هل تكفي جرعة واحدة من اللقاح لحمايتك من كورونا؟
لندن - (بي بي سي)
في ديسمبر الماضي، نُقل كولين هورسمان، البالغ من العمر 85 عاما، إلى مستشفى دونكاستر الملكي في بريطانيا للاشتباه في إصابته بالتهاب الكلى. وسرعان ما أصيب بعدوى كوفيد-19، في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن مريضا من كل أربعة مرضى مصابين بكوفيد-19 تقريبا في المستشفيات البريطانية قد أصيبوا بالعدوى داخلها أثناء تلقي العلاج من أمراض أخرى.
وبعدها تفاقمت أعراض المرض، ولم تمض أيام حتى قضى نحبه.
ربما تبدو حالة هورسمان للوهلة الأولى كالحالات التي نسمع بها يوميا، فقد حصد المرض أرواح عشرات الآلاف من المرضى في المملكة المتحدة وحدها. لكن اللافت في حالة هورسمان أن ابنه ذكر مؤخرا أن والده كان ضمن الأشخاص الأوائل في العالم الذين تلقوا الجرعة الأولى من لقاح فايزر-بيونتيك المضاد لفيروس كورونا قبل ثلاثة أسابيع من إصابته. وكان من المفترض أن يتلقي الجرعة الثانية قبل يومين من وفاته.
غير أن معظم اللقاحات تحتاج لجرعة ثانية حتى توفر حماية كافية من المرض. فقد خلصت دراسة، على سبيل المثال، إلى أن الأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة من اللقاح الثلاثي- الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية - أكثر عرضة للإصابة بالحصبة من نظرائهم الذين تلقوا جرعة ثانية بأربعة أضعاف.
وقد تفشت الحصبة في مناطق لم تحصل فيها نسبة كبيرة من الناس على الجرعة المعززة من اللقاح الثلاثي.
ويقول داني ألتمان، أستاذ علم المناعة بجامعة إمبريال كوليدج بلندن: "تكمن أهمية الجرعات المعززة في أنها تحسن الاستجابة المناعية لتحقيق أفضل النتائج في الوقاية من المرض".
كيف تعمل الجرعات المعززة من اللقاحات؟
عندما يدخل اللقاح إلى الجسم، فإنه ينشط نوعين مهمين من خلايا الدم البيضاء، أولهما الخلايا اللمفاوية "بي" أو "البائية"، التي تنتج أجساما مضادة. لكن هذه الخلايا قصيرة العمر، ولهذا فإن الأجسام المضادة التي تنتجها قد تتضاءل أعدادها سريعا في الجسم في غضون أسابيع في حالة عدم الحصول على جرعة ثانية من اللقاح.
والنوع الثاني هو الخلايا "تي" أو "التائية"، التي تكون كل منها مبرمجة لاستهداف مسبب أمراض معين وقتله. وتبقى الخلايا التائية في الجسم لعقود، حتى تصادف هدفها مرة أخرى، ولهذا قد توفر بعض اللقاحات أو الإصابات حماية من المرض مدى الحياة. لكن في أغلب الأحيان، لا يوجد هذا النوع من الخلايا بكثرة في الجسم إلا إذا غزا مسبب الأمراض الجسم مرة ثانية.
ولهذا تعد الجرعة الثانية وسيلة لتعريض الجسم مرة أخرى للمستضدات، أي الجزيئات الموجودة على مسببات الأمراض التي تثير استجابة مناعية.
ويقول ألتمان: "عندما تحصل على الجرعة الثانية تزيد خلايا الذاكرة تي في الجسم، وكذلك الخلايا بي. وتنتج هذه الخلايا أجساما مضادة أكثر تخصصا".
وعند التعرض لنفس اللقاح أو مسبب الأمراض للمرة الثانية، تكتسب الخلايا بي المتبقية من المرة الأولى القدرة على الانقسام، ومن ثم ترتفع مرة أخرى أعداد الأجسام المضادة التي تدور في الجسم.
وتحفز الجرعة الثانية من اللقاح عملية "نضج الخلايا بي"، التي تتضمن اختيار الخلايا غير الناضجة ذات أفضل المستقبلات للارتباط بمسببات أمراض معينة. وتحدث هذه العملية بينما تكون الخلايا في النخاع العظمي، حيث تصنّع كريات الدم البيضاء، وبعدها تنتقل الخلايا بي إلى الطحال ليكتمل نموها. ولهذا تكون الأجسام المضادة التي تنتجها أكثر قدرة على استهداف مسبب الأمراض.
وأشارت دراسات إلى أهمية دور الخلايا تي في حماية بعض الناس من الإصابة بمضاعفات كوفيد-19 الوخيمة، فعلى الرغم من أن الفيروس لم ينتشر حول العالم إلا منذ ديسمبر/كانون الأول 2019، هناك أدلة تثبت أن الخلايا تي لديهم قد تعرضت لفيروسات كورونا أخرى، مثل المسبب لنزلة البرد، ومن ثم استطاعت أن تتعرف على فيروس كورونا المسبب لكوفيد-19.
ما مدى فعالية جرعة واحدة من اللقاحات المضادة؟
في وقت قررت فيه الحكومة البريطانية تأجيل الجرعة الثانية من جميع اللقاحات المضادة لكورونا من ثلاثة أسابيع إلى 12 أسبوعا، وتجري روسيا تجارب على اللقاح "سبوتنيك لايت" أحادي الجرعة (لا يحتاج لجرعة ثانية)، فإن الإجابة على هذا السؤال أكثر صعوبة مما تتوقع. لكننا سنعرض فيما يلي المعلومات التي نعرفها حتى الآن:
لقاح فايزر-بيونتيك
بحسب البيانات التي نشرتها شركة فايزر في ديسمبر/كانون الأول 2020، فإن لقاح فايزر-بيونتيك فعال بنسبة 52 في المئة بعد الجرعة الأولى.
إذ شارك في دراسة شركة فايزر 36,523 شخصا في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، قسمهم الباحثون إلى مجموعين، تلقت الأولى جرعتين كاملتين من اللقاح تفصل بينهما 21 يوما، في حين تلقت المجموعة الثانية لقاحا وهميا. وأصيب 82 شخصا من المجموعة التي تلقت اللقاح الكاذب، و39 شخصا من المجموعة التي تلقت اللقاح الحقيقي بمرض كوفيد-19.
لكن ذلك يرجع إلى أسباب عديدة، أهمها أن اللقاح لا يوفر حماية من المرض إلا بعد 12 يوما على الأقل من الحصول عليه. وثانيا، تعد الجرعة الأولى أقل فعالية في الوقاية من المرض مقارنة بالجرعة الثانية. فالجرعة الثانية فعالة بنسبة 95 في المئة في الوقاية من المرض بعد أسبوع.
وأشيع أيضا أن اللقاح فعال بنسبة 90 في المئة في الوقاية من المرض. ويعزى ذلك إلى أن لجنة اللقاحات بالمملكة المتحدة قررت قياس فعالية اللقاح بطريقة مختلفة. فبدلا من استخدام جميع البيانات عن عدد الإصابات بعد الحصول على اللقاح، استدلت فقط بالبيانات في الأيام من 15 إلى 21، أي أنها استثنت الأيام الأولى التي لم يظهر تأثير اللقاح فيها بعد، وبذلك رفعت نسبة فعالية اللقاح إلى 89 في المئة.
واستدلت أيضا بالبيانات في الأيام من 21 إلى 28، أي خلال الأسبوع الأول بعد الحصول على الجرعة الثانية، التي ربما لم يكن قد ظهر تأثيرها بعد، وقدرت نسبة فعالية اللقاح بـ 92 في المئة.
ويقول ألتمان: "تكشف الرسوم البيانية التي أعدتها شركة فايزر أنه في اليوم الرابع عشر يظهر التباين بين المجموعتين، إذ تبدأ حالات الإصابة في مجموعة اللقاح الزائف في الصعود". وينبه ألتمان إلى أنه لا ينصح أحدا بأن يعد نفسه محصنا من الإصابة بالمرض بعد 14 يوما من الحصول على الجرعة الأولى من اللقاح.
لقاح أكسفورد-أسترازينيكا
أشارت ورقة بحثية نشرت في يناير/كانون الثاني، إلى أن لقاح أكسفورد-أسترازينيكا يوفر حماية بنسبة 64.1 في المئة على الأقل بعد جرعة واحدة كاملة، في حين يوفر تناول جرعتين حماية بنسبة 70.4 في المئة من المرض. والعجيب أن فعالية اللقاح في الوقاية من المرض بلغت 90 في المئة لدى المتطوعين الذين تلقوا نصف جرعة من اللقاح وبعدها جرعة ثانية كاملة.
وقدرت لجنة اللقاحات فعالية لقاح أكسفورد-أسترازينيكا في الفترة من الأسبوع الثالث إلى الأسبوع الثاني عشر بعد الحصول على الجرعة الأولى، بنسبة 70 في المئة.
ونظرا لأن المرحلة الثالثة من التجارب تضمنت جرعتين تفصل بينهما ستة أسابيع أو 12 أسبوعا، فمن الممكن الجزم بأن الجرعة الأولى من اللقاح قد توفر بعض الحماية من المرض لبضعة أشهر على الأقل قبل الحصول على الجرعة الثانية.
لقاح مودرنا
بحسب الوثيقة التي قدمتها الشركة إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يوفر لقاح مودرنا حماية من المرض بنسبة 80.2 في المئة بعد الجرعة الأولى، وبنسبة 95.6 في المئة بعد الجرعة الثانية لدى الفئة العمرية من 18 إلى 65 عاما، وبنسبة 86.4 في المئة لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما.
وتلقى جميع المشاركين في المرحلة الثالثة من التجارب جرعتين من اللقاح الحقيقي أو الزائف يفصل بينهما 28 يوما، ولهذا ليس من الواضح ما إن كانت هذه الحماية التي توفرها جرعة واحدة ستدوم أم ستتراجع بعد هذه الفترة.
لقاح كورونافاك
طورت لقاح كورونافاك شركة سينوفاك، وهي شركة صيدلانية بيولوجية مقرها في العاصمة الصينية بكين. لكن هذا اللقاح أجريت عليه تجارب في دول عديدة بشكل مستقل، وتباينت النتائج من دولة لأخرى.
وبينما يقول الباحثون في الإمارات، التي كانت أول دولة تقيم فعالية اللقاح، أن هذا اللقاح فعال بنسبة 86 في المئة، فإن الباحثين في تركيا ذكروا أنه يوفر حماية بنسبة 91.25 في المئة من المرض. لكن العلماء في إندونيسيا يقولون إنه فعال بنسبة 65.7 في المئة. وأعلن معهد بوتانان بمدينة ساو باولو بالبرازيل أنه فعال بنسبة 50.4 في المئة. وتنطبق هذه النتائج على جرعتين يفصل بينهما 14 يوما.
لكن هذه النتائج أثيرت حولها شكوك لأنها لم تنشر في دوريات علمية تخضع لمراجعة، كما هو معتاد، بل نشرت في نشرات صحفية. ومن الصعب على العلماء تقييم مدى صحة النتائج من دون وجود معلومات كافية عن الطرق المستخدمة في التجارب.
لقاح سبوتنيك-في
أطلقت روسيا على اللقاح الجديد اسم "سبوتنيك في" نسبة إلى أول قمر اصطناعي في العالم والذي صنع في العهد السوفيتي "سبوتنيك 1" وأطلق في عام 1957.
وطور هذا اللقاح معهد غاماليا الوطني لأبحاث علم الأوبئة والميكروبات في العاصمة الروسية موسكو. وحصل المتطوعون على جرعتين من اللقاح وكانت نسبة فعاليته 91.4 في المئة بعد الجرعتين، ولا توجد بعد معلومات عن فعالية جرعة واحدة.
لكن هذه النتائح لم تنشر في دورية علمية، ولهذا قد لا يعول عليها. وأثار الكثير من الروسيين شكوكا حول أمان وفعالية اللقاح، وفقا لتقرير في صحيفة واشنطن بوست. وفي الأسبوع الأول بعد توزيعه في ديسمبر/كانون الأول، كانت غرف الانتظار بالعيادات شبه فارغة رغم ارتفاع أعداد الإصابات في روسيا.
وأعلنت الحكومة الروسية أنها تطور لقاح "سبوتنيك لايت" كحل مؤقت في حالة نقص لقاح سبوتنيك-في. وهذا اللقاح أحادي الجرعة، رغم أنه ليس من الواضح مدى فعالية هذه الجرعة في الوقاية من المرض.
هل تغير سلوكياتك بعد تلقي جرعة واحدة من اللقاح؟
يجيب ألتمان بالرفض، ويقول: "سأتصرف كما لو كنت لم أحصل على اللقاح بعد. فسألتزم بجميع التدابير الوقائية ولن يتغير شيئ في حياتي".
وتبرر ديبوراه دون والترز، أستاذة علم المناعة بجامعة سَري ذلك بالقول: "إن ذلك يرجع لسببين، أولا أنك لن تكون محصنا تماما ضد المرض، وثانيا أنه لا يوجد دليل بعد على أن الحصول على اللقاح سيقيك من الإصابة بالفيروس ونقل العدوى للآخرين".
وتقول والترز إن الباحثين يقيمون فعالية اللقاح بالنظر إلى مدى قدرته على الحيلولة دون ظهور الأعراض، وليس مدى قدرته على منع الإصابة بالفيروس. وقد أدركنا الآن أن بعض المصابين لا تظهر عليهم أعراض المرض. ولا توجد أدلة بعد تثبت أن جرعة واحدة أو حتى جرعتين من اللقاحات الحالية ستمنع المصابين من نقل العدوى للآخرين.
هل يمكنك الاكتفاء بجرعة واحدة فقط من اللقاح؟
تقول والترز إن المراحل الأولى من تجارب اللقاح أثبتت أن جرعة واحدة من اللقاح لا توفر الحماية الكافية من المرض. ولوحظ أيضا في المرحلة الثالثة من التجارب أن الأجسام المضادة والخلايا تي في الدم بعد جرعتين كانت أكثر منها بعد جرعة واحدة.
ونوه ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر"، إلى أن الجرعة الثانية تضاعف الحماية التي يوفرها اللقاح، ولهذا من الخطأ الاكتفاء بالجرعة الأولى.
وحذرت شركتا فايزر وبيونتيك من أنه ليس لديهما معلومات بعد عن الحماية التي توفرها الجرعة الأولى بعد اليوم 21 من الحصول على اللقاح، ومن المحتمل أن تتراجع هذه الحماية بعد 21 يوما، ولن يكون هذا مفاجئا بالنظر إلى الطريقة التي يعمل بها جهاز المناعة.
والمشكلة أن جميع اللقاحات المجازة حاليا ضد فيروس كورونا تستخدم تقنيات جديدة، وهو ما يصعّب تقييم مدة الحماية التي توفرها الجرعة الأولى.
إذ اعتمد لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا ولقاح سبوتنيك-في على أشكال معدلة وراثيا من الفيروسات الغدية، وهي مجموعة فيروسات تخترق الكثير من الخلايا المختلفة وتسبب طائفة من الأمراض، منها العدوى التنفسية. وبينما استخلصت أكسفورد هذه الفيروسات من الشمبانزي، فقد استُخدم في اللقاح الروسي خليط من نوعين بشريين من الفيروسات الغدية.
وعدل العلماء الفيروس وراثيا ليصبح آمنا وغير قادر على التكاثر داخل الخلايا. لكنهم أضافوا إليه الجين المسؤول عن إنتاج البروتين الشائك الموجود على سطح فيروسات كورونا، لمساعدة الجسم على التعرف عليها في حال غزت الجسم.
وتستخدم الفيروسات الغدية في لقاحات للسرطان والعلاج الجيني منذ سنوات، لكنها لم تستخدم لمنع عدوى فيروسية سوى في لقاح مضاد للإيبولا، الذي أجيز في الولايات المتحدة في عام 2019.
واستخدمت في لقاحي مودرنا وفايزر-بيونتيك، تقنية أكثر تطورا. إذ يتضمن اللقاحان أجزاء دقيقة لا حصر لها من الحمض النووي الريبوزي المرسال، الذي ينقل التعليمات الوراثية للخلايا ليوجهها لإنتاج البروتين الشائك على سطح فيروس كورونا. ولم يسبق إجازة أي لقاحات من قبل تعتمد على هذه التقنية للاستخدام البشري.
ولهذا لا يمكن مقارنة هذين اللقاحين بأي لقاحات سابقة.
ويقول رونالد كورلي، أستاذ علم الميكرولات بجامعة بوسطن، إن هناك الكثير من الأمور التي ما زلنا لا نعرفها عن هذين اللقاحين، مثل تأثيرهما على الناس من مختلف الأعراق، ومدة الحماية التي يوفراها.
أما لقاح "كورونافاك" فيتضمن جزيئات خاملة من فيروس كورونا. وهذه الطريقة شائعة منذ أواخر القرن التاسع عشر. لكن ليس من الواضح إلى أي مدى تدوم الحماية التي يوفرها هذا اللقاح، لأنه لم تسبق إجازة أي لقاح مصنوع من أجزاء من الفيروسات التاجية.
اكتساب المناعة يستغرق وقتا
وأخيرا تشير والترز إلى أن إنتاج الأجسام المضادة للفيروس يستغرق بعض الوقت، ولهذا ففي الأسبوعين الأولين بعد الحصول على اللقاح لن تكون محصنا من المرض، مهما اختلفت الحماية التي توفرها الجرعة الأولى من أي من اللقاحات المضادة لكورونا.
وتفسر ذلك بالقول إن "المناعة الفطرية تستجيب على الفور لمسببات الأمراض"، سواء من خلال الحواجز المادية للعدوى، كالجلد، أو بعض الأنواع من خلايا الدم البيضاء والإشارات الكيميائية. لكن المناعة الفطرية لا يمكنها حمايتك من المرض بمفردها، ولا تتأثر باللقاحات. ولهذا تحتاج للمناعة التكيفية، التي كما يدل اسمها، تتكيف مع التحديات التي تفرضها مسببات الأمراض.
وتعتمد فعالية اللقاحات على حث الجسم على إنتاج خلايا مناعية، التي ينتج بعضها أجساما مضادة. وتقول والترز: "هذا يستغرق وقتا".
ولهذا بينما يترقب العالم توزيع اللقاحات الجديدة للقضاء على الوباء، يبدو أن معظم الناس عليهم الانتظار لفترة أطول من المتوقع حتى تعود الحياة إلى طبيعتها.
فيديو قد يعجبك: