كيف أشعلت "كوفية جامعة الأزهر" أزمة بين حركتي فتح وحماس؟
كتبت – إيمان محمود
أزمة غامضة شهدتها جامعة الأزهر في قطاع غزة، صباح الثلاثاء، بعد أن اعتدت شرطة حركة حماس –المسيطرة على القطاع- على عدد من الطلاب داخل الحرم الجامعي، وسط اتهامات بأن السبب "كوفية".
وتداول نشطاء فلسطينيين عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" روايات طلاب الجامعة التي اتهمت الشرطة الفلسطينية في غزة، بأنهم اعتدوا على الطلاب الذين يرتدون "الكوفية الفلسطينية" ومنعوهم من ارتدائها، في حين اعتبر البعض أن هذا التصرف نابع من اعتبار سلطة حماس لـ"الكوفية" بأنها رمزًا لمنظمة التحرير وليس للقضية الفلسطينية.
تخيلوا أنهم بيكرهوا الكوفية الفلسطينية البيضاء وبيعتبروها رمز لحركة فتح فقط !!
— Adv Shurooq Meqdad ⚖️🇵🇸 (@shurooq_sh94) September 21, 2021
تخيلوا أنهم ما بيعترفوا فيها بس لانها كوفية لبسها ابو عمار الله يرحمه
تخيلوا أنهم بيعترفوا بس بالكوفية الحمراء اللي مش النا أصلاً كفلسطينيين
من أيام المدرسة كانوا يعتبروها مخالفة #جامعة_الازهر
وقال أحد المغردين: "أمن حماس في غزة يعتدي على الطلبة الموشحين بالكوفية الفلسطينية في جامعة الأزهر ويتم اعتقال كل أبناء الشبيبة الفتحاوية لمنعهم من ارتداء الكوفية في ظل حظر امن حماس ارتدائها".
أمن حماس في غزة
— muhmmet 🇵🇸 (@muhametem21) September 22, 2021
يعتدي على الطلبة الموشحين بالكوفية الفلسطينية في جامعة الأزهر ويتم اعتقال كل أبناء الشبيبة الفتحاوية لمنعهم من ارتداء الكوفية في ظل حظر امن حماس ارتدائها. #شبيبة_الأزهر #كوفيتنا_هويتنا #كوفيتنا_عزتنا pic.twitter.com/GjGp6eqNib
من جانبها أصدرت جامعة الأزهر في غزة بيانًا أدانت فيه قيام شرطة الجامعات بالاعتداء على طلبة وموظفين من أمن الجامعة، معتبرة أن "هذا السلوك مرفوض داخل الحرم الجامعي الذي يحمل قدسية العلم".
وطالبت جامعة الأزهر جهات الاختصاص والمسئولين بضرورة التدخل لحماية الجامعة وطلابها وعامليها، ومنع أي تدخل في الحرم الجامعي لغير جهات الاختصاص.
تواصلت مع طلاب جامعة الأزهر، وجميعهم أكدو لي أن الأمن يستهدف الطلاب الذين يلبسون كوفية دون غيرهم من طلاب الجامعة!وطبعاً في عندك رواتين رواية الجامعة إلي أكدت الاعتداء ورواية حقوق الإنسان أيضاً أكدت ورواية الطلاب أكدو جميعهم،رواية أمن حماس بتنفي؟مش معقول هكذب هدول وأصدق الأمن؟!
— KarEem (@Kareem_jouda) September 22, 2021
الشرطة ترد
من جانبها، نفت شرطة غزة اعتدائها على الطلاب الذين يرتدون الكوفية، قائلة "ما أُثير من ادعاءات مُلفقة حول منع الطلاب من ارتداء الكوفية الفلسطينية هو أمر مُثير للسخرية".
وأضافت أن اتهامها بهذا الأمر يُعد "استخفافا بعقول المواطنين"، وأن "الهدف من وراء هذا التشويه هو حرف مسار الحدث لتحقيق أهداف سياسية عبر ادعاء الإساءة إلى الكوفية التي تُعد رمزاً وطنياً فلسطينياً لا يختلف عليه أحد".
كما أعربت عن استغرابها البيان الصادر عن إدارة الجامعة، والذي حمل اتهامات "غير صحيحة بحق ضباط الشرطة وتضمّن قلباً للحقائق، في حين أن التواصل مستمر بين قيادة الشرطة ورئاسة الجامعة لمعالجة ما حدث".
وسردت الشرطة وأحداث مختلفة للواقعة، قائلة: "أعدت شرطة أمن الجامعات ترتيباتها للفصل الدراسي الجديد بناء على تعليمات إدارة الجامعة، وبالتنسيق مع أمن الجامعة، لكنها علمت يوم الإثنين، باعتزام أحد الأطر الطلابية تنظيم نشاط استقبال للطلبة الجدد، في مخالفة لقرار إدارة الجامعة، وعلى إثر ذلك أبلغت شرطة جامعة الأزهر مسؤول أمن الجامعة ليقوم بواجبه في تنفيذ قرار الجامعة، لكنها فوجئت باستمرار إقامة النشاط صباح اليوم الثلاثاء، وقد جرى التواصل مرة أخرى مع مسؤول أمن الجامعة لاحتواء الموقف دون جدوى، وبناء على ذلك تدخل مكتب شرطة الجامعة وطلب من الإطار الطلابي وقف النشاط التزاماً بقرار الجامعة، لكنهم رفضوا وقام بعض الطلبة وعناصر أمن الجامعة بالتهجم على ضباط الشرطة، وأثاروا حالة من الفوضى والشغب داخل حرم الجامعة".
روايات الطلاب
بدوره، أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اقتحام الحرم الجامعي لجامعة الأزهر، والاعتداء على الطلبة، مؤكدًا أن "لبس الكوفية يعتبر من الحريات الشخصية التي لا يجوز بأي حال التعرض لها تحت أية ذريعة. ولذا، يطالب المركز النائب العام في غزة بالتحقيق في هذه الواقعة وإحالة المتورطين فيها للعدالة".
ونقل المركز عن أحد الطلاب، قوله: "في حوالي الساعة 8:30 من صباح اليوم، وأثناء دخولي من بوابة الجامعة الشمالية (الحرم الشرقي) نادى عليَ مدير الشرطة في الجامعة وطلب مني نزع الكوفية لوجود قرار بمنعها من الشرطة، وعندما رفضت أخذني افراد الشرطة إلى غرفة الشرطة الموجودة بجوار بوابة الجامعة، وانهال عدد من افراد الشرطة علي بالضرب باستخدام أيديهم والعصي، وأخذوا الكوفية، وطلبوا مني كتابة تعهد بعدم ارتداء الكوفية فرفضت، واستطعت الوصول إلى داخل الحرم الجامعي، واستمروا بضربي حتى تجمهر الطلبة واستطعت الانسحاب".
كما نقل عن طالب آخر، 21 عاماً، "في حوالي الساعة 9:00 من صباح اليوم، وبينما كنت أقف على مدرج مبنى الهندسة في الجامعة، حضر عدد من أفراد الشرطة وطلبوا مني نزع الكوفية الفلسطينية، ولكني رفضت، فأخذوني إلى غرفة الأمن، وقام افراد الأمن بالاعتداء عليّ بالضرب وتوجيه كلمات غير لائقة لي، وقام بسحب الكوفية من عنقي ومصادرة هاتفي النقال. وطلب مني الانتظار على باب الغرفة، وعدم التحرك، واعادوا لي هاتفي بعد نصف ساعة، واعادوا لي الكوفية وطلب مني عدم ارتدائه".
فيما أكد أحد الطلاب عبر "تويتر" أن الشرطة صادرت الكوفية التي كان يرتديها، بالإضافة إلى كوفيات طلاب آخرين.
لو كانت لبس الكوفية جريمة
— Asaad Alghoula✌🇵🇸 (@AlghoulaAsaad) September 21, 2021
فنحن اول المجرمين غداً
تم مصادرة كوفيتي و٢١ كوفية أيضا لباقي الطلبة
فتح تدين ممارسات حماس
وصفت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) اعتداء "مسلحي جماعة حماس على طلبة وموظفين في جامعة الأزهر في غزة اعتمروا الكوفية الفلسطينية، بالسقوط الأخلاقي القيمي، واعتبرته انعكاسا لنهج الإقصاء والمفاهيم الظلامية المناهضة للفكر والمبادئ والتراث والتاريخ الوطني"، على حد وصفها.
واعتبرت الحركة، أن تصرف شرطة حماس "جريمة بحق رموز الشخصية والهوية الوطنية الفلسطينية عموما، ورمزية الفدائي المناضل الفلسطيني في الثورة الفلسطينية المعاصرة والحركة الوطنية الفلسطينية".
وأشارت "فتح" إلى تزامن حملة القمع ضد طلبة وموظفي الأزهر مع حملة "حماس" على الرئيس محمود عباس قبيل إلقائه خطابه في الأمم المتحدة، واستذكرت حملات الاحتلال الإسرائيلي وملاحقتها وقمعها للمواطنين الفلسطينيين الذين كانوا يعتمرون الكوفية، في كل مراحل الكفاح ضد الاستعمار الإنجليزي والاحتلال الاستيطاني العنصري، بحسب بيانها.
ورأت "فتح" في الاعتداء على معتمري الكوفية بمثابة اعتداء على كل فلسطيني وطني، وأكدت أن الكوفية التي أصبحت رمزا للحرية والتحرر والكفاح لدى شعوب العالم مبعث فخر واعتزاز، واعتبرت العدوان على معتمريها في جامعة الأزهر انعكاسا مباشرا لمنهج الإقصاء الذي تمارسه حماس، وتعميما بالقوة والقهر للمفاهيم الظلامية المناهضة للفكر والمبادئ والتراث والتاريخ الوطني.
وجاء في البيان أن ممارسات حماس الانقسامية تثير الفتن، خدمة مجانية للاحتلال.
وحيّت "فتح" جموع الطلبة والعاملين في جامعة الأزهر، وناشدت الفصائل والقوى الوطنية، والمؤسسات الأهلية والحقوقية، إعلاء صوتها والدفاع عن الرموز الوطنية التراثية الفلسطينية وحقوق المواطنين الفلسطينيين في التعبير.
فيديو قد يعجبك: