لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"أكثر الأماكن أمانًا في العالم".. كيف تغلبت أستراليا على كورونا؟

01:04 م السبت 02 مايو 2020

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

عندما يتعلق الأمر بفيروس كورونا المُستجد، فإنه يجب اعتبار جنوب أستراليا من بين الأماكن الأكثر أمانًا في العالم، كانت هذه رسالة أحد كبار مسؤولي الصحة العامة في البلاد هذا الأسبوع، حيث بدأت معظم أستراليا تخفيف القيود المفروضة لاحتواء الفيروس المُسبب لمرض كوفيد-19.

قالت شبكة سي إن إن الإخبارية أن العديد من الأستراليين يجدون أنفسهم الآن في وضع لا يحسدون عليه، ولم يفكروا أبدًا في الوصول إلى هذه الحالة قبل شهر واحد فقط، إذ وصل عدد الحالات الجديدة بكورونا المُستجد في البلاد بأكملها، أمس الجمعة، إلى 16 حالة فقط، وهو انخفاض حاد بعدما سجلت البلاد 460 إصابة جديدة في الـ28 مارس الماضي.

وكان رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون قد قال، أمس الجمعة، أن مجلس الوزراء الوطني سيجتمع في 8 مايو للنظر في تخفيف إجراءات الإغلاق، وقال: "الأستراليون حصلوا على علامة مُبكرة، نحن بحاجة إلى إعادة تشغيل اقتصادنا، وتشغيل مجتمعنا".

انحدار المنحنى الوبائي

انحدر المنحنى الوبائي في بعض الولايات الأسترالية تمامًا، حسب سي إن إن فإن كوينزلاند لم تبلغ عن أي حالات جديدة منذ يوم الاثنين، ولم تشهد جنوب أستراليا إصابات جديدة لأكثر من أسبوع.

أعلن نيكولا سبورير، كبير مسؤولي الصحة العامة في جنوب أستراليا بابتسامة عريضة خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء،: "لم تعد هناك حالات جديدة في جنوب أستراليا".

1

أفادت الولاية الجنوبية، التي يعيش فيها 1.6 مليون نسمة وهي موطن مدينة أديلايد أحد أكثر المدن اكتظاظًا، تسجيل 438 حالة مؤكدة لـكوفيد-19، لم يبقَ منها إلا 14 حالة نشطة فقط و4 وفيات.

وقال مسؤولون أستراليون إن العديد من الناس تفاجئوا بفعالية الإجراءات بعد الإطلاع على الأحصائيات في الولايات والأقاليم، أكدوا أن هذا هو المكان الأكثر أمانًا في العالم، ربما بخلاف نيوزيلندا.

حققت نيوزيلندا، المجاورة، مؤخرًا هدفها المتمثل في القضاء على الفيروس التاجي، ورغم أن معدّل الإصابات هناك لم يصل بعد إلى صفر إلا أنها قادرة على تتبع الحالات الجديدة.

تخفيف القيود

أبلغت أستراليا، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 25 مليون نسمة، عن 6762 حالة مؤكدة، ووفقًا لهيئة الصحة الأسترالية وتعافى 5720 شخصًا من بينهم.

قال مُتحدث باسم وزارة الصحة الأسترالية، في بيان الخميس حصلت عليه شبكة سي إن إن،: "إننا نواصل القيام بعملنا في جميع انحاء أستراليا لاحتواء الفيروس، وقد قمنا بتسوية منحنى الإصابات بشكل جيد".

قد بدأت بعض الولايات الأسترالية بالفعل في تخفيف التدابير الاحترازية وقواعد التباعد الاجتماعي، وسمح المسؤولون في غرب وجنوب البلاد بالتجمعات التي يبلغ عدد أفرادها 10 أشخاص.

وأعيد افتتاح المتنزهات الوطنية، أمس الجمعة، وعاد ما يقرب من 60 % من طلاب المدارس لبدء الفصل الدراسي الجديد.

وفي الإقليم الشمالي النائي، حيث لم يتم الإبلاغ عن حالات جديدة منذ ثلاثة أسابيع، سيتمكن المواطنون من استخدام حمامات السباحة العامة، وزيارة المنتزهات المائية والصيد مع الأصدقاء ولعب الجولف.

وكذلك، وضعت الحكومة الأسترالية خططًا لإعادة تشغيل المؤسسات الاقتصادية، بما يسمح بفتح أبواب المطاعم والحانات وصالات الرياضة في 15 مايو ورفع القيود تدريجيًا في 5 يونيو.

تدابير مُبكرة

نجحت أستراليا في ترويض الوباء المميت بفضل الإجراءات المُبكرة ومنع دخول الأشخاص القادمين من المناطق عالية الخطورة، قالت (سي إن إن) إن أستراليا انضمت إلى الولايات المتحدة في مطلع فبراير الماضي وأغلقت حدودها أمام الزوار الأجانب الذين زاروا الصين، بؤرة انتشار الفيروس وظهوره لأول مرة.

مع انتشار الفيروس وتفشي المرض خارج الصين، منعت أستراليا دخول المواطنين من إيران وكوريا الجنوبية وإيطاليا في أوائل مارس، قبل إغلاق حدودها تمامًا أمام الزوار وغير المقيمين في 19 مارس الماضي.

2

إلا أنها لها نصيبها من الأخطاء، ففي 19 مارس الماضي سمحت السلطات لأكثر من 2600 راكب بالنزول من سفينة روبي برينسيس بالنزول في سيدني، وأفادت إذاعة إيه بي سي أن هذا القرار أسفر عن حوالي 600 إصابة و15 وفاة بكورونا.

ومع ارتفاع عدد حالات الإصابة في أواخر مارس، أعلن موريسون في 22 مارس إغلاق جميع الحانات والنوادي ودور السينما وصالات الألعاب الرياضية وأماكن العبادة إلى أجل غير مُسمى، على أن تقدم المطاعم والمقاهي خدماتها عن طريقة التوصيل إلى المنازل، والسماح لمحلات السوبر ماركت، والملابس، وصالونات التجميل بالعمل.

أغلقت ولاية فيكتوريا المدارس، وأغلقت بعض الولايات مثل غرب أستراليا وجنوبها حدودها وطالبت أي شخص يرغب في دخولها بالحجر الصحي لمدة أسبوعين.

وبحلول نهاية مارس، فرضى السلطات قواعد أكثر صرامة للتباعد الاجتماعي، وحظرت تواجد أكثر من شخصين في مكان واحد، وحثت الناس على البقاء في منازلهم والخروج فقط للضرورة القصوى، أو من أجل القيام بالتسوق لشراء الطعام أو لأسباب طبية.

التوسع في إجراء الاختبارات

بالتزامن مع إغلاق المؤسسات والمدارس وفرض قيود على السفر وقواعد التباعد الاجتماعي، لفتت سي إن إن إلى أن أستراليا أجرت اختبارات الكشف عن الفيروس المُستجد على نطاق واسع، حتى الآن أجرت أكثر من 570 ألف اختبار في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لوزارة الصحة.

في 25 مارس، وسعت استراليا معايير إجراء الاختبارات لتشمل جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية، والعاملين في مجال رعاية المُسنين، والسجناء وأي شخص يعاني من الحمى ومشاكل الجهاز التنفسي الحادة.

وقال بريندان ميرفي، كبير المسؤولين الطبيين في أستراليا، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، إن أي شخص كان يعاني من أعراض تنفسية حادة، وسعال، التهاب في الحلق، سيلان في الأنف، وأعراض نزلات البرد، أو أعراض شبيهة بالأنفلونزا كان يخضع للاختبار.

فيديو قد يعجبك: