لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في أفغانستان...طالبان تواجه عدوا قديما: داعش خراسان

02:19 م الخميس 23 سبتمبر 2021

حركة طالبان

واشنطن- (د ب أ):

من أبيات الشعر المعروفة لأبو الطيب المتنبي"ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن". ومن المؤكد أن حركة طالبان كانت تتمنى بعد سيطرتها على أفغانستان أن تسير الأمور سلسة على هواها، لكنها فوجئت بقيام عناصر تنظيم "داعش خراسان"، عدوها اللدود، بشن سلسلة من هجمات القنابل على جوانب الطرق استهدفت عناصر طالبان في شرق أفغانستان.

ويقول الكاتب تريفور فيلسيث في تقرير نشرته مجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية إن مدينة جلال أباد، في جنوب كابول، حيث تحظى داعش خراسان بتواجد ملحوظ، شهدت سلسلة من القنابل التي استهدفت مركبات طالبان مؤخرا ، مما أدى لمقتل ثمانية أشخاص ، من بينهم عدد غير معروف من جنود طالبان والمدنيين الأفغان.

كما ترددت أنباء عن وقوع ثلاثة انفجارات أخرى في المدينة يوم الاثنين الماضي، على الرغم من أنه لم يمكن التأكد من وقوع خسائر أخرى في الأرواح بين عناصر طالبان.

ويقول فيلسيث إن حملة داعش خراسان الإرهابية ضد طالبان، التي تسيطر الآن بشكل تام على كل أفغانستان لأول مرة في تاريخها، تثير المخاوف من وقوع تمرد متجدد. ويضم تنظيم داعش خراسان الكثير من المسلحين من الأعضاء السابقين في طالبان والذين اجتذبتهم الطموحات العالمية لداعش، كما يضم الكثير من الباكستانيين الذين ينتمون لحركة طالبان باكستان.

وربما عُرف تنظيم داعش خراسان بهجومه الانتحاري في محيط مطار حامد كرازاي الدولي أثناء عملية إجلاء الولايات المتحدة لقواتها، مما أدى لمقتل 12 جنديا أمريكيا وأكثر من 90 من الأفغان بينهم نساء وأطفال ، وإصابة أكثر من 150 شخصا.

وكانت طالبان ، بعد سيطرتها على كابول في 15 أغسطس، وهو التاريخ الذي يعتقد عموما أنه يمثل نهاية الحرب التي دامت 20 عاما في أفغانستان، قد وعدت في مؤتمر صحفي مبكر بأن الأرض الأفغانية لن تستخدم مطلقا بعد الآن لشن هجمات إرهابية. ولهذا السبب، فرضت هجمات داعش خراسان الإرهابية العلنية ضغطا متزايدا على طالبان لكي ترد بقوة لاحتوائها. كما أن قدرة طالبان على قمع النشاط العنيف تعتبر أيضا اختبارا رئيسيا لحكم طالبان المبكر؛ حيث أن أحد النقاط التي روجت لها الحركة هي فكرة أن سيطرتها على السلطة في أفغانستان تمثل نهاية الصراع الدائر منذ 40 عاما وعودة للسلام والسلامة العامة.

وقال فيلسيث إن تنظيم داعش خراسان أبعد ما يكون عن أهم التحديات التي تواجهها طالبان؛ إذ أن طالبان تواجه مهمة لا تحسد عليها تتمثل في إعادة بناء أفغانستان بعد الحرب التي استمرت طوال أربعة عقود، ومنع حدوث أزمة اقتصادية، وتجنب وقوع مجاعة، والتعامل مع النظام الصحي المهلهل في البلاد وسط تفش جديد لفيروس كورونا.

ومما يزيد الطين بلة، قيام معظم النخبة المتعلمة في البلاد بالفرار منها مما يحرم طالبان من رأس مال بشري مهم. ورغم استمرار بقاء بعض منظمات المساعدات الدولية في البلاد، غادر الكثير من المنظمات الأخرى ، مما يحرم اقتصاد البلاد من أموال المساعدات. ورغم أن طالبان تعتمد تاريخيا على تجارة الهيروين لتوفير التمويل اللازم لها، تعهدت أيضا أثناء مؤتمرها الصحفي بالقضاء على زراعة الأفيون في البلاد، وبذلك من المحتمل أن تقضي على مصدر مهم للدخل.

ويختتم فيلسيث تقريره بقوله إنه على هذا الأساس، ليس من المحتمل أن يمثل تنظيم داعش خراسان الذي يضم آلافا قليلة من المقاتلين تهديدا خطيرا لاستقرار البلاد، بالمقارنة بمجموعة القضايا المذهلة الأخرى التي تواجهها طالبان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان