لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بلومبرج: الولايات المتحدة تحتاج إلى نهج جديد لمكافحة الإرهاب

01:56 م الثلاثاء 14 سبتمبر 2021

الولايات المتحدة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن - (د ب أ):

منذ 11 سبتمبر 2001، كان الهدف الرئيسي لسياسة الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب هو الحيلولة دون تعرض الوطن الأمريكي لأي هجمات مرة أخرى. واستنادا إلى هذا المعيار، على الأقل، كان أداء الولايات المتحدة جيدا، بحسب ما ذكرته وكالة "بلومبرج" للانباء في تقرير لها. وقد أدت المطاردة العسكرية العالمية لتنظيم القاعدة إلى القضاء على قيادته وتقويض قدرته على شن هجمات من شأنها أن تؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.

و أدت المكاسب التي تم تحقيقها في مجال الأمن الداخلي وجمع المعلومات الاستخباراتية، إلى إعاقة حدوث الكثير من المؤامرات المحتملة. وقد قُتل ما يقرب من 100 أمريكي على مدار الأعوام العشرين الماضية، في هجمات جهادية وقعت على الأراضي الأمريكية. ويشار إلى أن هذا العدد هو تقريبا نفس عدد الاشخاص الذين يلقون حتفهم بسبب حوادث إطلاق النار اليومية.

وتقول "بلومبرج" إنه في ظل الاعتراف بهذا الإنجاز، من المهم فهم أمرين. أولا، أن البلاد مازالت معرضة لخطر شن هجمات عليها في المستقبل. ثانيا، وبحكم الضرورة، يجب أن يتم تغيير الاستراتيجية التي تم اتباعها خلال الاعوام العشرين الماضية.

و كان رد الولايات المتحدة على أحداث 11 من سبتمبر، مدفوعا باقتناعها بوجوب محاربة الإرهابيين في الخارج، وحيثما أمكن ذلك، بوصفهم خصوما عسكريين تقليديين. وقد أسيء فهم هذا التفكير بصورة جزئية، لأسباب ليس أقلها أنه تم الاستخفاف بخطر تأجيج الكراهية التي تحرك الحركات الإرهابية، بدلا من قمعه.

كما تم تعقب ذلك بتكاليف باهظة، والأمر الأكثر خطورة، هو أنه كانت تكلفته مقتل نحو 8000 من القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الحروب التي جرت بالعراق وأفغانستان. كما يتجاوز الإنفاق العسكري الأمريكي ومكافحة الإرهاب منذ عام 2001، 5 تريليون دولار بالقيمة الثابتة للدولار. وفي ذروة الحرب على الإرهاب، استهلكت عملية مكافحة الإرهاب أكثر من 20 بالمئة من إجمالي الإنفاق التقديري للولايات المتحدة.

ويعكس انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان مؤخرا، المعاناة من حالة الإنهاك العام بسبب مثل هذه الالتزامات. وسواء كان الاستراتيجيون في الحكومة يحبون ذلك أم لا، فقد دفعت هذه التجربة الولايات المتحدة إلى نهج جديد - أقل اعتمادا على الحروب الخارجية، وأكثر اعتمادا على الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية والتكنولوجية، للحد من التهديد الإرهابي. ويعد التحدي خلال العشرين عاما المقبلة، هو تشكيل هذه الإستراتيجية الأكثر دقة وتعقيدا، لتحقيق أفضل النتائج. وتُعتبر المهمة الأكثر أهمية هي فهم العدو.

وقد تضاعف عدد الجماعات الجهادية التي صنفتها وزارة الخارجية بأنها منظمات إرهابية أجنبية، أربع مرات، منذ وقوع أحداث 11 سبتمبر. وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزه الجيش الأمريكي وشركاؤه في التحالف لإضعاف قوة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، يستمر الآلاف من العناصر الإرهابية في العمل بسورية والعراق وأفغانستان.

وتقول وكالة "بلومبرج" إن الجهاديين اكتسبوا موطئ قدم في أجزاء من جنوب شرق آسيا، كما ينتشرون في أنحاء إفريقيا، حيث يهدد المتمردون استقرار دول مثل الصومال ونيجيريا ومالي وموزمبيق. وتشارك الجماعات الجهادية الأجنبية حاليا الاستعداد الذي كان لدى أسامة بن لادن لقتل الأبرياء من أجل خدمة أيديولوجيتها. وقد ساعد التعاون الوثيق بين وكالات إنفاذ القانون وأجهزة الاستخبارات، والمراقبة الشديدة لاتصالات المسلحين، وتكثيف رصد مواردهم المالية، في تقييد قدرتهم على بلوغ أهدافهم. ويتعين الحفاظ على تلك الجهود وتحسينها.

وعلى الرغم من رفض الرأي العام "للحروب الأبدية"، ستحتاج الولايات المتحدة إلى مواصلة فرض الضغط العسكري على الشبكات المتطرفة. ويقع التحدي الأكبر في أفغانستان، حيث يمكن لسيطرة طالبان على السلطة من جديد، أن تجعل البلاد ملاذا آمنا للمتطرفين العنيفين مجددا. وبدون وجود القوات والدبلوماسيين على الأرض، يتعين على الولايات المتحدة زيادة استثماراتها في مجال تعزيز قدرات الأقمار الصناعية والاستطلاع، لتحسين دقة الهجمات التي تشنها الطائرات بدون طيار.

كما يجب أن تسعى إلى إبرام اتفاقيات لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الدول المجاورة لأفغانستان. ويتعين على الوكالات الغربية المعنية بمكافحة الإرهاب، استكشاف إمكانية التعاون المحدود مع النظام الأفغاني الجديد، لاستهداف تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان، وهي جماعة منافسة لحركة طالبان وتنظيم القاعدة.

أما خارج أفغانستان، فيجب أن يحافظ الجيش على التواجد في عشرات الدول التي تعمل بها حاليا وحدات صغيرة لمكافحة الإرهاب، جنبا إلى جنب مع القوات المحلية، مدعوما بواسطة الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار الأمريكية. وتعتبر "عمليات اكتساب موطئ قدم ذات الأثر المتوسط" هذه، ضرورية لجمع معلومات استخبارية بشأن تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، وتتكلف أقل بكثير من عمليات مكافحة التمرد التي تم شنها في العراق وأفغانستان، ولها فائدة إضافية تتمثل في مساعدة الولايات المتحدة.

فيديو قد يعجبك: