كورونا يتمدد.. والعالم ينقسم بين تخفيف الغلق وزيادة القيود - تقرير
كتب - محمد عطايا:
بعد مرور 5 شهور على انتشار فيروس كورونا المستجد في الصين، ومن ثم انتقاله إلى أوروبا والولايات المتحدة وإفريقيا، بدأت القارة العجوز في التحدث عن تخفيف القيود المفروضة في إطار مواجهة الفيروس.
دول أوروبية والولايات المتحدة عانت بشكل مضاعف من تأثير الفيروس التاجي، بتسجيل مئات الآلاف من الإصابات والوفيات، ومع ذلك أعلنت عزمهما تخفيف القيود المفروضة على الشعوب والتجارة والسفر، بشكل تدريجي.
في المقابل، رفضت دول أوروبية أخرى بشكل قاطع التحدث عن أي نوع من تخفيف القيود، بل مد الفترة لأسابيع مقبلة.
الحديث عن تخفيف القيود أمر رأته منظمة الصحة العالمية سابق لأوانه، ما جعلها تصدر تحذيرات من محاولة إعادة فتح الدول أو التخفيف في ظل ارتفاع معدلات الإصابات اليومية.
وأعلنت مؤشرات دولية تسجيل مليوني إصابة بالفيروس التاجي، وارتفاع الوفيات إلى أكثر من 140 ألف حالة، في نمط تفشي سريع جدًا، خاصة وأن الفارق بين المليون الأولى والثانية أسبوع واحد تقريبًا.
انقسام أوروبي
بدأت إسبانيا وإيطاليا، وهي الدول الأكثر تضررا بالوباء المستجد، موجة تخفيف القيود. وقررتا السماح إجراءات مخففة مثل عودة بعض العمال غير الأساسيين إلى العمل.
وزادت إيطاليا بإعادة فتح بعض المحلات التجارية في المناطق الجنوبية الأقل تضررًا، إذ فتحت المكتبات ومحلات الملابس للشباب أبوابها في بعض المناطق.
فيما أعادت النمسا أيضا فتح آلاف المحلات الصغيرة الثلاثاء وقالت إنها ستسمح بالرياضات الخارجية مثل التنس والجولف وألعاب القوى اعتباراً من 1 مايو.
من ناحية أخرى، أعلنت فرنسا عزمها تخفيف القيود اعتبارًا من 11 مايو المقبل.
في المقابل، رفضت بعض الدول بشكل قاطع تخفيف القيود، حيث أعلنت المملكة المتحدة اليوم، تمديد مدة الإغلاق 3 أسابيع إضافية لمواجهة الفيروس المستجد.
وفي ألمانيا، رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التحدث عن وضع جدول زمني لتخفيف القيود المفروضة على البلاد.
من جهتها، اتخذت الدنمارك الخطوة الأشد جرأة، بإعادة الأطفال حتى سن 11 عاماً إلى دور الحضانة والمدارس في جميع أنحاء البلاد، الأربعاء، أي نحو نصف عدد تلاميذ البلاد.
الولايات المتحدة
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة من 3 مراحل لتخفيف القيود وفتح الولايات المتحدة، واستعادة الحركة التجارية.
وقال الرئيس الأمريكي في تغريدة اليوم، إنه سيعلن في مؤتمر صحفي خلال ساعات عن الخطوات التي سيتم إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي بها.
وزعم ترامب أن بعض الولايات تريد إعادة فتحها، إلا أن 7 ولايات أمريكية من بينها نيويورك أعلنت استمرارها في فرض القيود بكل حزم ودون تراجع.
وأعلن حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو اليوم، أنه سيتم تمديد الإغلاق حتى 15 مايو.
أستراليا
قال مسؤولون في نيوزيلندا واستراليا اللتين أشيد بهما عالميا بسبب علامات النجاح المبكرة في مكافحة انتشار فيروس كورونا إن من السابق لأوانه بدء تخفيف قواعد التباعد الاجتماعي أو إعادة فتح اقتصاداتهما.
وتراجع معدل الإصابات الجديدة بالفيروس بشكل كبير في كل من البلدين دون الضغط على قدرات الأنظمة الصحية. وفرضت نيوزيلندا إجراءات عزل عام واسعة النطاق كما فرضت استراليا أيضا قيودا مشددة على أنشطة كثيرة.
وقال وزير الصحة الاسترالي جريج هنت إنه من السابق لأوانه تخفيف القيود رغم تباطؤ الحالات .
وأضاف هنت: "الآن وقت البقاء على هذا النهج ومواصلة إجراءات العزل الذاتي والتباعد الاجتماعي".
آسيا
الصين التي خرج منها الفيروس إلى العالم، تمكنت إلى حد كبير من السيطرة على الفيروس. وأعلنت السلطات الصينية، تخفيف القيود على مدينة ووهان بؤرة تفشي الفيروس.
فيما أعلنت الهند، أمس، نيتها تخفيف بعض قيود الإغلاق التي فرضتها لمواجهة تفشي فيروس كورونا، بدءًا من 20 أبريل الجاري.
وتسعى نيودلهي من وراء هذا الإجراء إلى استئناف الإنتاج الصناعي والزراعي في المناطق الريفية، بهدف تخفيف معاناة الملايين من الفقراء، حسبما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".
في المقابل، قالت السلطات الإيرانية، أمس، إنها ستخفف بعض القيود بشكل طفيف على القطاع التجاري، مع استمرار نفس الإجراءات الوقائية في الدولة.
دول الخليج
لم تشر أي دولة خليجية إلى تخفيف القيود المفروضة حتى الآن لمواجهة فيروس كورونا، خاصة في ظل استمرار ارتفاع الحالات الإيجابية بالفيروس.
وأعلنت السعودية أنها اتخذت إجراءات أكثر صرامة بمد مدة حظر التجول وإغلاق بعض المدن لمنع التفشي.
فيما أكدت سلطنة عمان أنه من المرجح أن تزداد في الأيام المقبلة أعداد الإصابات إلى 500 حالة يوميًا.
بينما ظلت الكويت وقطر والبحرين على نفس إجراءاتهما ولم يثار أي حديث عن تخفيف القيود.
إفريقيا
في مصر، أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، استمرار الإجراءات المتبعة حتى 25 أبريل الجاري، للحد من تفشي انتشار الفيروس.
فيما أعلنت تونس والجزائر والمغرب استمرار نفس الإجراءات الموضوعة لمواجهة الوباء المستجد.
بينما أعلن السودان فرض حظر تجول كامل على الخرطوم، بعد تفشي الوباء بشكل ملحوظ بها.
وفي وسط وجنوب القارة السمراء، اختلفت الإجراءات التي تتخذها كل دولة عن أخرى، خاصة وأن معدلات التفشي هناك ليست مرتفعة.
فيديو قد يعجبك: