السفير المصري في نواكشوط: تطابق في وجهات النظر بين مصر وموريتانيا في مجمل القضايا

نواكشوط - (أ ش أ):

قال السفير المصري لدى موريتانيا أحمد سلامة إن هناك تطابقا في وجهات النظر بين مصر وموريتانيا، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين لها جذور تاريخية عميقة.

وأضاف السفير أحمد سلامة - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم /الإثنين/ من نواكشوط - أن العلاقات بين البلدين ممتازة بشكل عام وتتسم بالأخوة وعدم التذبذب، ولا تتأثر بأي أوضاع داخلية في كلا البلدين.

وتابع: توجد بمصر 4 قرى باسم شنقيط، وهو ما يعود لتشابك وتلاحم شعبي البلدين على اثر قوافل الحجيج الموريتانيين الذين عبروا للاراضي المقدسة عبر مصر على مدى القرون الماضية.

وشدد السفير المصري على وجود تواصل وتشاور مستمر بين قيادتي البلدين واتفاق في الأراء حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، أبرزها: مكافحة التطرف والارهاب، وأمن واستقرار منطقة الساحل الافريقي، اضافة الى الجهود المشتركة الهادفة لدعم استقرار الاوضاع في ليبيا.

وفي المجال الاقتصادي، قال سلامة إن هناك تبادلا تجاريا مستمرا بين البلدين، وأن السفارة تعمل على زيادة حجمه، وهناك عدد من الشركات المصرية العاملة في موريتانيا في مجال التنمية، مشيرا إلى أن آفاق التعاون الاقتصادي تتسم بالاتساع والتنوع؛ حيث شملت كذلك مجالات جديدة مثل الدواء والصحة والصيد البحري.

ولفت إلى أنه من أبرز الشركات المصرية العاملة، شركة المقاولون العرب وشركة السويدي للكابلات الكهربائية، ويرتكز عملهما بالاساس على مشروعات البنية التحتية في موريتانيا والتي تخدم بشكل رئيسي التطور التنموي الجاري في موريتانيا، وقد اتمت شركة المقاولون العرب العام الماضي مشروع تزويد منطقة أفطوط الشرقية بمياه الشرب من سد فم-لجليته، كما سبق وانتهت من تنفيذ مشروع طريق عوينات -ازبل -جيكني

بطول 83 كم شرق موريتانيا حيث سلمته للحكومة الموريتانية في ديسمبر 2019.

وتابع: كما اتمت السويدي مشروع انشاء محطة كهرباء مدينة امبوت بمنطقة افطوط الشرقية، وكذلك انتهت من تنفيذ مشروع خط كهرباء بطول 300 كم بين مدينتي امبوت وسيليبابي بجنوب موريتانيا، وتتطلع الشركتان وغيرهما من الشركات المصرية، للقيام بمزيد من المشروعات المثمرة الداعمة للتنمية والنهضة الاقتصادية الموريتانية٠

ونوه سفير مصر بنواكشوط بمستوى الزيارات المتبادلة بين المسؤولين بين القاهرة ونواكشوط، أبرزها زيارة مساعد رئيس الجمهورية لشئون الدفاع الفريق أول صدقي صبحي في أغسطس 2019، وزيارة وزير الأوقاف محمد مختار جمعة؛ للمشاركة في مؤتمر علماء المسلمين في إفريقيا الذي تنظمه الحكومة الموريتانية في يناير 2020، وفي المقابل شهدت نفس الفترة زيارات متكررة لمصر من وزير الشئون الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ، وعدد من الوزراء والمسئولين الموريتانيين؛ للمشاركة في مختلف الفعاليات التي نظمتها مصر في تلك الفترة، وتعد اخر الزيارات هي مشاركة وفد من وزارة العمل الاجتماعي الموريتاني في الدورة الثامنة للمؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي.

وأشار السفير المصري إلى النجاح المتواصل في مستوى التعاون الثقافي، الذي تدعمه الروابط التاريخية والثقافية المتينة التي تجمع شعبي البلدين، مؤكدا الحرص المستمر على تعزيز هذه الروابط في مختلف المجالات الثقافية والتعليمية، لافتا في هذا السياق إلى الدور التاريخي المتواصل للمركز الثقافي المصري في نواكشوط، كاحد الروافد الهامة التي تعزز رسوخ الثقافة واللغة العربية، إضافة إلى ما يحققه المركز من تقارب ثقافي بين الأجيال الشابة في موريتانيا ونظرائها بمصر على صعيد التعاون في مجال التعليم .

تجدر الإشارة إلى أن مصر خصصت للطلاب الموريتانيين خلال العام الاكاديمي الحالي 2020 /2021 عددا كبيرا من المنح الدراسية، من بينها 22 منحة تقدمها وزارة التعليم العالي ومثلها يقدمها الازهر الشريف ما بين دراسات عليا وعلوم شرعية ومقاعد جامعية، وبدات السفارة المصرية - هذا الشهر - تلقي ملفات الطلاب الراغبين في الحصول على منح الازهر الشريف.

كما نوه السفير سلامة بما تقدمه مصر - للكوادر الموريتانية - من فرص تدريب مهني راق في مختلف المجالات التخصصية مثل الزراعة والري والصحة والدبلوماسية والقضاء والإعلام، إضافة إلى مختلف الفرص التدريبية في المعاهد العسكرية والشرطية المصرية، وقال إن أغلب هذه الفرص يتم تقديمها عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، ولا يقل عدد الموريتانيين المستفيدين من هذه الفرص عن 25 متدرب سنوياً.

وشدد على وجود مساع لتعزيز التعاون بين الجامعات المصرية والموريتانية، لاسيما بين جامعتي المنصورة ونواكشوط، وقال إن جامعة طنطا المصرية أبدت رغبتها - أيضاً - في إقامة علاقات شراكة وتعاون مع جامعة نواكشوط؛ وهو أمر يجرى دراسته والإعداد له حالياً.