من بوابة النصر.. الأطباء يغادرون بؤرة كورونا بعد انتصارهم
كتب – محمد صفوت:
بعد ما يقرب من 3 أشهر، بدأت الفرق الطبية المتواجدة في مقاطعة هوبي الصينية – بؤرة فيروس كورونا المتحور – في مغادرة المقاطعة بعد القضاء على تفشي الوباء.
وأعلنت لجنة الصحة بالمقاطعة، الواقعة بوسط الصين، عن عدم وجود حالات جديدة مشتبه في إصابتها بالمرض الناجم عن فيروس كورونا (كوفيد-19)، وفقًا لما ذكرته وكالة "شينخوا" الصينية.
وانخفضت عدد الحالات المشتبه بها الموجودة إلى الصفر، بعد استبعاد ثلاث حالات مشتبه بها، أمس الثلاثاء. لم تشهد هوبي أي حالات مؤكدة مؤخرًا لمدة 13 يومًا متتاليًا في 16 مدينة وولاية خارج ووهان.
وخلال الفترة الماضية التي انتشر بها الفيروس القاتل في هوبي، شارك 3675 شخصًا ينتمون إلى 41 فريقًا طبيًا، من مختلف أنحاء الصين، في 14مستشفى تم بنائهم بشكل مؤقت، و7 آخرين في مدينة ووهان عاصمة المقاطعة.
بدأت الفرق الطبية، في مغادرة المقاطعة التي انتصرت على الفيروس القاتل، في حافلات ملقين التحية لضباط الشرطة عند مدخل المدينة، وسط فرحة عارمة ذرف بعضهم الدموع من شدتها.
يتألف فريق شنشي الطبي، أحد الفرق المشاركة في محاربة الفيروس في هوبي، من 43 طبيبًا وممرضًا من ذوي الخبرات من عدة أقسام طبية شملت، العلاج في حالات الطوارئ وأمراض النساء والتوليد وطب الأطفال والأعصاب وكذلك علم النفس تحت مستشفى الشعب في مقاطعة شنشي.
الحالة صفر
ويقول الدكتور ما فوشون، رئيس الفريق، "قمنا بعمل رائع، لقد أدرنا 988 سريرًا، واستطعنا إنقاذ 1253 مريضًا، ووصلنا للحالة صفر".
وأضاف أنه منذ 4 فبراير الماضي وصل فريقنا الطبي إلى الإقليم، وسيطرنا على الفيروس ولم يصب أي شخص من الفريق الطبي الخاص بي.
وقال، إن وجودهم لم يقلل من أعباء العاملين بالقطاع الطبي في المقاطعة فقط، بل منح الثقة لسكان الإقليم الموبوء.
أرسلت السلطات الصحية في الصين، 42 ألف عامل طبي من جميع أنحاء البلاد لمساعدة هوبي في مكافحة الوباء منذ تفشي الفيروس.
وشهدت المقاطعة التي تُعد أكثر تضررًا بالمرض عن غيرها في الصين، خروج ما يقرب من 56 ألف مريض من المستشفيات بعدما تماثلوا للشفاء.
بينما كان فريق شنشي متجهًا شمال المقاطعة، انطلق 42 طبيًا من مقاطعة هونان المجاورة لهوبي في رحلة العودة إلى الوطن جنوبًا.
ويقول وين تشوان، أحد المسعفين الذين شاركوا في ملحمة حقيقة للقضاء على كورونا المستجد في بؤرته، "إنه خلال 43 يومًا قضاها في علاج المصابين، مرت عليهم لحظات لا تنسى".
ويروي، تشوان: "سأتذكر دائمًا الأيام التي تماسك فيها الأطباء والمرضى للحفاظ على بعضهم البعض ومحاربة الوباء".
لحظات لا تنسى
اليوم، في مشهد مؤثر آخر، دحل أطباء مقاطعة قويتشو الصينية، إلى محطة ووهان للسكك الحديدة، وسط تحية من الموظفين وعناصر الشرطة المتواجدين بالمحطة".
وغادر أكثر من 3 آلاف عنصرًا من 21 فريقًا طبيًا، على متن طائرات إلى مدن تيانجين، هايكو، ينتشوان، أورومتشي.
بوابة النصر
في مطار ووهان تيانخه الدولي، قدم للفرق الطبية، تذاكر في درجة "VIP" على الطائرات التي تقلهم لمدنهم، وقرر مسؤولو المطار أن تغادر الفرق الطبية من بوابة "قوس النصر" بعدما انتصروا على الوباء القاتل في موطنه.
قدم موظفو المطار، الشكر والتحية للفرق الطبية، أثناء مغادرتهم وصعودهم للطائرات قبل أنطلاق رحلة عودتهم.
ويقول شيه مينج فانج، أحد المشاركين المتطوعين في إحدى المستشفيات المؤقت، التي تم بناءها لاحتواء الفيروس، "أريد العودة مع ابني، مرة أخرى إلى هوبي بعدما انتصرنا على الوباء".
"أريده أن يشاهد مكان عمل والده" بهذه الكلمات عبر فانج، عن أمنيته المستقبلة بعد مشاركته في مكافحة الوباء في بؤرته.
هذا و طالبت نائبة رئيس مجلس الدولة الصيني سون تشون لان، اليوم الأربعاء، بالانسحاب المنظم والآمن والسلس للطاقم الطبي الذي يدعم مقاطعة هوبي التي ضربها فيروس كورونا المتحور (كوفيد-19) حسبما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية.
وجاءت تصريحات سون، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والتي تقود مجموعة حكومية مركزية لتوجيه أعمال السيطرة على الفيروس في هوبي، أثناء توديعها الأطباء الذين يغادرون الإقليم، لدى تواجدها في مستشفى مؤقت سابق في ووهان، حاضرة المقاطعة.
أعربت سون، نيابة عن اللجنة المركزية للحزب ومجلس الدولة الصيني، عن امتنانها لأفراد الأطقم الطبية لجهودهم الهائلة في الحد من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
فيديو قد يعجبك: