كورونا.. إغلاق المدارس في إيطاليا يتسبب في ابتهاج التلاميذ واستياء الاهالي
روما- (د ب أ):
عندما خرجت أخبار من الأوساط الحكومية تفيد بأن جميع المدارس الإيطالية ستغلق أبوابها بسبب أزمة فيروس كورونا المتحور (كوفيد-19)، انتاب السرور مراهقتين كانتا تستقلان الترام في روما.
وقالت إحداهما للاخرى في سرور: "ليس هناك مدارس غدا، أجل!".
إلا أن ذلك القرار القاسي، الذي جاء ردا على الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بالفيروس في إيطاليا، لم يلق إعجابا من جانب الآباء.
وقد تُرك الكثير منهم يسعون للبحث عن حلول لرعاية الأطفال، والاستعانة بالجدات والأجداد، أو العمات والأعمام، من أجل الاعتناء بأطفالهم. وتأتي الاستعانة بالجدات والاجداد على الرغم من توصيات الحكومة لكبار السن بالبقاء داخل المنازل، "ما لم تكن هناك ضرورة ملحة لغير ذلك"، حيث أنهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
وقد حاول آخرون تنظيم مشاركة مجالسة الأطفال بينهم، وهو ما يحدث عادة عبر مجموعات من خلال تطبيق "واتساب" الذي يربط بين أولياء أمور الزملاء في المدارس.
وتفيد البيانات الصادرة عن وزارة التعليم بأن قرارات إغلاق المدارس، التي بدأت يوم الخميس الماضي ومن المقرر أن تستمر حتى 15 من مارس الجاري، تؤثر على نحو 7.6 مليون من تلاميذ المدارس و1.7 مليون من طلبة الجامعات.
ومن جانبها، قالت وزيرة التعليم لوسيا أزولينا، إن قرار إغلاق المدارس والجامعات "لم يكن بالقرار السهل بالنسبة للحكومة".
بينما قالت وزيرة الأسرة إيلينا بونيتي، لمحطة "راديو كابيتال" إنها تبحث عن سبل لتخفيف العبء عن الوالدين العاملين، مشيرة إلى نفقات مجالسة الأطفال كمثال.
وذكرت العديد من التقارير الصحفية أنه لا يوجد ضمان بأن يتم تأمين تمويل لمثل هذه الإجراءات، وذلك بسبب الموارد المالية العامة المُرهقة في إيطاليا.
ويشار إلى أن إيطاليا تواجه أسوأ تفشي لفيروس كورونا في أوروبا، حيث يتركز في أقاليم لومبارديا وفينيتو وإميليا رومانيا في شمالي البلاد. وكان قد تم الكشف عن أول ظهور لحالات الاصابة بالمرض في 20 من فبراير الماضي في لومبارديا، ولكن السلطات الصحية تعتقد أن الفيروس كان قد بدأ بالانتشار في البلاد في النصف الأول من شهر يناير.
من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، إن الحكومة تعمل على احتواء انتشار الفيروس وإبطائه من أجل تخفيف الضغط على الخدمات الصحية، التي أوشكت على الانهيار في المناطق الأكثر تضررا.
ويعتبر مصدر القلق الرئيسي هو نفاد الأسرّة في المستشفيات، لا سيما في وحدات العناية المركزة.
في الوقت نفسه، قال البروفيسور فرانكو لوكاتيلي، رئيس المجلس الأعلى للصحة، وهو أحد أعضاء لجنة علمية معنية بتقديم المشورة للحكومة بشأن أزمة فيروس كورونا، إنه "من الواضح أنه إذا أخذت العدوى بعدا أوسع نطاقا، فإننا سنواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع المرضى".
ونفى لوكاتيلي التقارير الصحفية التي تشير إلى أن اللجنة أبلغت الحكومة بأن إغلاق المدارس هو أمر غير ضروري، ولكنه قال إن هناك حالة من عدم اليقين بشأن مدى المساعدة التي سيقدمها هذا الإجراء.
وقد تم إغلاق المدارس بالفعل منذ أسبوعين في الأقاليم الشمالية حيث يتركز تفشي المرض. وقال لوكاتيلي إنه من الممكن أن يصبح إغلاق المدارس والجامعات على مستوى البلاد بعد تاريخ 15 من آذار/مارس، أمرا ضروريا.
وفي ظل ذلك، حثت وزارة التعليم المعلمين على الاستمرار في متابعة الفصول الدراسية عن بعد، من خلال الأدوات التي يتم الإعلان عنها على موقعها الإلكتروني.
مع وجود عدد أقل من أيام الدراسة، فإنه من الممكن أن يسعى الطلاب جاهدين من أجل تغطية المنهج المخطط بأكمله، وأن يواجهوا مشاكل في امتحانات نهاية العام. وما زال من غير الواضح كيف سيتم حل المشكلة.
ومن بين حالات عدم اليقين، فإن خبراء الصحة يحثون الإيطاليين على الاصطفاف لمواجهة الفيروس، كما يطلبون منهم تجنب الاقتراب من بعضهم البعض، والمصافحات والقبلات والعناق.
وقال لوكاتيلي: "يجب أن نظل جميعا متحدين، ولكن مع الحفاظ على مسافات بيننا".
يذكر أن عدد المصابين بالفيروس المستجد في إيطاليا كان قد ارتفع إلى 5883 شخصا أمس السبت، بزيادة قدرها أكثر من ألف شخص عن اليوم السابق.
وجاء في النشرة اليومية الصادرة عن هيئة الحماية المدنية في روما، أن هناك 63 شخصا لقوا حتفهم جراء الإصابة بالفيروس، ليرتفع الإجمالي في إيطاليا إلى 233 حالة وفاة، وأن هذه الزيادة في أعداد الوفيات تأتي أقل من اليوم السابق.
فيديو قد يعجبك: