لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حرب الكلمات تثير مخاوف جديدة من صدام أمريكي إيراني في الخليج

02:27 م الجمعة 24 أبريل 2020

قالت البحرية الأمريكية إن سفنا إيرانية تحرشت بسفن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(بي بي سي):

في العام الماضي، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في خطاب إنّ الجيش الثوري الأمريكي في سبعينيات القرن الثامن عشر "استولى على مطارات" من البريطانيين.

في ضوء ذلك، فإن تغريدة ترامب يوم الأربعاء، التي دعا فيها قادة البحرية الأمريكية إلى "إسقاط" الزوارق الحربية الإيرانية التي تتحرش بالسفن الحربية الأمريكية، كانت بمثابة بيان خاطئ إلى حد ما.

لكن التغريدة كانت بالتأكيد أشد تهديد من الولايات المتحدة بعمل عسكري مباشر منذ وقت سابق من هذا العام، وذلك بعدما قتلت قوات أمريكية قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في العراق.

ودفع هذا الولايات المتحدة وإيران إلى حافة نزاع. إذن، ما الذي دفع ترامب إلى توجيه تحذير الآن؟ ولماذا العودة إلى تأجيج التوترات في وقت تكافح كل من إيران والولايات المتحدة وباء كوفيد-19؟

السبب المباشر لرسالة ترامب المقتضبة يرجع إلى الأسبوع الماضي، حين تحرشت زوارق سريعة مسلحة تابعة لفرع البحرية بالحرس الثوري الإيراني بمجموعة من السفن الحربية الأمريكية العابرة في الخليج، بحسب الولايات المتحدة.

وكان بين السفن الأمريكية، القاعدة الاستكشافية المتنقلة "يو إس إس لويس بي بولر"، وكذلك المدمرة "يو إس إس بول هاميلتون".

اتهمت إيران الولايات المتحدة بتقديم "نسخة هوليوودية" لما حدث الأسبوع الماضي في الخليج

وتقول البحرية الأمريكية إنه في أحد الحوادث، مر زورق حربي إيراني بسرعة فائقة على بعد نحو تسعة أمتار من مقدمة سفينة لخفر السواحل الأمريكي.

وأقر الحرس الثوري الإيراني بحدوث مواجهة، لكنه ألقى اللوم على الأمريكيين.

وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، أمس الخميس إنه أمر قوات إيران البحرية "بتدمير أي قوة إرهابية أمريكية في الخليج"، على حد تعبيره، "تهدد أمن الجيش الإيراني أو الشحن المدني".

حذر قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي الولايات المتحدة من مواجهة سفن بلاده

الخوف الآن هو أن تتحول المناورات العدائية وحرب الكلمات إلى أفعال.

ومع ذلك، فإنّ "أمر" الرئيس ترامب الذي أعلنه عبر موقع تويتر لا يغير الكثير.

فقادة السفن الحربية الأمريكية في الخليج مخولون بالفعل لاتخاذ أي إجراءات يعتقدون أنها ضرورية لحماية أرواح أطقمهم وسلامة سفنهم.

وهم معتادون على تكتيكات القوارب الإيرانية الصغيرة.

لكن الأحداث الأخيرة تظهر أنه بالرغم من الاهتمام العالمي بالوباء، فإنّ التوترات الدولية الموجودة مسبقاً لم تختف. وربما تكون قد تفاقمت.

والسبب هو أن لدى كل من الولايات المتحدة وإيران أهدافا استراتيجية في ما يتعلق بالآخر. وهذه الأهداف لم تتغير، إذ تريد إيران الحد من نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة وتوسيع موطئ قدمها.

وتشير الزيادة الأخيرة في الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا، على سبيل المثال، إلى أن إيران وحلفاءها مازالوا يسعون بنشاط لتحقيق هذا الهدف هناك.

وربما يشعر بعض قادة إيران أنّ الولايات المتحدة، بالنظر إلى صراعاتها الداخلية، ليس لديها الكثير من الحماس لمواجهة في الخليج. وهناك خطر من أنّ تؤدي الفوضى وعدم اليقين بسبب أزمة كوفيد-19 إلى تعزيز المتشددين في إيران.

وبالمثل، فإن إدارة ترامب تعزز سياستها بممارسة "أقصى ضغط" على إيران، لاعتقادها على ما يبدو بأنّ الوباء يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار النظام الإسلامي في طهران. والغالبية العظمى من الخبراء الإقليميين الذين استمعت إليهم لا يتفقون مع هذا الاعتقاد.

قال الحرس الثوري الايراني إنه نجح في إطلاق قمر صناعي عسكري يوم الأربعاء الماضي

وفي غضون ذلك، تواصل إيران إحراز تقدم على جبهات أخرى.

ويشير إطلاق إيران يوم الأربعاء لما زعم الحرس الثوري الإيراني أنه قمر صناعي عسكري، باستخدام صاروخ يبدو أنه يعتمد على تكنولوجيا من كوريا الشمالية، إلى أنّ البرنامج الصاروخي الإيراني مستمر في التحسن.

وبينما تبقى إيران اسميا ضمن اتفاقية عام 2015 مع القوى العالمية التي حدّت من أنشطتها النووية، فإنها تنتهك العديد من شروطها.

وفي حين أن العديد من الخطوات التي اتخذتها طهران يمكن التراجع عنها، يخشى خبراء من أن إيران تسعى للوصول إلى موقع يتيح لها تصنيع أجهزة للطرد المركزي من ألياف الكربون - وهي الآلية الأساسية لتخصيب اليورانيوم - على نحو سري، خارج نطاق التفتيش الدولي.

علقت إيران التزاماتها ببنود الاتفاق النووي ردا على العقوبات الأمريكية التي أعيد فرضها

وقد تكون التوترات بين الولايات المتحدة وإيران أقل أهمية إذا تمت تهدئتها مؤقتا. لكن من الواضح أنهم لم يفعلوا ذلك.

ويبقى خطر اندلاع صراع من حادث عرضي أكبر من أي وقت مضى، وربما الآن بشكل أكبر، بالنظر إلى أنّ كلا من البلدين قد يسيء فهم تأثير جائحة فيروس كورونا على قدرة الآخر على التحرك.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: