ما هي"ثورة الثياب" التي أعلنتها النساء في ميانمار للتصدّي للجيش؟
(بي بي سي):
لجأت نساء في ميانمار إلى خرافة منشرة في البلد تتعلق بملابس النساء التقليدية بهدف تحدي الانقلاب العسكري.
وأُطلق على هذا الحراك اسم "ثورة سارونغ" - والسارونغ هي قطعة قماش تلف بعدة أشكال كتنورة أو فستان أو حتى حزام.
وهناك اعتقاد شائع في ميانمار يقول إنه إن مشى رجل تحت هذه القطعة من الثياب فسيفقد جزءا من قوته أو مجده.
لذلك، ولمنع تقدم قوات الأمن في المناطق السكنية وبالتالي تنفيذ الاعتقالات، أخذت النساء بتعليق هذا الزي على حبال الغسيل في الشوارع - ويبدو أن هذه الحركة قد حققت الهدف منها في بعض الأماكن.
إذ تُظهر مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أن رجال الشرطة اضطروا إلى إنزال حبال تعليق الملابس قبل المرور تحتها.
ويطالب المتظاهرون بإنهاء الحكم العسكري في ميانمار، والإفراج عن قادة الحكومة المنتخبين، ومن ضمنهم أونغ سان سو تشي، التي اعتقلت عندما استولى الجيش على السلطة في 1 فبراير/شباط الماضي.
وقال الجيش إنه رد على "تزوير الانتخابات"، وسلّم السلطة إلى قائد الجيش الجنرال، مين أونج هلاينغ، وفرض حالة الطوارئ لمدة عام في البلاد.
اعتقاد شائع
نزلت النساء إلى الشوارع مستندات إلى معتقدات شعبية شائعة، فأطلقن "ثورة السارونغ".
تشرح الطالبة هتون لين زاو، الفكرة وراء هذا الحراك قائلة: "منذ صغري تربيت على خرافة مفادها أنه إن كانت تنورة المرأة الطويلة (تعرف محليا بـ Htamein) غير نظيفة ومشيت تحتها فستقل قوتي، ويؤمن كثير من أصدقائي بهذه الخرافة".
كما تقول الكاتبة ومعدة برنامج بودكاست، البورمية ميمي آي، التي تعيش الآن في بريطانيا، إن الناشطات يسخرن هذه المعتقدات التمييزية ضد المرأة، لصالحهن.
وتقول: "بالأساس، لم يكن أصل الخرافة أن الرجال يفقدون قوتهم إن كانت النساء غير طاهرات، بل لأنه ينظر إلى النساء على أنهن كائنات جنسية، كائنات مغرية يمكن لها أن تدمر الرجال الضعفاء".
كما توضح أن التنورة الطويلة التقليدية استُخدمت أيضا كرمز للحظ السعيد.
وتقول: "كان الرجال الذين يذهبون إلى الحرب يلفون قطعة صغيرة من أثواب أمهاتهم ويضعونها كأقراط على الآذان، وكان المتظاهرون أثناء انتفاضة 8888 (عام 1988) أيضا يضعون قطع قماش من أثواب أمهاتهم كعصبة حول الرأس".
والآن تختار النساء المتظاهرات تسخير قوة هذه القطعة من القماش في الأماكن العامة؛ وفي اليوم العالمي للمرأة، 8 آذار/مارس، ربطت النساء أثوابهن على ساريات أعلام كجزء مما يسمينه "ثورة الثياب".
نشرت ثينزار شونلي يي، وهي ناشطة مؤيدة للديمقراطية، صورة لها على الإنترنت مع عبارة "مع ردائي.. ثيابي التي تحميني أكثر مما يحميني الجيش في ميانمار".
ونثرت بعض المتظاهرات في الشوارع فوطا صحية علقوا عليها صور الجنرال، مين أونج هلاينغ، الذي استولى على السلطة - فأملهنّ أن يردعن بذلك التقدم العسكري، لأن رجال الجيش لن يرغبوا في المشي على صور لوجه قائدهم.
ويشارك رجال في هذه الحركة مثل الطالب هتون لين زاو، الذي لف قطعة من السارونغ حول رأسه.
وكتب على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي: "هذه إحدى طرق إظهار التضامن مع النساء الشجاعات اللواتي يشاركن في الاحتجاج".
وقُتل حتى الآن أكثر من 54 شخصا، معظمهم نساء، على أيدي قوات الأمن في الاحتجاجات، وفقا لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وأدانت عشرات الدول حملة القمع العنيفة - لكن قادة الانقلاب تجاهلوا تلك الإدانات.
لكن يبدو أن المتظاهرات يرفضن السكوت، مستخدمات ملابسهن لمواصلة تحدي الحكم العسكري.
فيديو قد يعجبك: