"رأيته يهرب بملايين".. شهادة قائد حرس الرئيس الأفغاني عن قصة هروبه غني
كتب - محمد عطايا:
جالسًا القرفصاء على بساط بالي يغطي أرضية خرسانية، ومحاطا بأكياس كبيرة بيضاء من الأرز وغلايات مياه وأقفاص طيور فارغة، يظهر الجنرال بيراز عطا شريفي، في هيئة غير معتادة، بعدما كان قائدا للحرس الخاص للرئيس الأفغاني الهارب، أشرف غني، يبحث هو الآخر عن مخبأ من طالبان، بعدما وضعت على رأسه مكافأة لمن يجده.
وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن قائد حرس أشرف غني، أصبح أكثر المطلوبين من حركة طالبان، بعد استيلائها على السلطة في أفغانستان منتصف أغسطس الماضي.
ذكرت الصحيفة البريطانية، أنه قبل أسابيع قليلة، كان شريفي، مسؤولا عن الأمن للرئيس أشرف غني، لكنه أصبح حاليًّا هاربًا، مختبئًا من طالبان.
ووزع مقاتلو طالبان ملصقات مكتوب عليها "هذا الجنرال بيراز شريفي، كان الحارس الخاص للرئيس غني، ولديه 300 قطعة سلاح معه الآن.
إذا كنت تعرف عن الشخص أو مكانه، فيجب عليك إبلاغ إمارة أفغانستان الإسلامية (طالبان)، وهناك مكافأة لمثل هذه المعلومات تصل إلى مليون أفغاني".
تقول "ديلي ميل"، إن الجنرال السابق بالجيش الأفغاني، اختار أن يعيش "بالمعنى الحرفي" مختبئا تحت الأرض، وينتقل من قبو إلى قبو.
والتقى مراسل صحيفة "ديلي ميل"، جيمي وايزمان، الأسبوع الماضي، مع الجنرال شريفي، في لقاء عبر فيه الأخير عن غضبه ويأسه من أن يتم التخلي عنه، من قبل الغرب.
"أكياس بها مئات الملايين"
أظهر الجنرال شريفي، لمراسل صحيفة "ديلي ميل"، رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلها إلى وزارة الدفاع في لندن، والنائب جوني ميرسر، الذي ادعى أنهما تدربا في أفغانستان.
ووعد شريفي بفضح فساد رئيسه السابق الذي هرب من البلاد بـ"أكياس تحتوي على مئات الملايين من الدولارات من الأموال العامة".
وقال إن لديه أدلة من القصر صورتها الدوائر التلفزيونية المغلقة حول هروبه بالأموال العامة، لافتة إلى أنه "سيشارك هذه الأدلة إذا تمكن من الهروب".
وأوضحت "ديلي ميل"، أن أكثر ما يزيد من خوف الجنرال السابق، أن من يبحث عنه، هم عناصر طالبان "الأكثر قسوة"، لافتًا إلى أنه تم بالفعل التعرف على أحد أشقاء الجنرال في الشارع وتم إطلاق النار عليه بإجراءات موجزة.
وقال شريفي في تصريح لصحيفة "ديلي ميل"، إنه "لا يملك 300 قطعة سلاح كما تدعي حركة طالبان، ولكن لديه بندقية واحدة ورصاصة واحدة، إذا جاء عناصر حركة طالبان إلى هنا، فسوف أقتل نفسي، لأنهم في حال القبض علي سيقتلونني على أي حال".
عمل شريفي كضابط عسكري لأكثر من عقدين، وانضم إلى قوة أمن القصر الرئاسي في عام 2005، ودفعت راتبه من قبل الحكومة الأمريكية.
وقال إنه في عام 2010 وما بعده، تلقى تعليمات من أفراد الجيش البريطاني، وبحلول بداية هذا العام، كان الجنرال مسؤولا عن 1500 جندي تم اختيارهم بعناية من قوة الأمن الرئاسية.
وأوضح في حديثه لـ"ديلي ميل"، أن إحدى أبرز واجباته هي التأكد من نزع سلاح التشكيلات الأخرى، التي ربما تكون أقل ولاءً، أو طردها قبل أن يزور الرئيس الموقع الذي كانوا يحرسونه.
في 15 أغسطس (يوم استيلاء طالبان على العاصمة كابول)، غادر الجنرال منزله للذهاب إلى العمل في القصر الرئاسي كالمعتاد، وتوجه بعدها إلى وزارة الدفاع، تمهيدا لحضور الرئيس.
وأضاف "كنا ننتظر الرئيس هناك بوزارة الدفاع ولكن بعد ذلك تلقيت مكالمة لأقول إنه بدلاً من الحضور إلى وزارة الدفاع، ذهب الرئيس إلى المطار، وهرب وزير الدفاع، وكذلك فعلت جميع أفراد عائلة غني وحاشيته''.
وأوضح "لم يخبرنا الرئيس قط أنه ذاهب، لقد هربوا وتركوني في الخلف". ونشر غني رسالة على فيسبوك قال فيها إنه غادر لتجنب إراقة الدماء.
ولم يعرف العالم وجهة الرئيس الأفغاني الهارب، حتى 18 أغسطس، عندما أعلنت الإمارات العربية المتحدة أنها تستضيف الرئيس وعائلته "لأسباب إنسانية".
وكانت رويترز قد ذكرت أنه غادر أفغانستان مع "مروحية مليئة بالمال".
وأكد الجنرال شريفي أنه "لديه تسجيل مصور من القصر، يظهر أن فردًا في البنك الأفغاني جلب الكثير من المال إلى غني قبل مغادرته، مئات الملايين، وربما مليارات الدولارات".
"فشل الهروب"
في 16 أغسطس، حاول الجنرال شريفي الوصول إلى مطار كابول للهروب من البلاد، لكنه فشل، ومنذ ذلك الحين، هربت عائلته المكونة من 14 فرداً، بمن فيهم زوجته الحاصلة على تعليم جامعي وثلاثة أطفال، أصغرهم ابن يبلغ تسعة أشهر من العمر.
وقال "في بعض الأحيان عندما يأتي الناس لزيارة [العقار فوق أي قبو يختبئ فيه]، يتعين عليّ إغلاق فم ابنتي الصغيرة حتى لا تقول إنني أعيش هنا، تحت الأرض".
وأردف أن ابنته الصغيرة تبكي في الليل، وتقول له "أبي، من فضلك استيقظ، طالبان قادمون".
تقدم الجنرال شريفي بطلب للحصول على خطة إعادة التوطين في المملكة المتحدة، ولكن في كل مرة يستفسر فيها عن التقدم كان يتلقى ردودًا تلقائية "شكرًا لك على بريدك الإلكتروني، وزارة الداخلية ملتزمة بتوفير الحماية للأشخاص المستضعفين والمعرضين للخطر الفارين من أفغانستان".
فيديو قد يعجبك: