لعبة خطرة ثلاثية الأبعاد.. كيف ألقت أطماع تركيا في المتوسط بظلالها على ليبيا؟
كتبت – إيمان محمود
تتصاعد التوترات في منطقة شرق المتوسط بعد أن قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتخاذ ليبيا واتفاقيته مع حكومة الوفاق كذريعة لتنفيذ سياسته التوسعية وأطماعه الاقتصادية في المنطقة، فيما تحاول مصر حماية حدودها وأمنها القومي.
يقول نيكوس كونستاندراس، الكاتب في صحيفة "كاثيميريني" اليونانية، عن التطورات في شرق البحر المتوسط تشبه لعبة خطرة ثلاثية الأبعاد، حيث تكون الحركات بسيطة ظاهريًا لكنها مُعقدة بسبب الديناميكيات المتضاربة بين اللاعبين وفي العلاقات بينهما.
وأضاف أن تركيا تسعى من خلال "قفزة" ليبية إلى عرقلة التعاون بين اليونان وقبرص ومصر ودول أخرى، مع تعزيز موقعها جنوب اليونان.
وألقى الكاتب باللوم على الأمم المتحدة قائلاً إنه إذا تم فرض حظر على إرسال الأسلحة والمُرتزقة إلى ليبيا بشكل فعّال، لربما تم منع تورط تركيا هناك.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، حذّر السبت من "تدخل مباشر" للقوات المصرية في ليبيا، إذا واصلت ميليشيات حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، المدعومة بقوات تركية ومسلحين من داعش، تقدمها نحو سرت التي تسيطر عليها قوات المشير خليفة حفتر المدعوم من القاهرة.
وقال السيسي في أثناء تفقده وحدات الجيش المصري في المنطقة العسكرية الغربية في كلمة بثها التلفزيون المصري "إننا نقف اليوم أمام مرحلة فارقة"، مضيفًا "تتأسس على حدودنا تهديدات مباشرة تتطلب منا التكاتف والتعاون ليس فيما بيننا إنما مع أشقائنا من الشعب الليبي والدول الصديقة للدفاع عن بلدينا ومقدرات شعوبنا من العدوان الذي تشنه الميليشيات المسلحة الإرهابية والمرتزقة بدعم كامل من قوى خارجية".
وأضاف أن "أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة لجهة حق الدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي، مجلس النواب".
وعقب بيان السيسي، أعلنت عدد من الدول العربية والولايات المتحدة، تأييدها لمصر. وذكرت الخارجية الأمريكية، أن بيان السيسي يؤكد أهمية أن تعمل ليبيا وجيرانها وكل الجهات الخارجية الفاعلة معا لتعزيز وقف إطلاق النار عند خط المواجهة الحالي في سرت والجفرة لتجنب التصعيد إلى صراع أكبر.
وأكد بيان الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تدعم رغبة جميع الليبيين في وضع حد للتدخل العسكري الأجنبي والامتثال لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة والالتزامات الأخرى، التي تم التعهد بها في مؤتمر برلين.
من جانبها، قالت تركيا السبت، أن وقف إطلاق النار في ليبيا "يستوجب انسحاب قوات المشير خليفة حفتر من مدينة سرت الإستراتيجية، متهمة فرنسا بدعم الجيش الوطني الليبي على حساب أمن حلف شمال الأطلسي".
علاوة على ذلك، فإن تحذيرات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنه يجب على الناتو أن يستيقظ على التهديد التركي لن تؤدي على الأرجح إلى أي عمل. بحسب الكاتب الذي قال إنه "لا يبدو الاتحاد الأوروبي مستعدًا لتقديم جبهة قوية وموحدة ضد أنقرة، باستثناء البيانات التي تدين بعض الأنشطة التركية".
وحذّر من أنه "إذا وجدت كل دولة ومنظمة أسبابًا لإرضاء تركيا، فإن الوضع سيزداد سوءًا".
ويرى كونستاندراس، أنه لتجنب حرب بالوكالة في ليبيا والمزيد من التوتر في شرق البحر الأبيض المتوسط ، هناك حاجة إلى نشاط دبلوماسي مكثف وصورة واضحة لكيفية حل الخلافات بشكل سلمي.
ولفت الكاتب إلى أن اليونان تحتاج إلى التوصل إلى اتفاق مع مصر بشأن مناطقها البحرية، بالإضافة إلى ذلك، إذا تمكَّن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو" من تطبيق سياسة صارمة من المبادئ والقوانين، فسيعززان يد الدبلوماسية ويحميان السلام.
فيديو قد يعجبك: