لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مستقبل خال من التهاب الكبد".. شعار اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي 2020

08:25 ص السبت 25 يوليو 2020

منظمة الصحة العالمية

القاهرة- (أ ش أ):
تحيي منظمة الصحة العالمية، يوم 28 يوليو من كل عام اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي حيث يجمع العالم معا تحت موضوع واحد لزيادة الوعي بالعبء العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي والتأثير على التغيير الحقيقي.

وفي عام 2020 سيكون شعار الاحتفال هو "مستقبل خال من التهاب الكبد"، حيث يركز الاحتفال هذا العام علي الوقاية من التهاب الكبد ب (B) بين الأمهات والمواليد الجدد. ويمكن منع فيروس التهاب الكبد B بين الأطفال حديثي الولادة من خلال استخدام لقاحات آمنة وفعالة.

والتهاب الكبد، مرض تسببه عدوى فيروسية في غالب الأحيان. وهناك خمسة فيروسات رئيسية تسبب ذلك الالتهاب ويشار إليها بالأنماط :( أ) ، و(ب)، و(ج)، و(د)، و(هـ)# A /B /C /D /E # . وتثير تلك الأنماط قلقا كبيرا نظرا لعبء المرض وحالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس، وكذا قدرة الفيروسات المختلفة على إحداث فاشيات وأوبئة. ومن الملاحظ، بوجه خاص، أن النمطين ب وج B) و (C يؤديان إلى إصابة مئات الملايين من الناس بمرض مزمن ويشكلان معا أكثر أسباب تشمع الكبد وسرطان الكبد. ويحدث التهاب الكبد أ و هـ A) و( E في غالب الأحيان، نتيجة تناول أغذية أو مياه ملوثة. أما التهابات الكبد ب و ج و د B) و C و (D فتحدث عادة نتيجة اتصال مع سوائل الجسم الملوثة عن طريق الحقن، ومن الطرق الشائعة لانتقال تلك الفيروسات تلقي دم ملوث أو منتجات دموية ملوثة، والإجراءات الطبية الجائرة التي تستخدم معدات ملوثة.

ووسط استمرار جائحة كوفيد 19، يستمر التهاب الكبد الفيروسي في إزهاق أرواح الآلاف كل يوم. ففي جميع أنحاء العالم، يوجد 290 مليون شخص يعيشون مع التهاب الكبد الفيروسي غير مدركين، أي أن من كل 10 أشخاص مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي 9 منهم لا يعرفون أنهم مصابون بهذا الفيروس. وبدون العثور على غير المشخصين وربطهم بالرعاية، سيستمر الملايين في المعاناة، وتزهق الأرواح.

وفي اليوم العالمي لالتهاب الكبد، ندعو الناس من جميع أنحاء العالم إلى اتخاذ إجراءات ورفع مستوى الوعي للعثور على "الملايين المفقودين"، وهي فرصة عظيمة لنا لرفع مستوى الوعي بأهمية معرفة حالة التهاب الكبد ونشر الخبر عن العلاج.

ويرجع الاحتفال بيوم التهاب الكبد في 28 يوليو بعد اعتماد قرار خلال جمعية الصحة العالمية الثالثة والستين في مايو 2010.

وقد حظى اليوم العالمي لالتهاب الكبد بتأييد عالمي باعتباره التركيز الأساسي لجهود التوعية الوطنية والدولية، وينص القرار على أن 28 يوليو سيخصص اليوم العالمي لالتهاب الكبد من أجل إتاحة فرصة للتوعية وزيادة فهم التهاب الكبد الفيروسي كمشكلة عالمية للصحة العامة، وتحفيز تعزيز التدابير الوقائية والسيطرة على هذا المرض في الدول الأعضاء. وكان قد وقع الاختيار على تاريخ 28 يوليو للاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي، وذلك إحياء لذكرى ميلاد العالم "باروك صمويل بلومبرج"، الذي حاز جائزة نوبل في الطب عام 1976، وهو مكتشف فيروس التهاب الكبد (ب)، ومستحدث أول لقاح ضده.

ودعت منظمة الصحة العالمية البلدان إلى الاستفادة من الانخفاض الذي طرأ مؤخرا على تكاليف تشخيص وعلاج التهاب الكبد الفيروسي وتعزيز الاستثمار على نطاق أوسع في القضاء على المرض. وفق دراسة جديدة أجرتها المنظمة ونشرت في مجلة الصحة العالمية، فإنه من شأن استثمار 6 مليارات دولار أمريكي سنويا في القضاء على التهاب الكبد في 67 من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط أن يحول دون وقوع 4.5 مليون وفاة مبكرة بحلول عام 2030، وأكثر من 26 مليون وفاة بعد ذلك التاريخ المستهدف.

ويلزم توفير ما مجموعه 58.7 مليار دولار أمريكي للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي بوصفه من التهديدات الصحية العمومية في هذه البلدان السبعة والستين بحلول عام 2030.

وهو ما يعني تقليص حالات العدوى الجديدة بالتهاب الكبد بنسبة 90% وخفض الوفيات بنسبة 65%. وكما ذكر الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، فإن 80 % من الأشخاص المتعايشين مع التهاب الكبد ما زالوا يفتقرون إلى خدمات الوقاية والفحص والعلاج لهذا المرض.

ويعتبر التهاب الكبد ب (B) هو عدوى فيروسية تصيب الكبد ويمكن أن تتسبب في أمراض حادة ومزمنة على حد سواء. وأكثر طرق انتقال الفيروس شيوعا تكون من الأم إلى الطفل أثناء الولادة والوضع، فضلا عن انتقاله من خلال ملامسة دم الشخص المصاب أو سوائل جسمه الأخرى.

وأشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية في عام 2015 إلى أن 257 مليون شخص كانوا متعايشين مع عدوى التهاب الكبد B المزمن (يعرف على أنه ثبوت وجود المستضدات السطحية لالتهاب الكبد ب. وأسفر التهاب الكبد B في عام 2015 عما يقدَر بنحو 887 ألف حالة وفاة، نجم معظمها عن تليف الكبد وسرطنة الخلايا الكبدية أي سرطان الكبد الأولى.

وفي عام 2017 أُصيب 1.1 مليون شخص بحالات عدوى جديدة. في حين أشارت التقديرات في عام 2016 إلى أن 27 مليون شخص أي 10.5 % من مجموع الأشخاص المقَدر أنهم يتعايشون مع التهاب الكبد ب كانوا على علم إصابتهم بالعدوى، في حين كان 4.5 مليون شخص أي 16.7% من الأشخاص الذين شخصت حالتهم ويتلقون العلاج لم يعلموا بإصابتهم.

والتهاب الكبد ب هو عدوى كبدية يمكن أن تهدد حياة المصاب بها، وهي ناجمة عن فيروس هذا الالتهاب. ويشكل هذا الالتهاب مشكلة صحية عالمية بارزة. ويمكن أن يسبب عدوى مزمنة وأن يعرض الناس لخطر الوفاة بشدة بسبب تليف الكبد وسرطان الكبد. إن بالمستطاع الوقاية من التهاب الكبد ب بتلقي لقاح مأمون وفعال متاح حاليا، ويتوافر لقاح مأمون مضاد لالتهاب الكبد B، وهذا اللقاح ناجع بنسبة 98-100% في الوقاية من العدوى بهذا الالتهاب. وتحول الوقاية من عدوى التهاب الكبد B دون الإصابة بمضاعفات المرض ومن بينها الإصابة بأمراض مزمنة وسرطان الكبد.

وتصل معدلات انتشار التهاب الكبد ب إلى أعلى مستوياتها في إقليم غرب المحيط الهادئ التابع للمنظمة وإقليم أفريقيا التابع للمنظمة، حيث تبلغ نسبة فئات السكان البالغين المصابين بالمرض 6.2% و6.1% على التوالي. وفي إقليم شرق المتوسط التابع للمنظمة بإقليم جنوب شرق آسيا التابع للمنظمة وإقليم أوروبا التابع للمنظمة، تشير التقديرات إلى وقوع الإصابة بالعدوى لدى 3.3% و2.0% و1.6% من مجموع السكان على التوالي.

وفي إقليم الأمريكتين التابع للمنظمة تبلغ نسبة السكان المصابين 0.7%. وفي المناطق المواطنة بشدة فإن السبيل الأكثر شيوعا لانتقال التهاب الكبد ب هو من الأم إلى الطفل عند الولادة (سراية الفترة المحيطة بالولادة)، أو عبر السراية الأفقية (التعرض لدم ملوث)، ولاسيما من طفل مصاب إلى طفل غير مصاب خلال السنوات الخمس الأولى من العمر. ويعتبر نشوء العدوى المزمنة أمرا شائعا جدا في صفوف الرضع المصابين بالعدوى من أمهاتهم أو قبل بلوغ سن الخامسة.

كما ينتشر التهاب الكبد ب بسبب الإصابات الناجمة عن إبر الحقن، والوشم، وثقب الجلد، أو التعرض للدم الملوث وسوائل الجسم الأخرى مثل اللعاب والسوائل الحيضية والمهبلية والمنوية.

ويمكن أن تحدث السراية الجنسية لالتهاب الكبد ب، ولاسيما لدى الرجال غير المطعمين الذين يتعاطون الجنس مع رجال آخرين، والأشخاص من مغايري الجنس ذوي الشركاء الجنسيين المتعددين أو الذين يقيمون صلات مع المشتغلين بالجنس.

وتؤدي العدوى لدى البالغين إلى التهاب الكبد المزمن في نسبة تقل عن 5% من الحالات، بينما تؤدي العدوى لدى الرضع وفي مرحلة الطفولة المبكرة إلى التهاب الكبد المزمن لدى حوالي 95% من الحالات. كما يمكن أن تحدث سراية الفيروس نتيجة إعادة استخدام الإبر والمحاقن في سياقات الرعاية الصحية أو في صفوف الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن. وبالإضافة إلى ذلك فإن العدوى يمكن أن تحدث خلال العمليات الطبية والجراحية والسنية، أو الوشم ، أو عبر استخدام أمواس الحلاقة والأشياء المتشابهة الملطخة بالدم الملوث.

ويمكن أن يظل فيروس التهاب الكبد ب على قيد الحياة خارج جسم المريض لمدة 7 أيام على الأقل. وخلال هذه الفترة يظل الفيروس قادرا على التسبب في العدوى إذا ما دخل جسم شخص غير محمي باللقاح.

وتصل فترة حضانة الفيروس إلى 75 يوما في المتوسط، ولكنها يمكن أن تتراوح بين 30 يوما إلى 180 يوما. ويمكن اكتشاف الفيروس في غضون 30 يوما إلى 60 يوما بعد العدوى بمقدوره الاستمرار والتحول إلى التهاب كبدي ب مزمن. ولا تظهر أية أعراض على معظم الناس عند إصابتهم حديثا بالعدوى. غير أن بعض المصابين باعتلال حاد يعانون من أعراض تستمر عدة أسابيع، بما في ذلك إصفرار البشرة والعينين (اليرقان)، والبول الداكن، والإجهاد الشديد، والغثيان، والقيء، وآلام البطن.

ويمكن لالتهاب الكبد الحاد أن يتطور لدى مجموعة فرعية صغيرة من المصابين به إلى فشل كبدي حاد قد يقود إلى الوفاة. وعند بعض الناس فإن فيروس التهاب الكبد ب قد يسبب أيضا عدوى كبدية مزمنة قد تتطور لاحقا إلى تليف الكبد (تندب الكبد) أو إلى سرطان الكبد. وتعتمد احتمالات تحول الإصابة إلى عدوى مزمنة على العمر الذي يصاب فيه الشخص بها.

وعلى الأغلب فإن الأطفال دون سن السادسة الذين يصابون بفيروس التهاب الكبد ب هم الفئة الأكثر عرضة لتطور الحالة إلى عدوى مزمنة.

أما لدى الرضع والأطفال : تتطور حالة نسبة تتراوح بين 80 و90% من الرضع المصابين خلال السنة الأولى من العمر إلى عدوى مزمنة؛ وتتطور حالة نسبة تتراوح بين 30 و50% من الأطفال المصابين قبل سن السادسة إلى عدوى مزمنة. أما لدى البالغين : تتطور حالة نسبة تقل عن 5% من الأشخاص الأصحاء، بهذا الشكل أو ذاك، المصابين في مرحلة البلوغ إلى عدوى مزمنة ؛ وتتطور حالة نسبة تتراوح بين 20 و30% من البالغين المصابين بعدوى مزمنة إلى تليف الكبد و/أو سرطان الكبد.

أما الإصابة بالتهاب الكبد ب المصاحب لفيروس الأيدز ، فنجد حوالي 1% من المتعايشين مع عدوى فيروس التهاب الكبد ب أي 2.7 مليون شخص يصابون كذلك بفيروس الأيدز. وفي المقابل، تبلغ معدلات انتشار الإصابة بفيروس التهاب الكبد ب لدى المصابين بفيروس الإيدز 7.4%. وقد أوصت المنظمة في عام 2015 بتوفير العلاج لكل من تشخص إصابته بفيروس الأيدز، بعض النظر عن طور المرض.

ويعتبر دواء تينوفوفير، الذي يدخل في توليفات العلاج الموصى بها بوصفها علاج الخط الأول المضاد للإصابة بفيروس الأيدز، دواء فعالا أيضا ضد فيروس التهاب الكبد ب.

وكشف تقرير المنظمة أنه من المتعذر التمييز سريريا بين التهاب الكبد ب وأنواع هذا الالتهاب الناجمة عن عوامل فيروسية أخرى، ومن ثم فإن التأكيد المختبري للتشخيص أمر لا غنى عنه. ويتوافر عدد من اختبارات الدم لتشخيص المصابين بالتهاب الكبد ب ورصدهم. بالمستطاع استخدام هذه الاختبارات للتمييز بين العدوى الحادة والمزمنة. وينصب التشخيص المختبري لعدوى التهاب الكبد ب على الكشف عن المستضد السطحي لهذا الالتهاب، وهو (HBsAg). وتوصي المنظمة بإجراء اختبار الكشف عن التهاب الكبد ب في كل كميات الدم المتبرع بها لضمان مأمونية الدم وتفادي السراية العرضية إلى متلقي منتجات الدم.

وليس هناك من علاج محدد لالتهاب الكبد ب الحاد. ولذلك فإن الرعاية ترمي إلى الحفاظ على راحة المريض وتمتعه بتوازن غذائي مناسب، بما في ذلك التعويض عن السوائل المفقودة بسبب القيء والإسهال.

والجانب الأهم هو تحاشي إعطاء أدوية بلا داعي. ويحظر إعطاء المرضى عقار أسيتامينوفين/باراسيتامول أو أدوية مضادة للقيء. ويمكن علاج عدوى التهاب الكبد ب المزمن بالأدوية، بما في ذلك الأدوية الفموية المضادة للفيروسات. وبمقدور العلاج أن يبطئ تفاقم تليف الكبد، ويحد من احتمالات الإصابة بسرطان الكبد، ويعزز من إمكانية بقاء المريض على قيد الحياة لأجل طويل. ولا يلزم العلاج سوى لنسبة (تشير التقديرات إلى أنها تتراوح بين 10 و40%، حسب السياق ومعايير الأهلية) من المصابين بالتهاب الكبد ب المزمن.

وتوصي المنظمة باستخدام العلاج الفموي بدواء تينوفوفير أو إنتيكافير، لأنهما أشد الأدوية قوة في كبت فيروس التهاب الكبد ب . وقلما يقود هذان العلاجان إلى نشوء مقاومة للأدوية بالمقارنة مع العقاقير الأخرى، كما أنهما يتسمان بسهولة التناول (قرص واحد في اليوم)، إلى جانب أن آثارهما الجانبية قليلة، ولذا فإنهما يحتاجان فحسب إلى رصد محدود.

وإنتيكافير غير حائز على براءة اختراع. فكان بمقدور جميع البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل في عام 2017 شراء عقار إنتيكافير الجنيس بشكل قانوني، علما بالتباين الواسع في تكاليف الشراء وتوفير الدواء. ولم يعد تينوفوفير محميا ببراءة اختراع في أي مكان بالعالم.

وقد انخفض متوسط سعر عقار تينوفوفير الجنيس الذي خضع لاختبار المنظمة المسبق للصلاحية في السوق الدولية من 208 دولارات أمريكية عام 2004 إلى 32 دولارا أمريكيا عام 2016.

على أن العلاج لا يؤدي إلى الشفاء من عدوى التهاب الكبد ب بالنسبة لمعظم الأشخاص، وإنما إلى كبت تنسخ الفيروس فحسب. ولذلك فإن على غالبية الأشخاص الذين يبدأون بتلقي العلاج من هذا الالتهاب الاستمرار في ذلك طيلة حياتهم. وفي العديد من السياقات ذات الموارد الشحيحة مازالت القدرة محدودة على الحصول على خدمات تشخيص وعلاج التهاب الكبد ب.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان