لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اعتقالات ودعوات للعصيان وقرارات عسكرية.. ماذا يحدث في السودان؟ - تغطية خاصة

01:16 م الإثنين 25 أكتوبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

كانت الأيام الماضية تنذر بانفجار وشيك، بعد أن شهدت الساحة السياسية في السودان انقسامات وتوتر بين القوى الحاكمة، أدت إلى مظاهرات واعتصام لمؤيدين ومعارضين لكلا من رئيس الحكومة عبد الله حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.

اليوم تأزّمت الأوضاع بعد حملة اعتقالات واسعة، طالت رئيس الحكومة وعدد من وزرائه وقيادات حزبية وسياسية، لتدعو قوى سياسية مدنية بالنزول إلى الشارع ورفض ما اعتبروه "انقلاب".

واعتقلت قوات عسكرية مشتركة، محمد الفكي عضو مجلس السيادة السوداني ورئيس لجنة تفكيك التمكين، وخالد عمر وزير شؤون مجلس الوزراء، وياسر عرمان مستشار رئيس الوزراء السياسي، وإبراهيم الشيخ وزير الصناعة، وفيصل محمد صالح مستشار رئيس الوزراء الإعلامي.

كما تم اعتقال عضو لجنة إزالة التمكين وجدي صالح، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر دقير وعروة ومحمد ناجي الأصم القيادي في تجمع المهنيين والصادق عروة القيادي بحزب الأمة وجعفر حسن الناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير والريح السنهوري القيادي في الحرية والتغيير، وذلك بحسب ما ذكره موقع "سودان تربيون".

ويعيش السودان حالة من التوتر منذ أن أفسحت محاولة انقلاب فاشلة الشهر الماضي المجال لتبادل حاد للاتهامات بين الطرفين العسكري والمدني اللذين يفترض تقاسمهما السلطة بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.

من جانبها، أكدت وزارة الإعلام السودانية، أنه تم اعتقال أعضاء بمجلس السيادة الانتقالي من المكون المدني، وعدد من وزراء الحكومة الانتقالية بواسطة قوات عسكرية مشتركة.

وأضافت عبر صفحتها على "فيسبوك"، أن قوات عسكرية اقتحمت مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان واحتجزت عددا من العاملين، كما تم قطع خدمة الإنترنت عن شبكات الهواتف النقالة، وإغلاق الجسور من قبل قوات عسكرية".

وكشفت الصفحة الرسمية للوزارة، أن القوات العسكرية المشتركة "احتجزت رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك داخل منزله ومارست عليه ضغوطًا لإصدار بيان مؤيد للانقلاب".

كما نقلت عن حمدوك رسالة وجهها للشعب السوداني يطالبهم فيها بالتمسّك بالسلمية واحتلال الشوارع للدفاع عن ثورتهم

وبعد حوالي ساعة، أعلنت الصفحة ذاتها أن "حمدوك رفض تأييد الانقلاب، لتعتقله قوة من الجيش وتنقله إلى مكان مجهول".

وأصدر مكتب حمدوك بيانًا أوضح فيه تفاصيل الواقعة قائلاً: "تم اختطاف رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وزوجته فجر اليوم الاثنين 25 أكتوبر 2021 من مقر إقامتهما بالخرطوم، وتم اقتيادهما لجهة غير معلومة من قبل قوة عسكرية. كما اعتقلت القوات الأمنية بالتزامن عدداً من أعضاء مجلس السيادة والوزراء وقيادات سياسية".

وأضاف: "ما حدث يمثل تمزيقاً للوثيقة الدستورية وانقلاباً مكتملاً على مكتسبات الثورة التي مهرها شعبنا بالدماء بحثاً عن الحرية والسلام والعدالة. تتحمل القيادات العسكرية في الدولة السودانية المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة رئيس الوزراء، كما تتحمل هذه القيادات التبعات الجنائية والقانونية والسياسية للقرارات الأحادية التي اتخذتها".

واستطرد: "عبد الله حمدوك، القائد الذي قدمته الثورة السودانية على رأس الجهاز التنفيذي لحكومة الثورة، أهون عليه أن يضحى بحياته، على أن يضحي بالثورة وبثقة الشعب السوداني في قدرته على الوصول بها إلى غاياتها...".

وفي اتصال هاتفي مع قناة "العربية"، أكدت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي أنها بمنزلها حتى الآن، إلا أنها لم تستبعد اعتقالها.

وأشارت إلى أن أعضاء الحكومة لا يمكنهم التواصل مع بعضهم البعض، مشددة على "رفض عمليات الإقصاء أو الإرهاب الفكري بين مختلف الأطراف في السودان".

عصيان مدني واحتجاجات

ما ان انتشرت أنباء حملة الاعتقالات، حتى نزل مئات المدنيين لشوارع الخرطوم وتم احراق الإطارات، إثر دعوات للتظاهر من تجمع المهنيين السودانيين ولجان المقاومة والقوى النقابية المختلفة.

وسارع "تجمع المهنيين السودانيين"، أحد المحركين الأساسيين للانتفاضة التي أسقطت عمر البشير عام 2019، إلى وصف الاعتقالات بـ"الانقلاب"، ودعا مع أحزاب سياسية أخرى إلى احتجاجات وعصيان مدني في البلاد.

ودعا تجمع المهنيين عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى "الخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين، والعصيان المدني في مواجهتهم".

كما أصدرت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، نداءً حثّت فيه المواطنين على النزول إلى الشوارع، وقالت إن ما تم صباح اليوم "انقلاب عسكري كامل الدسم بقيادة السيد البرهان ومجموعته".

ودعت "كل القوى الحية وكل القوى التي تقف مع السلطة المدنية كاملة إعلان الأضراب السياسي والعصيان المدني حتى هزيمة هذا الانقلاب".

وعلى الفور خرج العشرات من المدنيين لشوارع الخرطوم وتم إحراق إطارات، كما تم نشر قوات الدعم السريع في شوارع العاصمة.

وانتشرت مقاطع مصورة من شوارع العاصمة الخرطوم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر خروج عدد كبير من المواطنين إلى الشوارع مرددين هتافات ضد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.

واقتحم محتجون الحواجز العسكرية في محيط مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة في العاصمة، قبل أن تحاول القوات الأمنية في محيط المبني التصدي لهم.

وقال سودانيون مشاركون في مظاهرات مبنى القيادة العامة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن قوات الدعم السريع أطلقت الرصاص الحي على المحتجين في محيط القيادة العامة.

قرارات البرهان

بعد ساعات، خرج رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، ليعلن عددًا من القرارات.

وجاءت القرارات كالتالي:

- حل مجلس السيادة.

- إعلان حالة الطوارئ بالبلاد.

- حل مجلس الوزراء الذي يرأسه عبد الله حمدوك.

- تعليق العمل ببعض المواد في الوثيقة الدستورية.

- تجميد عمل لجنة التمكين.

- إعفاء الولاة في مختلف أنحاء السودان.

- حكومة كفاءات وطنية تتولى تسيير أمور الدولة حتى الانتخابات المقررة في يوليو 2023.

قلق عربي دولي

وأثارت التطورات الأخيرة، قلقًا عربيًا ودوليًا، إن أعرب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع في السودان، مطالباً جميع الأطراف السودانية بالتقيد الكامل بالوثيقة الدستورية التي تم توقيعها في أغسطس 2019 بمشاركة المجتمع الدولي والجامعة العربية، وكذلك باتفاق جوبا للسلام لعام 2020.

وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة اليوم بأنه "لا توجد مشكلات لا يمكن حلها بدون الحوار، ومن المهم احترام جميع المقررات والاتفاقات التي تم التوافق عليها بشأن الفترة الانتقالية وصولاً إلى عقد الانتخابات في مواعيدها المقررة والامتناع عن أي إجراءات من شأنها تعطيل الفترة الانتقالية أو هز الاستقرار في السودان".

من جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي إلى إعادة العملية الانتقالية في السودان لمسارها الصحيح.

وأعرب جوزيب بوريل مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، عبر حسابه على موقع تويتر، عن بالغ القلق إزاء التطورات في السودان.

وكتب أن "الاتحاد الأوروبي يدعو جميع أصحاب المصلحة والشركاء الإقليميين إلى إعادة عملية الانتقال إلى مسارها الصحيح".

كما وقال المبعوث الأمريكي الخاص جيفري فيلتمان اليوم الاثنين إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء تقارير عن سيطرة الجيش على الحكومة الانتقالية في السودان، وفقا لوكالة "رويترز".

وحذر فيلتمان عبر حساب تويتر الرسمي لمكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية من أن سيطرة الجيش تتعارض مع الإعلان الدستوري السوداني وتهدد المساعدات الأمريكية للبلاد.

لقراءة المزيد، تابع تغطية مصراوي عن أحداث السودان (اضغط هنا)

فيديو قد يعجبك: