لماذا تعطّل الصين وروسيا وقف إطلاق النار في إثيوبيا؟
كتبت- رنا أسامة:
للمرة الثانية خلال 8 أشهر، أخفق أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15 في الاتفاق على تبني بيان يدعو إلى وقف إطلاق النار في إقليم تيجراي المُشتعل بإثيوبيا، بسبب معارضة من بكين وموسكو.
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "مسودة النص التي قدّمتها أيرلندا العضو غير الدائم في المجلس لاقت رفضا صينيًا روسيًا وتم التخلي عنها".
وأكدت مصادر دبلوماسية عدة أخرى أنه "لا يوجد اتفاق"، فيما رأي بعضهم أنه "تم التسرّع بالمسودة".
وأقرت البعثة الدبلوماسية الروسية بوجود خلاف على النص فيما لم يتسن الحصول على تعليق فوري من البعثة الصينية.
ماذا جاء في المسودة؟
وفي مسودة النص التي حصلت عليها فرانس برس، طالب مجلس الأمن بـ"وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق" و"إنهاء الأعمال العدائية" وإطلاق "حوار وطني شامل" في إثيوبيا.
وأعربت المسودة أيضًا عن قلق المجلس "العميق" إزاء "تقارير عن عمليات اعتقال واسعة النطاق في إثيوبيا على أساس الهوية العرقية ومن دون اتباع الإجراءات (القانونية) الواجبة". كما نددت المسودة بـ"خطاب الكراهية".
في غضون ذلك، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد، بالتنسيق مع وسيط الاتحاد الأفريقي، رئيس نيجيريا السابق اوليسيجون أوباسانجو، والرئيس الكيني اوهورو كينياتا.
وفي مباحثات هاتفية منفصلة مع كلٍ من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وزعيم جبهة تيجراي ديبريتسيون جبريمايكل، طلب جوتيريش "وقف القتال وبدء مفاوضات شاملة لحل الأزمة الحالية".
يأتي ذلك وسط تحذيرات دولية من الحرب في تيجراي التي وضعت إثيوبيا على "طريق الدمار"، فيما تهدد بتقويض السمراء ككل.
اعتراض روسي صيني
والتعطيل الروسي الصيني لمحاولات المجلس الأممي وقف نيران الحرب الأهلية المُشتعلة في إثيوبيا، ليس بجديد.
ففي مارس الماضي، وبعد يومين من التفاوض حول مسودة بيان يدعو لإنهاء العنف في تيجراي، دعت الصين لإزالة عبارة "العنف في تيجراي" من المسودة، الأمر الذي رفضته دول غربية في مجلس الأمن بما في ذلك ايرلندا التي صاغت الوثيقة.
ودعمت روسيا حينها موقف الصين في اعتراضها على النص.
ومنذ بدء أعمال العنف في تيجراي، قالت بكين وموسكو إن القضية "مسألة داخلية بالنسبة إلى إثيوبيا وليست شأن الأمم المتحدة".
وقال دبلوماسيون إن الصين وروسيا أرادتا أن تركز المسودة فقط على الوضع الإنساني المزري في المنطقة، بحسب "فرانس برس".
وقبل أيام، دعت روسيا جميع أطراف الصراع في إثيوبيا إلى وقف إطلاق النار والبدء في التسوية السياسية للأزمة، حسبما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا.
وأكدت زاخاروفا قلق موسكو من استمرار الاشتباكات بين الجيش الإثيوبي وقوات تيجراي، داعية إلى وقف إطلاق النار واستعادة السلام في البلاد.
والأسبوع الماضي، أعلنت إثيوبيا حال الطوارئ في أنحاء البلاد لمدة 6 أشهر مع تزايد المخاوف من تقدم مقاتلي تيجراي نحو العاصمة أديس أبابا.
ويؤكد حقوقيون أن الاعتقالات التعسفية لمتحدرين من أتنية التيجراي، التي شاعت خلال الحرب، تضاعفت مذاك، وأن الإجراءات الجديدة تسمح للسلطات باحتجاز أي شخص يشتبه في دعمه "جماعات إرهابية" من دون مذكرة قضائية.
ودعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا في وقت يشهد النزاع بين المتمردين والقوات الحكومية في شمال البلاد تصعيدًا غير مسبوق.
فيديو قد يعجبك: