كيف تفيد اتفاقيات السلام إسرائيل والإمارات والبحرين؟
كتبت- هدى الشيمي:
انضم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وزراء خارجية الإمارات العربية المُتحدة والبحرين لتوقيع اتفاقيات سلام تاريخية في البيت الأبيض بين تل أبيب والدولتين الخليجيتين.
قال ترامب إن اتفاقية ابراهام "ستغير مسار التاريخ"، وتمثل "فجر عهد جديد في الشرق الأوسط"، مؤكدًا أن "الاتفاقيات ستعمل على نشر سلام شامل في المنطقة وهو ما لم يتوقعه أحد، لاسيما في هذا الوقت وخلال هذا العصر". فيما اعتبر نتنياهو توقيع اتفاقيات السلام "تحول تاريخي، وفجر جديد للسلام".
قالت شبكة (سي إن إن) الأمريكية إن المرة الأخيرة التي شهدت فيها واشنطن لحظة تاريخية كتلك كانت في 1994، عندما شارك الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في مراسم توقيع الإعلان بين رئيس الوزراء السابق اسحاق رابين والملك حُسين ملك الأردن والذي مهد لمعاهدة السلام بعد شهر من توقيعه.
يأتي توقيع أبوظبي والمنامة لاتفاقيات السلام مع تل أبيب في وقت حاسم بالنسبة لترامب، حسبما ذكرت سي إن إن، فقبل أقل من شهرين على إجراء انتخابات يسعى الرئيس الأمريكي إلى الفوز فيها بولاية رئاسية ثانية تعد اتفاقيات السلام مع إسرائيل انجاز كبير في السياسة الخارجية يُحسب لإدارة ترامب.
كيف تفيد اتفاقيات السلام إسرائيل، الإمارات والبحرين؟
أوضحت الإمارات أن إحدى الفوائد التي تعود عليها من اتفاقية التطبيع مع إسرائيل هي إمكانية الحصول على طائرات إف-35 من الولايات المتحدة، وبالتالي يتفوق الجيش الإماراتي في هذه الميزة على أي جيش آخر بالمنطقة باستثناء إسرائيل.
كذلك أكدت أبوظبي أن أحد شروط التطبيع مع إسرائيل هو تعليق خطة ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية، بالرغم من أنه من غير الواضح إلى متى يستمر التعليق. وشددت أبوظبي على أهمية حل الدولتين وقالت إنه الطريقة الوحيدة الممكنة لإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
إلا أن الأهداف التي تنوي البحرين تحقيقها من وراء اتفاقية التطبيع ليست واضحة حسب سي إن إن، مع ذلك قالت الشبكة الأمريكية إن الاتفاقيات ستعطي لكل من الإمارات والبحرين فرصة للاستفادة من التطور التكنولوجي الإسرائيلي، بما في ذلك التكنولوجيا العسكرية، فضلاً عن التعاون في مجالات مختلفة كما الاقتصاد، والصحة، والسياحة وأكثر من ذلك.
ومن الناحية السياسية، لفتت سي إن إن إلى أن الاتفاقيات صفقة رابحة للبحرين والإمارات سواء فاز ترامب بالانتخابات أو وصل جو بايدن إلى المكتب البيضاوي.
أما بالنسبة لإسرائيل، فإن نتنياهو بات بإمكانه الآن التفاخر بالإنجاز الكبير الذي حققه أمس، والذي لم يستطع أحد من أسلافه تحقيقه سوى شخصين فقط هما مناحم بيجن الذي وقع معاهدة سلام مع مصر في 1979، واسحاق رابين الذي وقع اتفاقية سلام مع الأردن في 1994، وما يزيده فخرًا- وفق سي إن إن- هو أنه تمكن من توقيع اتفاقيات تطبيع مع دولتين خليجيتين في يوم واحد.
ستصرف اتفاقيات التطبيع الأنظار عن المشاكل الداخلية التي يعاني منها نتنياهو، بما في ذلك الوضع الاقتصادي المتردي، وارتفاع معدلات البطالة التي وصلت إلى 18 %، وأزمة فيروس كورونا المستجد التي أجبرت إسرائيل على إغلاق عام ثاني، ومحاكمته بتهم فساد.
لماذا وقعت اتفاقيات السلام الآن؟
قالت (سي إن إن) إن توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل أمرًا لا مفر منه، إذا لم يحدث الآن لكان حدث بعد بضعة أعوام، إلا أن نتنياهو وترامب عملا على تحقيقه الآن.
نظرًا إلى الأوضاع الداخلية غير المستقرة بالنسبة لترامب ونتنياهو فإن توقيع اتفاقيات السلام مع دولتين خليجيتين مثل الإمارات والبحرين سيصب في مصالحتهما، لاسيما وأن الرئيس الأمريكي في أمس الحاجة إلى حدث كبير كهذا من أجل تعزيز موقفه قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر المُقبل.
بذلت إدارة ترامب جهودًا من أجل الوصول إلى هذه اللحظة، زار مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط وصهره جاريد كوشنر ووزير الخارجية مايك بومبيو المنطقة خلال الأسابيع الماضية للتحضير إلى توقيع الاتفاقيات، ولم تنتهِ هذه الجهود فمن المتوقع- حسب الشبكة الأمريكية- أن تقوم عمان بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ما هو دور ترامب ولماذا وقعت اتفاقيات السلام في البيت الأبيض؟
عجزت إدارة ترامب عن إحراز تقدم في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي فوجه الرئيس الأمريكي ومستشاريه اهتمامهم إلى بقية المنطقة، حسب سي إن إن. قالت الشبكة الأمريكية إن أكبر معركة إقليمية تشهدها الشرق الأوسط الآن تحدث بين إيران ودول الخليج، وهو الصراع الذي وجد فيه ترامب فرصة لتقريب إسرائيل من الدول العربية.
على مدار عقود، كانت واشنطن الوسيط الرئيسي للسلام في الشرق الأوسط، ولعبت دورًا حاسمًا في المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية، وقف الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر بين مناحم بيجن وأنور السادات خلال توقيع معاهدة السلام، وكان بيل كلينتون شاهدًا على اعتراف الأردن بإسرائيل وتوقيع معاهدة السلام بين عمان وتل أبيب، والآن يقوم ترامب الدور نفسه ويشارك في توقيع اتفاقيات السلام بحضور نتنياهو ووزراء خارجية البحرين والإمارات.
لماذا يشعر الفلسطينيون بالخيانة؟
قالت (سي إن إن) إن الفلسطينيين يشعرون بالخيانة ويتهمون الإمارات والبحرين بخيانة القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية. في عام 2002 دعت مبادرة السلام التي قادتها المملكة العربية السعودية إلى إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي قبل تطبيع العلاقات مع تل أبيب، غير أن أبوظبي والمنامة وقعتا اتفاقيات السلام مع إسرائيل دون تحقيق أي تقدم ملموس في الصراع.
علاوة على ذلك، فإن المسؤولين الفلسطينيين أضافوا رعاية البيت الأبيض لاتفاقيات السلام إلى قائمة المظالم التي طالتهم خلال فترة حكم ترامب.
قطعت السلطة الفلسطينية الاتصال بالبيت الأبيض بعد نقل إدارة ترامب السفارة الأمريكية إلى القدس واتخاذ خطوات وصفتها رام الله بالمنحازة لإسرائيل.
حسب سي إن إن، فإن قائمة الخيارات المتاحة أمام الفلسطينيين الآن تتقلص، وقالت الشبكة الأمريكية إن الفلسطينيين يحظون بدعم إيران وتركيا وقلة قليلة من الدول الأخرى، بينما يحدث تقارب بين شركائهم العرب وإسرائيل.
فيديو قد يعجبك: