لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إجراءات عزل ترامب: ما تأثير الخطوة على مستقبل الرئيس الأمريكي؟

12:33 ص الجمعة 15 يناير 2021

اقتحام حشود غاضبة مبنى الكونجرس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن- (بي بي سي):

بعد أسبوع من اقتحام حشود غاضبة مبنى الكونجرس، اجتمع أعضاء مجلس النواب لبحث توجيه اتهام للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بغية عزله.

وتُعدّ هذه المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يواجه فيها رئيس إجراءات مساءلة في الكونجرس مرتين في فترة رئاسية واحدة.

وبالنسبة لرئيس يحرص على التفاخر بـ"نجاح تاريخي" في فترة توليه المنصب، فتلك نهاية مُذِلّة.

ويواجه ترامب اتهامًا بالتحريض على الشغب الذي تسبب في اقتحام مبنى الكونجرس بحديث وجَّهه لآلافٍ من مؤيديه كانوا في مسيرة احتجاجية على مقربة من البيت الأبيض صباح الأربعاء.

ومن المقرر أن يواجه ترامب محاكمة برلمانية في مجلس الشيوخ.

وتبقى نتيجة المحاكمة محلّ شك عميق. ولن تبدأ إجراءاتها إلا بعد تنصيب بايدن، وعندئذ يمكن تقييم التبعات السياسية للقرار الذي يتخذه الكونجرس.

قبل نحو عام، وجه مجلس النواب اتهامات لترامب للمرة الأولى بهدف عزله، لكن لم يحظَ قرار الاتهام بدعم أيّ من النواب الجمهوريين.

أما هذه المرّة، فهناك نحو عشرة من الأعضاء الجمهوريين أعلنوا انقلابهم على الرئيس ترامب ودعْم قرار الاتهام - وأكثر من هذا العدد أدان كلمات ترامب وأفعاله يوم اقتحام الكونجرس.

وثمة حديث عن استعداد بعض الجمهوريين في مجلس الشيوخ للتصويت على إدانة الرئيس في الاتهامات الموجهة إليه.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الثلاثاء تقريرًا يفيد بأن زعيم الأغلبية ميتش ماكونيل "مسرور" بوقوف ترامب على حافة العزل، وتحدوه الآمال بأن تسمح العملية للحزب بقطع صلاته بالرئيس.

ونقلت الصحيفة عن ماكونيل القول إنه سيرجئ حديثه ريثما تنتهي المحاكمة - لكن صدور تقارير كهذه عن مكتب ماكونيل المعروف عنه ندرة التصريحات لا يأتي من فراغ؛ وإنما ينمّ عن صراعاتٍ داخل الحزب الجمهوري جذبت إليها حتى المتحفظين من أعضائه.

ويضع هذا الموقف الجمهوريين أمام الاختيار في الأيام المقبلة؛ بين الاستمرار في دعم سياسات الرئيس على هذا النحو الذي صنع ائتلافا جديدا من الناخبين وأثمر عن الفوز بالبيت الأبيض والكونجرس في 2016، لكنه خسرهما معا في 2020؛ وبين انتظار مستقبل يكتنفه الغموض.

لم تكد تنقضي ساعات من اقتحام مبنى الكونجرس، حتى شرع أعضاؤه الديمقراطيون في البحث عن أفضل السُبل لمعاقبة الرئيس على تحريض أنصاره على هجوم لم يهدد الديمقراطية الأمريكية فحسب من وجهة نظرهم، وإنما هدد أرواحهم كذلك.

وانتهى الأمر بأن جعل الديمقراطيين من ترامب أول رئيس أمريكي يخضع لإجراءات العزل مرتين في فترة رئاسية واحدة.

ولم يكن الديمقراطيون يوم الأربعاء يبررون اتهام دونالد ترامب وفقط؛ بل كانوا يدينون إرثه في الحياة السياسية بالكامل.

لقد هاجم النواب سلوك ترامب على مدى فترة رئاسته، كما تعقبوا الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس ممن دأبوا على ترديد عبارات ترامب.

ويبدو أن هناك بين الديمقراطيين في الكونجرس مَن يحاول وصْم الحزب الجمهوري كله بخطيئة ترامب الخاصة بالتحريض على اقتحام الكونجرس.

"ترامب سقط أرضا لكنه لم يخرج من الحلبة"

لو أن ترامب أقرّ بهزيمته في انتخابات نوفمبر، لاستبقى الجمهوريون سيطرتهم على مجلس الشيوخ بحفاظهم على قواعدهم في ولاية جورجيا، ولظلّ ترامب ذا نفوذ في الحزب الجمهوري، ولكان بإمكانه الترشُّح مرة أخرى للرئاسة عام 2024.

لكن المسار الذي اتخذه ترامب تركه الآن في وضْعٍ لا يُحسد عليه؛ بلا لسان على منصات التواصل الاجتماعي، حتى منصّته المفضلة، تويتر، بات محروما من التغريد عبرها.

وحتى إذا لم يُمنع من الترشح مجددًا للمنصب، فإن نفوذه داخل الحزب الجمهوري قد تعرّض لضربة في الصميم.

وإذا كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أن ترامب لا يزال يحظى بدعمٍ معتبَر في أوساط الحزب الجمهوري، فإن الأسابيع الأخيرة تعزز فُرَص خصومه المتحيّنين فرصةً لكي يسددوا إليه ضربة قاضية بينما لم يزل يترنح بالأساس.

ترامب الآن في وضع حرِج أكثر مما كان في أي وقت مضى.

وعلى مدى خمس سنوات، أضاع ترامب الرهان على منتقديه السياسيين، واستطاع في كل مرة النجاة من أشراكِ فضائح وقضايا مثيرة للجدل كانت كفيلة باصطياد معظم السياسيين والقضاء عليهم.

أما هذه المرة، وبعد طول انتظار، فالوضع مختلف.

تنتظر بايدن مهامٌ جِسام فور توليه منصبه؛ من تصدٍّ لفيروس كورونا الذي يحصد الأرواح في أمريكا يوميا؛ واهتمامٍ باقتصادٍ أخذت مؤشراته في التراجع مجددا.

وفي ظل هذه الظروف، ينهمك مجلس الشيوخ في قضية عزل ترامب!

وحذّر أعضاء جمهوريون يوم الأربعاء من أن المضيّ قدما في إجراءات عزل ترامب كفيل بتعميق حالة الانقسام بين الأمريكيين في وقت تحتاج فيه الأمة إلى الالتئام.

ويؤكد هؤلاء الأعضاء أن من شأن ذلك أن يصعّب مهمة بايدن في توحيد الأمة كما وعد.

وتعد المئة يوم الأولى لأي رئيس جديد هي فترة محورية؛ يكون فيها نفوذه السياسي في أعلى مستوياته. لكنْ في ظل هذا الصراع الاستثنائي، تتعرّض قوى بايدن للاستنزاف.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: