بخلاف الصقيع القطبي.. تحذير من "عواصف مميتة" في الولايات المتحدة
كتبت- رنا أسامة:
حذّر خبراء طقس أمريكيون من تعرّض الولايات المتحدة لمزيد من العواصف المُميتة القادمة، فيما تكافح تكساس وولايات أخرى موجة نادرة من البرد القطبي، أفضت إلى حرمان أكثر من 4 ملايين نسمة من الكهرباء، وذلك تحت وطأة زيادة الطلب على شبكة الطاقة.
واعتبرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن العاصفة الشتوية المتوقع استمرارها حتى نهاية الأسبوع، تناسب نمطًا من الظواهر المناخية المتطرفة الناجمة عن تغير المناخ، وتُبرز إخفاق المسؤولين المحليين والفيدراليين في الاستعداد لموجة "أكثر خطورة".
وبدأت كتلة الهواء الباردة القادمة من القطب الشمالي في الانحسار، لكن درجات الحرارة المنخفضة ستبقى "ما دون معدلها الطبيعي". وقالت الأرصاد الجوية الأمريكية إن تكساس عبرت ذروة العاصفة، لكنها أبقت تحذيرها لأكثر من 100 مليون أمريكي من الطقس البارد.
وتوقعت استمرار الانخفاض التاريخي في درجات الحرارة لأيام بـ11 إلى 19,5 درجات مئوية" في الجزء الأوسط من الولايات المتحدة، وأن تغطي الثلوج أكثر من 71 بالمائة من أمريكا.
ووصلت العاصفة إلى الأجزاء الشمالية والوسطى من المكسيك، حيث عانى ملايين الأشخاص أياما من انقطاع متقطع للطاقة.
ولقي ما أكثر من 30 شخصًا حتفهم جراء الصقيع القطبي في ولايات تكساس ولويزيانا وكنتاكي وكارولينا الشمالية وميسوري، وفق وسائل إعلام أمريكية، فيما حضت السلطات السكان إلى توخي الحذر.
شملت حالات الوفاة المسجلة جراء العاصفة أشخاصًا ماتوا في حوادث مرور، وآخرين أصيبوا بتسمم بأول أكسيد الكربون بسبب تشغيل محركات السيارات والمولدات الكهربائية في أماكن مغلقة للتدفئة.
وقال مسؤول طبي في هيوستن لمحطة تلفزيون محلية إن "هذه كارثة صحة عامة. (التسمم بأول أكسيد الكربون) يحدث بالتأكيد عندما يصبح الجو باردا، ولكن ليس بهذا العدد مطلقا".
وقالت سلطات إحدى المقاطعات إنها شهدت أكثر من 300 حالة يشتبه في أنها تسمم بأول أكسيد الكربون خلال موجة البرد. وقال أحد أطباء مقاطعة هاريس لصحيفة "هيوستن كرونيكل" إن الأمر يتحول إلى "نموذج مصغر لخسائر بشرية جماعية".
ومات أربعة أشخاص على الأقل إثر حريق بمنزل في هيوستن، قال مسؤولون إنه اندلع بسبب إشعال شموع.
وفي تكساس، حيث تعد طاقة الرياح مصدرا متناميًا للكهرباء، فإن توربينات الرياح بشكل عام غير مجهزة لتحمل درجات الحرارة المنخفضة لمدة طويلة، كما هو الحال في ولاية أيوا وغيرها من الولايات ذات الطقس البارد.
وقال روي ماكان، أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة أركنساس، إن تعديل التوربينات بشكل طفيف لتحمل درجات الحرارة المتجمدة إحدى الخطوات اللازمة لمواجهة تغير المناخ.
كانت الحرارة انخفضت في تكساس لأدنى مستوى منذ أكثر من 30 عامًا، ووصلت في بعض المناطق يوم الأحد إلى 18 درجة مئوية تحت الصفر. وفي وقت سابق، أقر الرئيس الأمريكي جو بايدن إعلان حالة طوارئ.
وأثار نطاق انقطاع التيار الكهربائي غضب بعض المسؤولين والسكان. وقال حاكم الولاية جريج أبوت إن الوضع "غير مقبول".
ودعا إلى إجراء تحقيق في الهيئة المسؤولة عن توفير الكهرباء لمعظم أنحاء الولاية. وقال لوسائل إعلام محلية في وقت لاحق إنه ينبغي إصلاح الهيئة واستقالة قادتها.
وقال لشبكة ايه بي سي نيوز "كان هذا فشلا ذريعا. لقد أظهروا أنه لا يُمكن الاعتماد عليهم".
وأكدت الشركة المزودة للكهرباء في الولاية أن 200 ألف منزل لا يزال محرومًا من الكهرباء، فيما قد تتواصل انقطاعات التيار لوقت أبعد من الأربعاء.
وحتى مساء الأربعاء كان 2,3 مليون منزل وشركة في تكساس محرومةً من الكهرباء، بحسب موقع "باور أوتادج".
فيديو قد يعجبك: