تفاصيل تعليق واشنطن 100 مليون دولار عن إثيوبيا بسبب "سد النهضة"
كتب- محمد صفوت:
أوضحت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، الأربعاء، أن قرار الولايات المتحدة بتعليق بعض المساعدات إلى إثيوبيا، بسبب موافقها في مفاوضات سد النهضة، وإصرارها على اتباع خطوات أحادية الجانب، جاءت بتوجيهات من الرئيس دونالد ترامب.
وعلقت واشنطن مساعدات إلى إثيوبيا، تقدر بنحو 100 مليون دولار، لعدم إحراز تقدم في المحادثات الثلاثية بين أديس أبابا والخرطوم والقاهرة، بشأن سد النهضة.
ويُعد توجيه ترامب، بتخفيض المساعدات لدولة أفريقية، مثالاً غير عادي على التدخل المباشر لترامب في قضية أفريقية، خاصة أنه لم يزر القارة السمراء ونادرًا ما يذكرها علنًا، ويخشى المراقبون الأمريكيون، بحسب "أسوشيتد برس"، أن يتطور الخلاف بين مصر وإثيوبيا إلى صراع عسكري.
وأوضحت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية، للوكالة الإخبارية، أن قرار تعليق المساعدات يعكس القلق الأمريكي، بشأن قرار إثيوبيا الأحادي بملء السد قبل التوصل إلى اتفاق ثلاثي ملزم ويضمن جميع تدابير سلامة السد الضرورية.
وأكدت المتحدثة، أن القرار اتخذه وزير الخارجية مايك بومبيو، بناء على توجيهات من ترامب، مشيرًا إلى أنه لا يعلم بعد حجم المساعدات التي يمكن أن تحجبها واشنطن مجددًا عن إثيوبيا.
وطلبت إثيوبيا، في وقت سابق توضيحًا أمريكية، بعد نشر تقارير إعلامية تفيد بموافقة بومبيو على خفض نحو 130 مليون دولار من المساعدات لأديس أبابا، بسبب أزمة سد النهضة.
وغرد السفير الإثيوبي لدى واشنطن، فيتسوم أريجا، وقتها عبر تويتر قائلاً: "مصممون على استكمال السد، وسنخرج إثيوبيا من الظلام".
وخلال تسع سنوات من المحادثات بين ثلاثي الأزمة، فشلوا خلالها في التوصل لاتفاق بشأن القضايا الرئيسية ومنها ملء السد أثناء فترات الجفاف، وكيفية حل النزاعات المستقبلية.
وطوال المفاوضات تعمدت إثيوبيا، تزييف الحقائق، وإطلاق تصريحات مُغلّفة بطابع الكذب والتخبط، ماضية قدمًا في تبني سياسات التسويف والمُماطلة و"فرض الأمر الواقع"، بهدف كسب الوقت؛ لإنجاز ملء خزان سد النهضة، نقطة الخلاف الأبرز مع دولتي المصب.
واستضافت واشنطن، مطلع العام الجاي، مباحثات سد النهضة في محاولة للتوسط لحل الأزمة، وانسحبت إثيوبيا قبل التوقيع على اتفاق، واتهمت واشنطن بأنها تقف إلى جانب مصر.
وتقول المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "لقد أعربت واشنطن مرارًا وتكرارًا عن قلقها من البدء في ملء السد قبل تنفيذ جميع الإجراءات اللازمة لسلامته، التي قد تخلق مخاطر جسيمة على سكان دول المصب".
وشددت على أن ملء إثيوبيا لسد النهضة أثناء المفاوضات يقوض ثقة الأطراف الأخرى في المحادثات.
وأعربت عن قلق واشنطن لعدم إحراز أي تقدم يذكر في المحادثات الثلاثية، مؤكدًا أن بلاده تواصل العمل مع ثلاثي الأزمة لحلها.
وأكدت أن قرار التعليق لم يمس المساعدات الخاصة بمكافحة فيروس كورونا، وفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" والمساعدات الإنسانية الخاصة للمتضررين من النزاع والجفاف والنزوح والتحديات الإنسانية الأخرى.
من جانبه، حذر السفير الأمريكي السابق لدى إثيوبيا ديفيد شين، من قطع المساعدات الأمريكية عن إثيوبيا، وكتب أن "لعب الكرة السياسية مع إثيوبيا لن يفشل فقط في الحصول على النتيجة المرجوة لواشنطن، ولكن من المحتمل أن يضمن أن الشتات الإثيوبي في الولايات المتحدة يحتشد ضد ترامب" موضحًا أن المجتمعات الإثيوبية الأمريكية كبيرة في ولايات رئيسية مثل جورجيا وتكساس وفيرجينيا، ويمكن أن تؤثر على نتيجة انتخابات نوفمبر المقبل.
إقرأ أيضًا:
فورين بوليسي: إدارة ترامب تفكر في وقف مساعدات لإثيوبيا حال تعثرت مفاوضات سد النهضة
فيديو قد يعجبك: