بعد تصريحات جونسون المُرعبة.. ما الغامض الذي تعرفه بريطانيا عن "كورونا"؟
كتبت- هدى الشيمي:
أدلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس الجمعة، بتصريحات عن فيروس كورونا المتحور (كوفيد-19) أثارت ذعر العالم أجمع، وسط حالة الخوف العالمية المُصاحبة لاستمرار انتشار الفيروس الذي صنّفته الصحة العالمية "وباءً" نظرًا إلى سرعة تفشيه والعجز عن إيقافه.
دعا جونسون، في تصريحاته، الجميع إلى الاستعداد "لفقدان أحبائهم قبل الأوان". وأعلن أن بريطانيا سوف تتخذ إجراءات أكثر صرامة للتصدي لتفشي الفيروس، وقال: "سيرتفع عدد الحالات بشكل حاد، والواقع أن العدد الحقيقي للحالات أعلى - ربما أعلى بكثير- من عدد الحالات التي أكدناها حتى الآن عن طريق الفحوصات".
ووصف رئيس الحكومة البريطاني كورونا بالوباء العالمي وبأنه "أسوأ كارثة صحية للجيل" ويستمر في الأشهر المقبلة. وجدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إنه كان هناك شيء مُتناقض في تصريحات جونسون، والذي تحدث إلى شعبه بينما أحاط به كبار العلماء والمستشارين العلميين في البلاد.
حتى الآن، قالت الحكومة البريطانية إنها لا تعتقد أن حظر التجمعات الكبيرة وإغلاق المدارس، وهي القرارات التي اتخذتها عدة دول أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا، من شأنها الحد في تفشي المرض، وهو ما بررته "سي إن إن" بأن السلطات تتوقع ألا يبلغ تفشي الفيروس ذروته إلا بعد 14 أسبوعًا من الآن، واستبعادهم بأن يتمكن المواطنين من تغيير نمط حياتهم بسرعة، لذلك يتخذون القرارات رويدًا رويدًا.
غير أن "رويترز" نقلت أن الحكومة تعتزم سن قوانين الطوارئ هذا الأسبوع لحظر التجمعات العامة، علاوة على صدور قرار بتعليق مباريات الدوري الإنجليزي حتى الرابع من أبريل، وتأجيل بعض الأنشطة الرياضية الأخرى مثل ماراثون لندن، بطولة ويمبلدون للتنس وسباق الخيل المعروف بالسباق الوطني الكبير.
وحسب مصدر بالحكومة البريطانية، تم صياغة تشريعات للطوارئ لمنح الحكومة السلطات المطلوبة للتعامل مع كورونا، بما في ذلك سلطات منع التجمعات العامة وتعويض المنظمين، وسوف يتم نشر هذا التشريع خلال الأسبوع الحالي. أما آخر توصيات الحكومة للبريطانيين، فهي فرض عزلة ذاتية لمدة 7 أيام إذا ظهرت عليهم أعراض بالسعال المستمر وارتفاع درجات الحرارة، مع الحفاظ على نظافتهم الشخصية وغسل أيديهم بشكل متكرر وتطهير الأسطح.
وأكدة وزراء ومسؤولون بريطانيون أن قراراتهم مُتخذة بناءً على أسس علمية بحتة، ويقولون إن العلم يوضح أنه سيكون من المفيد للدولة تعزيز المناعة لمواجهة الفيروس على المدى الطويل.
حسب سي إن إن، فإن تعامل جونسون مع أزمة كورونا أحدثت انقسامًا داخل المجتمع الطبي، بعض الخبراء يتهمونه بالفشل في إدراك خطورة الوضع، بينما أشاد آخرون برفض الحكومة الانصياع للقرارات والضغوطات المُتخذة على مستوى القارة لمواجهة تفشي الفيروس. حسب آخر تقارير رسمية، فإن عدد الحالات المؤكد إصابتها بكورونا في المملكة المتحدة وصل إلى 798، فيما وصل عدد الوفيات إلى 10.
غير أن باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين في الحكومة البريطانية، يقول إن عدد المصابين بالفيروس من الممكن أن يتراوح ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف، ورجح أن يرتفع العدد مع مرور الوقت.يأمل الخبراء أن تساعد خطة المملكة المتحدة الجديدة على منع وصول تفشي المرض إلى ذروته حتى انتهاء فترة موسم انتشار الانفلونزا في أبريل أو في صيف، وقتها سوف تكون المستشفيات في البلاد تحت ضغط أقل.
فيما ينبذ العديد من الأعضاء البارزين في المجتمع الطبي والعلمي نهج حكومة جونسون في التعامل مع تفشي الفيروس، وقال ريتشارد هورتون، صحفي وطيب بريطاني، إنه من أجل تجنب هذه الكارثة التي لا يمكن السيطرة عليها في بريطانيا، يجب أن تكون الحكومة صادقة بشأن ما يمكن حدوثه الفترة المُقبلة.
فيديو قد يعجبك: