ابن مزارعي الفراولة.. من هو "العم رايوا" رئيس الوزراء الياباني الـ99؟
كتبت- رنا أسامة:
انتُخب يوشيهيدي سوغا في منصب رئيس الوزراء الـ99 في تاريخ اليابان، ليصبح بذلك أول زعيم جديد للبلاد منذ نحو 8 أعوام، وصادق الإمبراطور الياباني ناروهيتو، الأربعاء، على تشكيلة حكومته الجديدة التي تواجه جملة من التحديات لعل أبرزها إنعاش الاقتصاد المُتداعي من أزمة "كوفيد-19".
وكان سوغا كبير أمناء مجلس الوزراء في حكومة رئيس الوزراء المُستقيل شينزو آبي، وصوّت لصالح انتخابه مجلس النواب حيث يملك أغلبيته الحزب الديمقراطي الحر الحاكم الذي يتزعمه.
ووفق ميثاق الحزب، سيؤدي سوغا صلاحياته في هذا المنصب حتى أواخر سبتمبر عام 2021، أي إلى حين انتهاء صلاحيات آبي، الذي استقال لدواعٍ صحية في 28 أغسطس الفائت، بعد 8 أعوام في منصبه.
من هو سوغا؟
وُلِد سوغا عام 1948 لعائلة من مزارعي الفراولة، ويضعه صعوده المطرد في مكانة متفردة عن النخبة التي سيطرت على الحياة السياسية اليابانية لفترات طويلة، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
بدأت رحلته السياسية باشتغاله في حملة انتخابية برلمانية فور تخرجه من جامعة هوسي في العاصمة اليابانية طوكيو. ثم عمل بعدها سكرتيرًا لنائب في الحزب الليبرالي الديمقراطي قبل أن ينطلق في مسيرته السياسية الخاصة.
انتُخب عام 1987 عضوا في مجلس مدينة يوكوهاما، وفي عام 1996 انتخب للمرة الأولى عضوًا في المجلس التشريعي (الدايت). وفي عام 2005، عينه رئيس الوزراء آنذاك جونيتشيرو كويزومي، نائبًا أول لوزير الشؤون الداخلية والاتصالات. وفي العام التالي، رقّاه رئيس الوزراء المؤقت حينها شينزو آبي، إلى منصب وزير مُكلّف بثلاث حقائب وزارية حتى عام 2007.
دامت علاقته بسلفه المُستقيل بعد عودة آبي لتولي رئاسة الوزراء عام 2012، حيث عيّنه وزيرًا لشؤون مجلس الوزراء. وعلى مدى السنوت الثماني التالية، ظل سوغا "الساعد الأيمن" لآبي في دائرة الضوء، مقدمًا الإحاطات الصحفية مرتين يوميا، ومحتفظًا بسمعة جيدة في إدارة البيروقراطية اليابانية المعقدة، بحسب "بي بي سي".
وبصفته وجه الحكومة أمام الجمهور، تولى سوغا مهمة الكشف عن اسم العهد الإمبراطوري الجديد العام الماضي، بعد تأكيد أنباء تخلي الإمبراطور أكيهيتو عن العرش.
وأعلن سوغا أن العهد الجديد في ظل ولاية الإمبراطور ناروهيتو سيحمل اسم "رايوا" والذي يعني "التناغم الجميل"، ما جعله شخصيًا يُلقب باسم "العم رايوا".
ومع إعلان ترشحه رسميًا في 2 سبتمبر، أكّدت الفصائل الرئيسية في الحزب الحاكم بالفعل دعمها للرجل الذي تولى منصب وزير شؤون مجلس الوزراء لأعوام، ليكون أول زعيم غير مُنتمي لأي فصيل حزبي أو عائلة سياسية.
على خطى آبي الذي تولى رئاسة الوزراء لأطول فترة في تاريخ اليابان، يُعتقد أن يوشيهيدي سوغا يمثل الاستمرارية والاستقرار.
ما خططه؟
وما أن أعلن عزمه الترشح لزعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي، قال سوغا إنه سيواصل السياسة الاقتصادية المميزة لآبي، والتي تقوم على التسهيلات النقدية والتحفيز المالي والإصلاحات الهيكلية.
كما يسعى إلى مراجعة دستور اليابان الذي صيغ بعد الحرب العالمية الثانية، بما يضفي الشرعية على قوات الدفاع الذاتي، وهي إحدى المرتكزات الأساسية لأجندة آبي.
غير أن أولويته في الوقت الحالي تنصب على التعامل مع تفشي وباء "كوفيد-19" وما خلفه من انكماش اقتصادي. بحسب شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، انكمش اقتصاد اليابان بنحو 8 بالمائة في الربع الثاني من العام الحالي.
ويخطط سوغا لتوسيع نطاق اختبارات الكشف عن الإصابة بالفيروس، وتأمين إمدادات كافية من اللقاحات خلال النصف الأول من عام 2021. كما يسعى لإعادة إحياء الاقتصادات الإقليمية من خلال رفع الحد الأدني للأجور وتعزيز الإصلاحات الزراعية وتشجيع السياحة، وفق "بي بي سي".
وعلى صعيد السياسة الخارجية، يعطي سوغا الأولوية للتحالف الأمريكي الياباني طويل الأمد، آملًا في الوصول إلى "منطقة حرة ومفتوحة في المحيطين الهندي والهادئ"، كما يسعى إلى الحفاظ على علاقات مستقرة مع الصين.
يطمح سوغا كذلك إلى مواصلة الجهود من أجل حل أزمة اليابانيين المختطفين من جانب كوريا الشمالية خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وعقد لقاء مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون دون شروط مسبقة.
فيديو قد يعجبك: