ما صحة أقوال ترامب حول تفشي الجريمة في "المدن الديمقراطية"؟
(بي بي سي):
يلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باللائمة على رؤساء البلديات الديمقراطيين في الاضطرابات التي انتشرت عبر المدن الأمريكية، في محاولة منه لجعل قضية فرض النظام والقانون جزءا مركزيا في حملة إعادة انتخابه.
وكرر ترامب القول مرارا إن أخطر 10 مدن في الولايات المتحدة تدار جميعها من قبل الديمقراطيين.
وسألنا المكتب الصحفي للبيت الأبيض عن البيانات التي تدعم زعم الرئيس ومصدرها، فأشاروا علينا بقراءة مقال يعتمد على تقصي الحقائق بشأن واقع الجريمة في المدن الأمريكية نشر في صحيفة واشنطن بوست.
ويستخدم ذلك المقال بيانات الجريمة الصادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في النصف الأول من عام 2019 - وتمثل أحدث مصدر للبيانات الرسمية عن المدن الأمريكية التي يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة.
ويدير الديمقراطيون جميع المدن العشر الأولى الأعلى في معدل الجرائم العنيفة الإجمالي، والتي تشمل الحواضر الكبرى من أمثال نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو.
أما المدينة التي يديرها الجمهوريون والتي تحتوي على أكبر عدد من جرائم العنف فهي جاكسونفيل في فلوريدا، والتي تحتل المرتبة 17 في قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي
بيد أننا إذا نظرنا إلى نسبة حالات الجرائم العنيفة لكل 10 آلاف شخص، فإن ادعاء ترامب لن يكون صحيحاً تماماً؛ فمدينة سبرينغفيلد في ولاية ميزوري يديرها عمدة مستقل. أما باقي المدن فإداراتها ديمقراطية.
ويجب الأخذ بالاعتبار أن معظم المدن الكبرى في أمريكا يديرها الديمقراطيون.
وبدءاً من شهر سبتمبر /أيلول 2020، سيدير أكبر 100 مدينة أمريكية 64 شخصاً من الحزب الديمقراطي، و28 شخصاً من الحزب الجمهوري وثلاثة مستقلين وأربعة محايدين (non-partisans)؛ (وهو مصطلح قانوني يطلق على من يعملون في العمل الخيري والخدمة المدنية و لا يحق لهم ممارسة العمل الحزبي).
وألقى ترامب باللوم على الديمقراطيين في وجود ارتفاع في معدلات جرائم العنف في المدن التي يسيطرون عليها، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي حذر من استخدام إحصائياته بطريقة تصنف المدن وتبسط أسباب الجريمة بطريقة مبالغة فيها.
وقال المكتب على موقعه: "لا تقدم هذه التصنيفات التقريبية نظرة ثاقبة عن المتغيرات العديدة التي تتحكم في تشكل الجريمة في بلدة أو مدينة أو مقاطعة أو ولاية أو منطقة قبلية أو منطقة معينة، وبالتالي تؤدي إلى تحليلات مبسطة و / أو غير كاملة تؤدي غالباً إلى تصورات مضللة تؤثر سلباً على المجتمعات المحلية وسكانها".
وقال ترامب أيضاً إن المدن التي يديرها الديمقراطيون "تتفشى فيها الجريمة"، بيد أن بعض أسرع الزيادات في معدلات القتل تقع في المدن التي يديرها الجمهوريون.
وتُظهر البيانات الواردة من أقسام الشرطة المحلية زيادات حادة في نسبة الجريمة في مدينتي شيكاغو ونيويورك اللتان يديرها الديمقراطيون، لكن شوهد هذا الاتجاه أيضاً في بعض الحواضر التي يديرها الجمهوريون.
وعلى سبيل المثال، فقد شهدت مدينة ليكسينغتون في ولاية كنتاكي، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 300 ألف شخص، زيادة بنسبة 84.6٪ في جرائم القتل مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
لم يتحدث ترامب عن مثل هذه الأماكن.
Here is the YTD % change in murder for cities with a Republican mayor (and available data).
— Jeff Asher (@Crimealytics) August 28, 2020
Murder is up 26% in these cities YTD which is identical to the change in all big cities. Changes in murder trends don't care about the city executive's party affiliation. pic.twitter.com/1bpzxjBBV8
ويقول خبير الجريمة الأمريكي جيف آشر: "ارتفع معدل القتل بنحو 25٪ على الصعيد الوطني العام، وهذا التغيير متماثل تقريباً في المدن التي يديرها الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء".
ويضيف: "أعتقد أن النقطة الأكثر وضوحاً هي أن المدن في جميع أنحاء البلاد ، بغض النظر عن الانتماء الحزبي لرئيس البلدية، تشهد زيادة مقلقة في جرائم القتل على الصعيد الوطني هذا العام".
وقد يبدو معدل الجرائم العنيفة متذبذبا بين سنة وأخرى، لكن الاتجاه العام لمعدل الجرائم العنيفة في الولايات المتحدة في انخفاض منذ التسعينيات.
فيديو قد يعجبك: