الصين تتعهد بتعزيز التعاون في الأمن الإقليمي مع جميع الدول
بكين - أ ش أ
قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" إن بلاده ونظراءها الإقليميين سيواصلون تعزيز التعاون للحفاظ على الأمن الإقليمي ومكافحة التهديدات والتحديات المتجددة التي تواجه المنطقة.
وأضاف وانغ - في تصريحات لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بعد مشاركته في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة شنجهاي للتعاون في (موسكو) بثتها اليوم الخميس - أنه رغم أن العلاقات سليمة بشكل عام بين الصين وجيرانها، لكن الجماعات الإرهابية بالعالم والقوى الثلاث المتمثلة بالإرهاب والانفصالية والتطرف، تميل إلى الظهور مرة أخرى في المنطقة.
وتابع وانغ أن هناك بعض القوى الخارجية تميل للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الآسيوية تحت حجج مختلفة، وحاولت حتى إثارة جولة جديدة من "الثورات الملونة"، وأنه من أجل الحفاظ على هيمنة القطب الواحد، فقد اختلقت أنواعا مختلفة من الأكاذيب لتشويه الاقتصادات الناشئة بما فيها الصين وروسيا.
وأشار إلى أن مثل هذه التصرفات التي وصفها بـ "الوقحة" تتعارض مع المصالح المشتركة للدول الآسيوية، وسيرفضها المجتمع الدولي، وستترك "سجلا مخزيا في تاريخ البشرية".
ولفت وانغ إلى أن الدول الآسيوية مجتمع مترابط من المصالح المشتركة والأمن المشترك، وأن بلاده مستعدة لبذل جهود أكبر لحماية السلام والأمن العالميين، وكذلك بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، منوها إلى أن الصين مستعدة كذلك للتعاون مع جميع الدول للمضي قدما في المبادرة العالمية بشأن أمن البيانات التي اقترحتها الصين، والتي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها مواتية لصياغة قواعد مقبولة عالميا لضمان أمن البيانات العالمية، وبناء فضاء بيانات عالمي يتميز بالسلام والأمن والانفتاح والتعاون والنظام.
وحول محادثات السلام الأفغانية، قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني إن بلاده تأمل بإخلاص أن يقدم جميع الأطراف في هذه المحادثات مصالح شعبهم وبلدهم أولا، مع ضرورة التمسك بالتسوية السياسية كاتجاه أساسي والنهج الذي يقوده الأفغان كمبدأ رئيسي والشمول الواسع كهدف إطاري.
وأعرب عن أمله أن يكافح هيكل الحكومة الأفغاني الجديد الإرهاب بحزم، ويتبع سياسة خارجية سلمية وودية، وأن تدفع أفغانستان بجدية إلى مسار السلام والاستقرار والتنمية.
وشدد وانغ على أن الصين ستظل داعما ووسيطا وميسرا لعملية السلام والمصالحة في أفغانستان، وأن الصين تدعو المجتمع الدولي ودول المنطقة إلى دعم العدالة، والعمل معا لدعم إعادة الإعمار السلمي لأفغانستان، والانسحاب المنظم للقوات العسكرية الأجنبية بطريقة مسؤولة، لضمان انتقال سلس للوضع في أفغانستان.
وحول مبادرة الحزام والطريق، قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني إن الصين ستواصل تعزيز التبادلات والتعاون مع الدول الأخرى وتحسين مواءمة مبادرة الحزام والطريق مع استراتيجيات التنمية للبلدان المختلفة في حقبة ما بعد وباء (كوفيد-19).
وأكد على أنه في الوقت الذي أصبحت فيه الوقاية من كوفيد-19 والسيطرة عليه ممارسة معتادة، تولي الصين أهمية كبيرة لاستئناف التبادلات الخارجية بشكل آمن ومنظم.
وأضاف وانغ أن الصين ستواصل دفع التبادلات الخارجية الثنائية ومتعددة الأطراف والتعاون في حقبة ما بعد الوباء سواء من خلال الدبلوماسية التقليدية وجها لوجه أو الدبلوماسية الإلكترونية، بما في ذلك المحادثات الهاتفية والرسائل والاجتماعات والقمم الافتراضية.
وتابع بالقول إن الصين ستوسع انفتاحها على العالم بطريقة شاملة، وأن الصين مستعدة لتوسيع استيراد المنتجات الزراعية عالية الجودة من الدول المعنية (الواقعة على طول الحزام والطريق)، كما أن الصين تدعم تنمية الاقتصاد الرقمي في جميع الدول المعنية ومستعدة لتعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف بشأن الجيل الخامس والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات.
وبالنسبة للعلاقات الصينية الروسية، قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني إن الجانبين سيعززان التعاون في دعم التعاون الدولي لمكافحة الوباء، ويضعان نموذجا للتعايش السلمي بين الدول الكبيرة، ويدفعان الابتكارات التكنولوجية المتطورة، ويحميان العدالة والإنصاف الدوليين.
وأشار إلى أنه توصل مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بعد محادثات مباشرة، إلى سلسلة من التوافقات المهمة حول تعزيز العلاقات الثنائية والتعامل مع التحديات الدولية والإقليمية.
ولفت وانغ إلى أنه في مسعى للحفاظ على التنمية السليمة للعلاقات الصينية - الروسية وتوطيدها، اتفق الوزيران على تعزيز التعاون في أربعة مجالات، وهي: دعم التعاون الدولي لمكافحة الوباء، وأن تضع الصين وروسيا نموذجا للتعايش السلمي بين الدول الكبيرة، والعمل على تعزيز الابتكارات العلمية والتكنولوجية المتطورة، وحماية العدالة والإنصاف الدوليين.
وشدد على أن صداقة البلدين يصعب اختراقها، وأن تعاونهما الاستراتيجي لن يتغير بسبب تأثير بيئة خارجية، وأن الصين وروسيا، ستعملان بلا هوادة، على تطوير العلاقات الموجهة للمستقبل، والعمل مع المجتمع الدولي لبناء نوع جديد من العلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والمساواة والعدالة والتعاون المزدوج المنفعة وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، من أجل تقديم مساهمات أكبر لقضية السلام والتنمية البشرية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: