"وفاة امرأة كل ساعتين خلال الولادة".. انهيار النظام الصحي في أفغانستان
كتب - محمد عطايا:
يبدو أن النظام الصحي في أفغانستان، انهار بالفعل خلال الأشهر القليلة الماضية، بسبب الصراعات الدائرة في البلاد، وتوقف المساعدات الأجنبية، وفقًا لتقديرات منظمات أممية وأجنبية نقلت عنها "سي إن إن".
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أنه لم يتم دفع رواتب الآلاف من الطاقم الطبي منذ ستة أشهر والعيادات ليس لديها أدوية أو معدات.
وتقول المنظمة غير الحكومية "أنقذوا الأطفال"، إن انهيار النظام الصحي في أفغانستان سيؤدي إلى وفاة آلاف الأطفال دون سن الخامسة كل شهر مع اقتراب فصل الشتاء.
فيما أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 12 مليون أفغاني يواجهون الجوع ويعتمدون على المساعدات الغذائية، لافتة إلى أن سوء التغذية آخذ في الارتفاع بشكل حاد.
ووفقًا لـ"سي إن إن"، نزح أكثر من 600 ألف أفغاني هذا العام، بناء على أرقام الأمم المتحدة ، 80٪ منهم من النساء والأطفال.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، هذا الأسبوع، إن وكالات الإغاثة في أفغانستان "في سباق مع الزمن لتقديم المساعدات المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين من الأزمة وتجهيز الإمدادات قبل حلول فصل الشتاء".
وقالت ماري إيلين ماكجرورتي، المديرة الإقليمية لبرنامج الغذاء العالمي، لشبكة “سي إن إن"، إنها "لم تشهد من قبل أزمة تتكشف بهذه الوتيرة والحجم".
وأضافت "نشهد عمقًا جديدًا من العوز حيث يؤدي الجفاف والأزمة الاقتصادية إلى ارتفاع أسعار الغذاء والوقود".
كارثة مقبلة
تحاول وكالات الأمم المتحدة، بمساعدة المنظمات غير الحكومية، سد الثغرات في ظل غياب المساعدات الأجنبية، والتي جفت عندما سيطرت طالبان على البلاد، خاصة بعدما علق البنك الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وآخرون المساعدات من خلال وزارة الصحة الأفغانية بانتظار ضمانات من طالبان.
يحاول الصندوق العالمي، الذي يمول الحملات ضد فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا والسل، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي سد جزء من فجوة التمويل، حيث يوفران 15 مليون دولار للمساعدة في إبقاء بعض المرافق الصحية الأولية البالغ عددها 2300 مفتوحة في جميع أنحاء البلاد.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى أفغانستان، مارتن جريفيث، عن 45 مليون دولار أخرى في شكل أموال طارئة للرعاية الصحية.
يقول المدير التنفيذي للصندوق العالمي، بيتر ساندز، إن التمويل سيساعد "على ضمان استمرار وصول الفئات السكانية الأكثر ضعفاً – وخاصة النساء والفتيات – بشكل آمن إلى الخدمات الصحية الأساسية".
وكشفت "سي إن إن" أن النساء والأطفال من بين أكثر الفئات تعرضاً للأزمة الصحية في أفغانستان، حيث تموت امرأة أفغانية كل ساعتين أثناء الولادة.
شبح سوء التغذية
ذكرت منظمة إنقاذ الطفولة أن ملايين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد يحتاجون إلى العلاج بشكل عاجل، وأن الكثير منهم معرض لخطر الموت إذا لم يتم علاجهم على الفور.
وقال مسؤول كبير في منظمة غير حكومية، طلب عدم ذكر اسمه أثناء حديثه، إن طالبان استبدلت العديد من المهنيين الصحيين في كابول وعلى مستوى المقاطعات – مما يجعل تقديم الخدمات أكثر صعوبة، لكن المسؤول يقول إنه في بعض المناطق على الأقل، تتم استشارة مديري الصحة السابقين من قبل طالبان.
فيديو قد يعجبك: