لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تصاعد التوتر اليوناني التركي حول ترسيم الحدود في بحر إيجه

04:06 م السبت 15 أغسطس 2020

سفينة المسح الزلزالي التركية عروج ريس في اسطنبول

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أثينا-أنقرة- (أ ف ب):

تصاعد التوتر اليوناني التركي خلال الأسبوع الجاري، ليعيد من جديد قضية ترسيم الحدود البحرية في بحر إيجه الذي يتنازع البلدان استغلاله في خلاف مستمر منذ عقود يهدد الاستقرار الإقليمي، كما يرى خبراء.

وتدهور الوضع الاثنين بين البلدين الجارين عقب نشر أنقرة سفينة المسح الزلزالي "عروج ريس" ترافقها سفينتان عسكريتان قبالة شواطئ جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، في جنوب شرق بحر غيجه، وهي منطقة متنازع عليها وثرية باحتياطات الغاز.

وردا على ذلك، أرسلت أثينا أسطولها إلى المنطقة، ودعت أنقرة "للانسحاب من الجرف القاري اليوناني"، واصفة أنشطتها بـ"الاستفزاز". وعززت فرنسا، الخميس، وجودها العسكري في شرق البحر المتوسط، دعما لليونان.

وتعد قضية ترسيم حدود الجرف القاري الخلاف الرئيسي بين البلدين العضوين في الحلف الأطلسي.

وقال مدير المعهد اليوناني للعلاقات الدولية قنسطنطينوس فيليس لوكالة فرانس برس إن "هذا موضوع قديم يجب التفاوض عليه بين البلدين أو حله من قبل المحكمة الدولية في لاهاي".

يعتبر بحر إيجه، حيث مئات الجزر اليونانية وأغلبها بالقرب من السواحل الغربية التركية، بحرًا "مغلقًا"، وفقًا للعديد من الخبراء.

ويجب، بالتالي، تحديد حدود الجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة بموجب اتفاقية بين الدول المجاورة، في هذه الحال اليونان وتركيا، أو حسمها عبر المحكمة الدولية في لاهاي، وفقًا لقانون البحار.

"مواقف متطرفة"

بدأت المحادثات الثنائية الأولية لمحاولة حل المشاكل في بحر إيجه في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بعد أربع سنوات من تهديد بنشوب حرب بين البلدين بالقرب من جزيرة إيميا غير المأهولة (كارداك باللغة التركية) في شرق إيجه.

لكن المحادثات توقفت عدة مرات على خلفية التوترات المتكررة بين الجارتين في بحر إيجه والسياسات المختلفة التي اتبعتها حكومتا البلدين.

في السنوات الأخيرة، أضرت قضية الهجرة بالعلاقات اليونانية التركية، حيث غالبا ما كانت تركيا تستخدم اليونان، وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، كأداة ضغط في سعيها للحصول على الدعم في سوريا أو على المساعدات المالية الأوروبية لأكثر من 3,5 ملايين لاجئ تستضيفهم على أراضيها.

واعتبرت ماريلينا كوبا، الأستاذة في الشؤون الأوروبية والإقليمية في جامعة بانتيون في أثينا "أن عدم وجود اتفاق بشأن الجرف القاري أو المنطقة الاقتصادية الخالصة في بحر إيجه يجعل الطريق مفتوحا أمام تركيا للعمل كشرطي في البحر المتوسط، مما يؤدي إلى مواقف حرجة كتلك التي حدثت هذا الأسبوع".

واوضحت أن الغموض الذي يخيم على ترسيم حدود المياه غالبًا ما يؤدي بالبلدين إلى تبني "مواقف متطرفة لأسباب سياسية داخلية، الأمر الذي لا يساعد في حل المشكلة".

حضّ رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الأربعاء تركيا على "التعقّل" حتى "يمكن إعادة اطلاق الحوار بحسن نية".

الحاجة إلى توافق

ويلتقي وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس الجمعة في فيينا مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، في إطار حملة دبلوماسية لأثينا لحشد المجتمع الدولي بشأن الخلافات اليونانية التركية في شرق البحر المتوسط قبل المشاركة في اجتماع استثنائي عبر الفيديو لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.

تدهورت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة، وتتصرف أنقرة كقوة إقليمية في شرق البحر المتوسط.

ووصفت بروكسل عمليات التنقيب التركية قبالة جزيرة قبرص الواقعة على البحر المتوسط بأنها "غير شرعية".

وفي نوفمبر، استغلت تركيا الأزمة السياسية في ليبيا لتوقيع اتفاقية مثيرة للجدل مع طرابلس بشأن ترسيم حدود مياههما الأقليمية، مما أثار احتجاجات الدول المجاورة في البحر المتوسط، قبرص واليونان ومصر وإسرائيل.

وفي منتصف يوليو، هددت تركيا مرة أخرى ببدء عمليات التنقيب عن المحروقات قبالة كاستيلوريزو قبل تعليقها لتجنب تفاقم التوتر بينها وبين اليونان.

لكن الاتفاق الموقع في 6 أغسطس بين أثينا والقاهرة بشأن ترسيم حدود مياههما أثار حفيظة أنقرة التي أعلنت إثر ذلك إرسال سفينة في أعقاب إرسال "عروج ريس" إلى بحر إيجه.

وأعتبرت كوبا أن "الوضع الحالي صعب للغاية، يجب تهدئة الاجواء والبدء بالمفاوضات" من أجل محاولة إيجاد "توافق".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: