بعد خرق إعلان المبادئ.. إثيوبيون يحتفون بالملء الثاني لسد النهضة رغم رفض مصر والسودان
كتبت- رنا أسامة:
احتفى إثيوبيون على مواقع التواصل الاجتماعي بإعلان بلادهم بدء الملء الثاني لسد النهضة، في خطوة وصفوها بأنها بمثابة "ثورة"، مُتوقعين البدء في الملء الثالث لخزان السد، الذي أُنجِز 80 بالمائة حتى الآن من مراحل بنائه، "قريبًا".
وأعلنت مصر والسودان رفضهما القاطع للإجراء الإثيوبي الأحادي الذي يمثل خرقًا صريحًا لاتفاق إعلان المبادئ الموقّع في 23 مارس 2015. تنص المادة العاشرة من الاتفاق على أن: "تقوم الدول الثلاثة بتسوية منازعاتهم الناشئة عن تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق بالتوافق من خلال المشاورات أو التفاوض وفقًا لمبدأ حسن النوايا. وإذا لم تنجح الأطراف في حل الخلاف من خلال المشاورات أو المفاوضات، فيمكن لهم مجتمعين طلب التوفيق، الوساطة أو إحالة الأمر لعناية رؤساء الدول أو رئيس الحكومة".
أخطرنا مصر والسودان
لكن نشطاء إثيوبيين نظروا إلى الأمر بشكل مُخالف للحقائق، مُعتبرين أن إخطار مصر والسودان ببدء الملء الثاني للسد بعد يوم من حدوثه "دليل على احترام إثيوبيا لاتفاقات المياه الدولية".
وفي تغريدة بالإنجليزية، وصف إثيوبي مُقيم في أديس أبابا ويُدعى نجاشي، الخطوة بأنها "انتصار ملحوظ لإثيوبيا" على حد تعبيره. وغرّد: "أنا متأثر للغاية وفخور الآن بقيادة (رئيس الوزراء الإثيوبي) آبي أحمد".
#GERD GERD GERD
— Negasi (@negasitolcha) July 6, 2021
🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹#ABAY ABAY ABAY#ItsMyDam#FillTheDam#Ethiopia has officially commenced the filling of the second year's target 😭
An outstanding victory for #Ethiopia ❤I'm soo emotional and proud now by @AbiyAhmedAli's leadership
ورغم إخطار إثيوبيا، مصر والسودان، بالملء الثاني بعد يوم من البدء وقبل أيام من الموعد المُعلن أساسًا في 22 يوليو الجاري، لتُثبت مُجددًا "سوء نيتها وإصرارها على اتخاذ إجراءات أحادية لفرض الأمر الواقع"، بحسب بيان صادر عن الخارجية المصرية، إلا أن إثيوبيين حاولوا تصوير الأمر وكأن إثيوبيا تلتزم بالاتفاقيات، وادّعى الإثيوبي سيساي اليمايهو أن بلاده "تحترم المبادئ الأساسية لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1997 حول المجاري المائية العابرة للحدود، وتستخدم المياه بشكل منصف ومعقول، وتلتزم بعدم التسبب في إحداث ضرر كبير بجيرانها، وتتبادل البيانات والمعلومات".
Thank you, Ethiopia for respecting the 1997 United Nation's established basic principles regarding shared watercourses
— Sisay Alemayehu (@SisayAlemayeh10) July 6, 2021
1. Equitable and reasonable use✔️
2. The obligation not to cause✔️ significant harm to neighbours
3. Data and information exchange✔️#GERD #UnityForEthiopia
الأمر الذي يُناقض التحركات الإثيوبية على أرض الواقع، والتي مضت قُدمًا في ملء السد بصرف النظر عن التوصل لاتفاق قانوني مُلزم مع مصر والسودان من عدمه.
وغرّد إثيوبي ثالث بالإنجليزية ويُدعى إليزر: "مبروك للإثيوبيين وجميع أصدقاء إثيوبيا على بدء التعبئة الثانية لسد النهضة"، مُضيفًا أنه من المُتوقع أن يُخزن هذا الصيف 13.5 مليار متر مكعب من المياه في خزان سد النهضة– أي ما يقرب من 3 أضعاف الكمية المُخزنة الصيف الماضي، مُرفقًا إياها بفيديو من موقع بناء السد.
Congratulations to Ethiopians & all friends of #Ethiopia on the commencement of the second filling of the #GERD.
— ELIÉZER 🇪🇹 (@EliezerAbate) July 6, 2021
This summer's filling is expected to store 13.5 billion cubic meters of water in the GERD reservoir — nearly 3 times the amount stored last summer. pic.twitter.com/2CBA6GzOao
سياسة الأمر الواقع
وبينما حذّرت مصر والسودان في أكثر من مناسبة من تداعيات ملء السد "الكارثية"، اعتبر إثيوبي آخر يُدعى كاسايي، أن بدء الملء الثاني للسد "خطوة في الاتجاه الصحيح" على حد وصفه. وتابع في تغريدة بالإنجليزية "الملء الثاني للسد يسير ببطء ولكن بثبات وبالتأكيد سننجزه".
በዚህ ሁሉ ጭንቅ መሀል Ethiopia took a step to the right direction. No one is helping us, It's just us against the whole world እኮ።
— Kasaye (@KasayeRH) July 6, 2021
Ethiopia'ye words fail me thinking about how resilient you really are. 🇪🇹❤
2nd round filling of #GERD, slowly but surly we wil get there!!
ورجّح في تغريدة منفصلة أن "يتم الانتهاء من التعبئة الثانية للسد في غضون أسابيع قليلة، ليبدأ بعدها توربينان من إجمالي 11 توربينًا في توليد طاقة مبكرة تبلغ 375 ميجاوات لكل منهما".
Add that after we finished this 2nd round filling in few weeks, two turbines from the total 11 mounted on #GERD will start an early power generation of 375MW each!
— Kasaye (@KasayeRH) July 6, 2021
Score one for team Ethiopia! https://t.co/s2lpwZcC2m
وكتب الناشط الإثيوبي ديجين أسيفا، في تغريدة بالإنجليزية: "سد النهضة العظيم... مصدر طاقتنا وفرحنا وأملنا لبثّ البهجة في نفوس الشعب الإثيوبي لأول مرة بعد 30 عامًا من الظلام والبؤس".
ከ30 አመታት የ TPLF ጨለማ ዘመናት በኃላ የኢትዮጵያን ህዝብ የመጀመሪያውን እውነተኛ ሳቅ ሊያስቅ የተሰናዳ የሃይልም የደስታም የተስፋም የሳቅም ምንጫችን!! ታላቁ ህዳሴ ግድባችን!!! #GERD #Ethiopia #Eritrea #Somalia #Kenya #Niger #Nigeria #Russia #China #ENDF pic.twitter.com/cnpztdndHg
— Dejene Assefa (@dejene_2011) July 6, 2021
فيما غرّد بالعربية الإثيوبي المُقيم في النيجر، إدريس سنوسي: "الشعب الإثيوبي أراد وحكومته نفذت...".
كان المتعنتون يضحكون منذ زمن ليس بالقصير.. وأخيراً إثيوبيا تضحك.
— Idris M. Sanusi 🇳🇬🇪🇹 (@sanusi90064) July 5, 2021
اللهم بارك إثيوبيا وبارك #سد_النهضة.
إنها ليلة جميلة ورائع
إنها ليلة تختلف عن بقية الليالي
الشعب الإثيوبي أراد وحكومته نفذت، وقالت حق لا بد من استرداده.
🎉🎉🎉🎉🎉🎉🎉🎊🎊🎊🎊🌹🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹🇪🇹 pic.twitter.com/xiA1gpI4wD
وفي تغريدة بالعربية، أقرّ المحلل الصحفي في إثيوبيا والقرن الأفريقي، منير أدم، بأن "سياسة الأمر الواقع هي ما اتسمت به إثيوبيا" خلال الأزمة مع مصر والسودان، مُضيفًا "لا مساومة في سد النهضة".
"فن التفاوض والدبلوماسية وفرض سياسة الأمر الواقع" هي ما اتسمت به #اثيوبيا.. !
— Munir Adam (@muniradam15) July 6, 2021
لا مساومة في #سد_النهضة. pic.twitter.com/TJpZRWlaVh
وأطلقت القاهرة والخرطوم حملة دبلوماسية تستهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم على وتشغيل السد، لكن المحادثات توقفت ووصلت إلى "طريق مسدود" عدة مرات.
تريد مصر والسودان من إثيوبيا الانتظار حتى التوصل إلى اتفاق ملزم حول إدارة السد الذي يُهدد إمدادات المياه التي تصل إليهما.
بيد أن الحكومة الإثيوبية المتعنتة تُصر على أن المشروع ضروري لتوفير الطاقة لقرابة 60 بالمائة من المواطنين.
صورة رائجة
وفي إطار الاحتفاء الإثيوبي الشعبي بالإجراء الأحادي الجانب الكارثي، تداول نشطاء إثيوبيون صورة لا يُعرف على وجه الدقة متى التُقطت، تُظهر شابة ترفع يديها بينما تجثو على ركبتيها من موقع سد النهضة.
وغرّد حساب لإثيوبي مُقيم يُدعى ميسيود. إم، بالإنجليزية: "يا لها من صورة قوية! تُعبر عن صمودنا (الإثيوبيين) وأملنا في المستقبل!".
What a powerful photo! It captured our resilience and hope for the future!
— Mesued.M (@munishe) July 6, 2021
💚💛❤️ pic.twitter.com/r2x7H61nUX
واعتبرها الإثيوبي المُقيم في النيجر، إدريس سنوسي، "أفضل صورة من موقع سد النهضة"، مُضيفًا: "أعتقد لو سألوها (الفتاة التي تظهر من الخلف في الصور) كيف تشعر في تلك اللحظة (التي التُقطت فيها الصور) كانت ستجيب دمعًا!!".
This is the best picture you can see of the #GERD. I think if we ask her how she feels at that moment.. Her tears will answer the question!!
— Idris M. Sanusi 🇳🇬🇪🇹 (@sanusi90064) July 6, 2021
God bless 🇪🇹 more and more.
🎉🎊🎊🎊🎉🎉🎉🎉🎊🎊#FillTheDam #ItsMyDam pic.twitter.com/sJy0AqzQCW
وعلّق عليها حساب آخر بالأمهرية: "لم أتمكن من حبس دموعي بمجرد أن شاهدت هذه الصورة".
አባይ የኢትዮጵያ ተስፋ💚💛❤
— ዲና የበላይነህ የመጀመሪያ ልጅ (@DBLaeke) July 6, 2021
አገሬ ኢትዮጵያዬ ደስ ይበልሽ ዛሬም💚💛❤
እንዲህ ደግሽን እንጂ ክፉሽን አያሳየኝ💚💛❤
ይህን ፎቶ አይቼ እንባዬን ማቆም አቃተኝ ለልጆቼ ለልጅ ልጆቼ....የሚቆይ ታሪክ!💚💛❤ 💚💛❤#አባይየኔነው #ItsMyDam #Ethiopia #GERD pic.twitter.com/eYR5iBdcne
حديث عن الملء الثالث
وفيما لم تمر سوى ساعات قليلة على إعلان إثيوبيا البدء في الملء الثاني وذلك قبل 18 يومًا من الموعد المُعلن رسميًا، حتى استحوذ "الملء الثالث" على أحاديث النشطاء الإثيوبيين على تويتر.
فغرّد إثيوبي يُدعى تسفاي: "الملء الثالث لسد النهضة سيتم قريبًا، بعد 360 يومًا تقريبًا".
እልል በይ ሀገሬ። Third filling of the #GERD is coming soon. Nearly 360 days remain. Special Congatulations to everyone who was defending #GERD in one or another way including our Ethiopian Media Military, Ethiopian leaders, and dear friends @iyoba4u @sanusi90064 @NginyaDiyu
— Tesfaye 🇪🇹 (@Tesfaye2011) July 6, 2021
وكتب مُغرد إثيوبي ثانٍ ويُدعى أبيبي جاجيما شامبو: "إثيوبيا تتحضّر للملء الثالث لسد النهضة".
Ethiopia is preparing for the third round of water filling#GERD.
— Abebe Jagema Shambu (@JagemaAbebe) July 5, 2021
وقال الإثيوبي بينيام جدلي في تغريدة بالإنجليزية: "سعداء للغاية ببدء الملء الثاني، ونتطلع لملء الثالث أيضًا".
We #Ethiopians are very happy for the 2nd filling. So, too, we are looking forward to the third round itself😊#GERD #Ethiopia #Egypt #Sudan@ahramonline https://t.co/KDCLA1FFNB
— Biniam Gedlie (@BiniamGedlie) July 6, 2021
ويُنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، ولأول مرة، جلسة طارئة الخميس المقبل لبحث الأزمة، بناء على طلب مصر والسودان.
واتهمت السودان، إثيوبيا، بأنها لم تنقل بشكل أمين وشفاف الوضع الراهن لمفاوضات السد، لإنجاز اتفاقية ملزمة لقواعد ملء وتشغيل السد بصورة تحفظ مصالح الأطراف الثلاثة.
ووجهت مصر خطابا عبر وزير الري ردا على الخطاب الإثيوبي ببدء الملء الثاني واعتيرته خرقا صريحا وخطيرا لاتفاق المباديء، ويعد انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية.
كما أرسلت مصر نفس الخطاب إلى رئيس مجلس الأمن لإحاطة المجلس بهذا "التطور الخطير" الذي يكشف عن سوء نية إثيوبيا وإصرارها على فرض الأمر الواقع.
فيديو قد يعجبك: