بعد حصار مقر الرئاسي الليبي.. ليبيون يطالبون السلطات بمباشرة عملها من سرت
(وكالات):
طالب الليبيون السلطات التنفيذية بمباشرة عملها من مدينة سرت، وذلك عقب حصار الميليشيات لمقر المجلس الرئاسي في فندق كورنثيا بالعاصمة طرابلس.
وقال الخبير الأمني الليبي العقيد محمد الرجباني إنه من الأفضل لـ"الرئاسي" أن يباشر أعماله من سرت، وعلى رئيس الحكومة عبد الحميد دبيبة نقل كل الوزارات إلى المدينة، وجعلها مقراً للحكومة، بحسب وكالة "وال" الليبية".
ولفت إلى أن قيادات أمنية سبق أن دعت وزير الداخلية خالد مازن إلى المطالبة بنقل مهام عمله إلى سرت، على خلفية تعرضه هو الآخر لضغوطات من جانب المليشيات، لقبول دفعة من أفرادها في الجهاز الأمني.
بدوره، قال المحلل السياسي الليبي فرج زيدان إنه "لم يعد هناك مبرر" لاستمرار المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية في أداء مهامهم من طرابلس، بعدما صارا "هدفا" للميليشيات والمجموعات المسلحة، التي تخضع لـ"أجندات أجنبية"، داعياً إلى مباشرة عملهم من مدينة سرت.
كما يرى المحلل السياسي الليبي عزالدين عقيل أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية حل مشكلة المجموعات المسلحة في ليبيا بعدما تجاهلها طوال الفترة الماضية، وذلك بأن يحدد آليات نزع سلاحها وتفكيكها، وطرد المرتزقة الأجانب وإعادة هيكلة مؤسستي الجيش والشرطة.
وقال عقيل في لقاء صحفي: "على حكومات الدول الكبرى، وخصوصاً دول حلف الشمال الأطلسي (الناتو) والأعضاء الدائمين بمجلس الأمن العمل على إصدار قرار ملزم من مجلس الأمن بنزع السلاح، وتفكيك المليشيات، وإعادة تسريح وإدماج المقاتلين وإخراج المرتزقة، وتكليف بعثة دولية أمنية تابعة لإدارة حفظ السلام للإشراف على إنجاز عمليه متكاملة بهذا الشان، وإلا سيظل الدعم الدولي في هذا السياق غير مجدي، ولا تعود فوائد منه، وستزداد معاناة الليبيين".
وفي السياق، كشف مصدر ليبي مطلع مقرب من رئيس المجلس الرئاسي، أن المنفي يفكر جدياً في نقل مقر المجلس إلى مدينة سرت، تفادياً لتكرار الأحداث الأخيرة التي سببتها الميليشيات المسلحة في طرابلس. وأكد المصدر أن المنفي قد يتخذ مقر لجنة 5 + 5 في مدينة سرت مقراً له حتى يتم تجهيز مقر جديد.
وأشار إلى أن مدينة سرت هي المكان الأنسب لاستضافة السلطة التنفيذية الانتقالية لما تتمتع به من أمن وأمان بمهنية قوات الجيش الوطني الليبي وقيادته. وتجدر الإشارة الى أن المنفي كان قد أجرى جولة في سرت قبل ساعات من عيد الفطر المبارك، والتقى قادة ومسؤولي المدينة ووجهاءها وحكماءها ومكوناتها الاجتماعية، وأدى صلاة العيد مع أهالي المدينة وسط ترحيب كبير من قبلهم.
يُذكر أنه في 8 مايو الجاري، حاصرت العشرات من السيارات المسلحة التابعة للميليشيات في الغرب الليبي فندق كورنثيا في العاصمة طرابلس، مقر إقامة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي. وهذا التحرك جاء بعد ساعات قليلة من اجتماع قادة الميليشيات وأمراء مجموعات مسلحة شغلت مواقع قيادية إبان سيطرة حكومة فايز السراج، حيث أبدوا رفضهم لقرار الرئاسي بتعيين حسين العائب رئيساً لجهاز المخابرات بدلاً من عماد الطرابلسي.
وألقى عدد من قادة الميليشيات كلمات خلال الاجتماع متوعدين فيها بحصار مقر "الرئاسي" ووزارتي الداخلية والخارجية، للضغط من أجل التراجع عن الإطاحة بالطرابلسي، وإقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.
فيديو قد يعجبك: