مخطط مدينة أبوظبي.. وفاة المعماري المصري عبدالرحمن مخلوف عن 98 عاما

وكالات:

توفي مخطط مدينة أبوظبي الإماراتية، المهندس عبدالرحمن مخلوف، الثلاثاء، عن عمر ناهز 98 عاما.

وخطط مخلوف أثناء جلوسه على الأرض مع الأب المؤسس لمدينة أبوظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في قصر البحر.

كانت النتيجة مدينة حديثة مبنية على شكل شبكة على طراز مانهاتن مع كورنيش مذهل ويحوي الكثير من أعاجيب العصر الحديث.

وفي عام 1968، طلب حاكم أبوظبي آنذاك الشيخ زايد بن سلطان من الأمم المتحدة إرسال خبير لتخطيط المدن إلى أبوظبي للمساعدة في إعداد المخطط العام لمدينة أبوظبي، فتم ترشيح مخلوف لهذه المهمة، فعين مديراً لتخطيط المدن في أبوظبي.

وتولى المهندس المعماري المصري مهام تخطيط المدن فيها وإنشاء دائرة تخطيط المدن في كل من مدينتي أبوظبي والعين، وكان ذلك لمدة سبع سنين تقريبا، وفي مايو 1976 أسس المكتب العربي للتخطيط والعمارة وفيه قام بالعديد من المشروعات العمرانية والتخطيطية في الإمارات، وانتدب أستاذاً محاضراً لمادة التخطيط العمراني في كلية الهندسة بجامعة الإمارات من عام 83 وحتى 1985.

وفى عام 2010، كرّم ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد ، كرّم المهندس عبد الرحمن مخلوف وإهدائه جائزة أبوظبي، وفي عام 2011، تم تكريمه من الملحق الثقافي للسفارة المصرية بأبوظبي.

حصل المهندس مخلوف على شهادة بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1950 فيما حصل على الدكتوراه من ألمانيا عام 1957.

وقبل انتقاله إلى أبوظبي، أكمل العديد من المشاريع في المملكة العربية السعودية.

وفي هذا الصدد، قال مخلوف في حوار سابق مع صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية:" كنت قد عملت بالفعل في مدن في المملكة العربية السعودية، مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة. لذلك كنت على دراية بالخليج".

وأضاف:" كان اسم والدي مشهورا أيضا في العالم الإسلامي، الشيخ حسنين محمد مخلوف، مفتي مصر. لذا بدا اسمي مألوفًا ".

وسرد قصة عمله في أبوظبي: "كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في جنيف عندما وصلت. بحلول الوقت الذي وصل فيه، كنت قد قمت بالفعل بإجراء مسح للمنطقة وقمت بعمل مخططات تقريبية لكيفية تطوير المدينة. توجهت إلى المطار عندما سمعت أنه سيصل، وربما كنت الرجل العربي الوحيد الذي يقف هناك مرتديًا بذلة مفصلة. فلما لاحظني الشيخ زايد وصافحني وحياني سأل أحد مستشاريه: من هذا الرجل؟".

وحلّ الدكتور مخلوف محل كاتسوهيكو تاكاهاشي من اليابان، والذي كان أول مخطط مدينة للشيخ زايد الذي أيده الدكتور مخلوف. "أعتقد أنها كانت ذكية، وكان لديه الطرق المستقيمة التي ما زلنا نراها اليوم".

وأفاد بأن النتيجة "كانت خطة خطية للجزيرة، مع طريق المطار باعتباره العمود الفقري الرئيسي، والذي لم يتغير إلى حد كبير اليوم".

فيما تم تصميم الجزء العلوي من الجزيرة باتجاه الكورنيش، وهو أوسع، على نمط أشباه بشكل الشبكة.

وفي مقابلة مع نفس الصحيفة عام 2013، يتذكر الدكتور مخلوف سؤاله للشيخ زايد بن سلطان عن سبب تفضيله للخطوط المستقيمة، وحينها أدرك أن المغفور له كان يحب الذهاب للأماكن على عجل.

وعبد الرحمن مخلوف من مواليد عام 1924. ومنذ طفولته، كان يحب أن يرسم أشكالاً هندسية وتصاميم عمرانية لمختلف المباني، وكان مولعاً بتفاصيل العمارة، ونما حبه هذا مع نموه وكبره على الرغم من أنه وُلِد ونشأ في أسرة اشتهر رجالها بكونهم علماء أزهريون، وكان أكثرهم أعضاء في هيئة علماء الأزهر، وشغل أبوه منصب مفتي الديار المصرية.