واشنطن بوست: عدم المساواة في توزيع لقاحات كورونا "أزمة تتعمق بشكل حاد"
واشنطن - (أ ش أ):
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأحد، أن الأزمة التي اندلعت مؤخرا بين العديد من دول العالم بشأن توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" بشكل عادل "تتعمق بشكل حاد"، لاسيما وأن بعض الدول أرجعت السبب في المشكلة إلى رغبة الغرب في امتلاك "حقوق الملكية الفكرية".
ودللت الصحيفة على طرحها في هذا الشأن (من خلال تقرير نشرته على موقعها الالكتروني) قالت فيه إنه مع استمرار تفشي الجائحة، اجتمع ممثلو منظمة التجارة العالمية بشكل دوري حول طاولة افتراضية واختلفوا حول كيفية زيادة الوصول العالمي إلى اللقاحات بشكل أكثر إنصافًا.
فمن ناحية، تواجدت الولايات المتحدة وغيرها من الديمقراطيات الغربية الثرية بشكل رئيسي، مع شركات الأدوية الكبرى التي تطور اللقاحات الرئيسية والتقنيات الطبية ذات الصلة.. وأعربوا عن رغبتهم في الحفاظ على الوضع الراهن، حيث تظل الأسرار التجارية للقاحات الخاصة بهم - أي الملكية الفكرية - في أيديهم للحفاظ على الأرباح وسر التصنيع.
ومن ناحية أخرى، أعلنت جنوب إفريقيا والهند تحمل المسئولية نيابة عن عدد كبير من البلدان التي ليس لديها أي لقاحات - أو القليل منها- أو حتى غيرها من معدات مكافحة الفيروس.. وأكدتا أن بقية العالم لا يمكنه الاستمرار في انتظار الجرعات المنقذة للحياة، والتي احتكرتها الدول الغربية من خلال شراء الإمدادات الحالية والتعاقد مسبقا على الجرعات التالية.
ونظرًا لخطورة أزمة الصحة العامة العالمية، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن المعسكر الأخير يريد اللجوء إلى آلية محددة لحالات الطوارئ، حيث يتم تعليق حقوق الملكية الفكرية لصنع اللقاحات والإمدادات الطبية ذات الصلة مؤقتًا، وهو الأمر الذي سيؤدي نظريًا إلى تكثيف الإنتاج والتوزيع بشكل أكثر إنصافًا في المصانع المنتشرة بجميع أنحاء العالم.
مع ذلك، أبرزت الصحيفة أنه لا يمكن للتنازل عن حقوق الملكية الفكرية وحدها أن تحل مشكلة عدم المساواة في توزيع اللقاحات ونقصها.. ولكن، ومع العودة إلى الدروس المستفادة من أزمة فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، قال خبراء إنه يمكن أن يكون لذلك آثار بعيدة المدى من خلال منع حالات الندرة اللاحقة وإرسال إشارة الآن حول ضرورة تعزيز العمل الجماعي.
وقال ديفيد فيدلر، وهو زميل أول مساعد في الأمن السيبراني بمجلس العلاقات الخارجية: " لقد سئمت البلدان النامية بالفعل مما تعتبره أنانية الغرب الذي يشتري كل الطلب ويفرض عليهم العودة إلى قائمة الانتظار.. حتى اضطروا إلى المشاركة في محادثات سخيفة بمنظمة التجارة العالمية حول كيفية التعامل مع هذه الكارثة الإنسانية".
وأشار في الوقت نفسه إلى أن جائحة كورونا، بخلاف وباء الإيدز، لا ترتكز في البلدان منخفضة الدخل.. بل تؤثر على جميع البلدان التي تتدافع في نفس الوقت للحصول على نفس الموارد والعلاج، فيما أكد المتحدث باسم الممثل التجاري الأمريكي آدم هودج- في رسالة بالبريد الإلكتروني- أن إدارة الرئيس جو بايدن "ستكشف كل السبل للتنسيق مع شركائنا العالميين وتقوم بتقييم فعالية هذا الاقتراح المحدد من خلال قدرته الحقيقية على إنقاذ الأرواح".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: