ومتى يُطلب من المسافرين الحصول على تأشيرة قبل السفر.

وأكد التقرير على تأثير جائحة (كوفيد-19) في العامين الماضيين (2020 و2021) حيث قامت معظم البلدان بتقييد الحركة، على الصعيدين المحلي والدولي فيما تراوحت القيود المفروضة على السفر الدولي من إغلاق حدود بأكملها إلى الحجر الصحي وتدابير الفحص وحظر الزوار من البلدان التي تكون مصنفة "عالية الخطورة"، وتضمنت القيود المحلية سلسلة من الإجراءات مثل حظر السفر بين المقاطعات، وحظر التنقل غير الضروري، وحظر التجول، والقواعد التي حدت من التجمعات.

وعكس التقرير علامات التقدم في مؤشر انفتاح القارة، إذ قامت 10 دول بتحسين درجة فتح التأشيرات الخاصة بها على مدار العام الماضي، وتجاوز فتح التأشيرات في القارة الآن ما تم تسجيله خلال العام السابق لوباء كوفيد-19 وتماشى مع درجة الذروة التي تم تحقيقها في عام 2020، كما تضمن التقرير سياسات الانفتاح للتأشيرات التي تزيد من الدخول بدون تأشيرة أو سياسات التأشيرة عند الوصول، فيما أسهم استخدام التكنولوجيا والتبني الأكبر لأنظمة التأشيرات الإلكترونية على التعقب السريع للسهولة التي يمكن للمسافرين من خلالها عبور الحدود.

وأكد التقرير أن السفر الإفريقي أصبح أكثر انفتاحًا بين المواطنين الأفارقة في عام 2022، مع قيود أقل بشكل عام، ويوجد الآن تنوع بين السفر بدون تأشيرة حيث يمكن الحصول على التأشيرة عند الوصول إلى بلد المقصد، وهناك ثلاث دول، وهي بنين وجامبيا وسيشيل، تقدم الدخول بدون تأشيرة للأفارقة من جميع البلدان الأخرى، وهناك 24 دولة أفريقية تقدم التأشيرة الإلكترونية، بزيادة 5 دول منذ أكثر من خمس سنوات.

وذكر التقرير أن 36 دولة قامت بتحسين درجة مؤشر انفتاح التأشيرات الخاصة بها أو الحفاظ عليها، وحافظت 50 دولة على درجة مؤشر انفتاح التأشيرات الخاصة بها أو حسنتها مقارنةً بعام 2021، بعد إزالة بعض قيود سياسة التأشيرات المطبقة أثناء الوباء، كما تقوم 48 دولة من أصل 54، والغالبية العظمى من البلدان الأفريقية، بتقديم السفر بدون تأشيرة لمواطني دولة أفريقية واحدة أخرى على الأقل، كما هناك 42 دولة تقدم السفر بدون تأشيرة لمواطني 5 دول أفريقية أخرى على الأقل.

ونوه التقرير أن التأشيرات الإلكترونية تسمح للمسافرين المحتملين بتقديم طلب للحصول على تأشيرة من منازلهم أو مكان عملهم قبل السفر، وتبسيط عملية تقديم الطلبات، وتقليل الوقت على الحدود، وتوفير قدر أكبر من اليقين قبل السفر، وتقليل الحاجة إلى تقديم جواز سفر للمعالجة للمكاتب القنصلية، وجعل السفر أكثر أمانًا وأريحية.

في غضون ذلك، قالت نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الدكتورة مونيك نسانزاباجانوا: "تربط هذه النسخة من التقرير حرية الحركة بتنمية سلاسل القيمة الإقليمية والاستثمارات والتجارة في الخدمات ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وهناك اعتراف أكبر بأن التنقل البشري هو مفتاح جهود التكامل في إفريقيا".

من جانبها، قالت نائبة رئيس مجموعة البنك الإفريقي للتنمية والمسؤولة عن التنمية الإقليمية والتكامل وتسليم الأعمال السيدة ماري لوري أكين أولوجباد إن مؤشر انفتاح التأشيرات في إفريقيا يتتبع انفتاح التأشيرات كمقياس لحرية التنقل منذ عام 2016، ويظهر التقرير لهذا العام أن العديد من البلدان الأفريقية قامت بتبسيط نظام التأشيرات بشكل كبير خلال العام الماضي.

وعرض التقرير تقدم بعض الدول في فتح التأشيرات، وهي بوروندي وجيبوتي، كما قدم التقرير تحليلاً لحرية تنقل الأشخاص على مستوى المجتمع الاقتصادي الإقليمي في إفريقيا، وتعد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وجماعة شرق إفريقيا أكثر المجتمعات انفتاحًا، حيث تضم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ثمانية من البلدان العشرة الأولى.

وقال المدير بالإنابة لمجموعة للبنك الإفريقي للتنمية والمسؤول عن مكتب تنسيق التكامل الإقليمي السيد جان أفريكا، إن التقرير أظهر أن البلدان الأفريقية تعمل على تفكيك العديد من الإجراءات التي فُرضت خلال الوباء، وعادت القارة بشكل عام إلى مستوى فتح التأشيرات المعهود قبيل بدء الوباء.