شجاعة أم انتحار سياسي.. لماذا انقلب رومني ضد ترامب؟

كتبت- هدى الشيمي:

صوّت السيناتور الجمهوري ميت رومني ضد تبرئة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الجلسة النهائية التي عُقدت في مجلس الشيوخ، والتي أعلنت انتصار سيد البيت الأبيض على الديمقراطيين في معركة عزله ومحاولة إقالته، على خلفية اتهامه بعرقلة سير العدالة وإساءة استغلال منصبه من أجل تحقيق مصالح سياسية في الانتخابات الأمريكية المُقبلة.

رغم تقديره الموقف وتأكده من أن أنصار ترامب وأعضاء الحزب الجمهوري سوف يهاجمونه وأنه لن يسلم من هذه الخطوة، إلا أن رومني، المرشح السابق للرئاسة عام 2012، قرر الانشقاق عن حزبه، وصنع التاريخ إذ أصبح أول جمهوري يصوّت ضد رئيس ينتمي إلى نفسه حزبه السياسي.

وصفت بعض وسائل الإعلام الأمريكية رومني بـ"الرجل الشجاع"، وأشادوا بنزاهته واختلافه عن غيره من أعضاء الحزب الجمهوري الآخرين الذين اعترفوا صراحة أن ترامب اساء التصرف، ولكنه لا يستحق الإقالة.

انتحار سياسي

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن تصرف رومني الشجاع، أو ربما انتحاره السياسي، لم يغير شيئًا، مُشيرة إلى أنه كان على يقين أن ترامب سوف يُبرّأ في نهاية المطاف، ولكنه خاطر بحياته المهنية وهو موقن أنه سيغدو منبوذًا، ارضاء لضميره، خاصة وأنه يرى أن "ترامب مُذنب بارتكاب إساءة مروعة لثقة الشعب، فقد طلب من حكومة أجنبية إجراء تحقيق بخصوص منافسه السياسي"، حسب تصريحاته لوكالة الأنباء الفرنسية.

وتابع رومني: "الرئيس مذنب بارتكاب إساءة مروعة لثقة الشعب، فقد طلب من حكومة دولة أجنبية إجراء تحقيق مع منافسه السياسي".

بدأ الهجوم ضد رومني بعد ساعات من انتهاء المحكمة، قال ترامب، عبر تويتر: "لو كرس المرشح الرئاسي الفاشل ميت رومي نفس الطاقة والغضب التي استخدامها ضدي، في مواجهة باراك أوباما، لكان ربما فاز في الانتخابات".

تصرف نادر

أقدم رومني على شيء نادر هذه الأيام، حسب "ذي أتلانتيك الأمريكية"، وهو إعلاء مصلحة الوطن على الحزب، واعتبرت هذا التصرف "شجاعة سياسية غير عادية".

أوضحت المجلة الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن قرار رومني سوف يكون له تداعيات سلبية عليه في أي حقبة، مُرجحة أن يواجه الكثير من العواقب الوخيمة خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن سياسية "القبلية السياسية" تستحوذ على الولايات المتحدة الآن أكثر من أي وقت مضى.

يرفض الجمهوريون أن يقوم أي من أعضاء الحزب بأي شيء بطريقة مختلفة أو مغايرة، ويحملون ضغينة ما لأي شخص ينشق عليهم، وفي المقابل يكنون مودة واحترام لأولئك الذين ينحازون إلى صفوفهم، وهو ما يدركه رومني، حسب المجلة، التي أشارت إلى أنه يعي أن الهجوم ضده سيكون وحشيًا.

أقدم رومني على شيء نادر هذه الأيام، حسب مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، وهو إعلاء مصلحة الوطن على الحزب، واعتبرت هذا التصرف "شجاعة سياسية غير عادية".

كما نشر الرئيس الأمريكي، مقطع فيديو على حسابه عبر تويتر يكشف تصريحات رومني التي امتدح فيها ترامب بعد انتخابه رئيساً، واصفاً الاجتماع معه في فندقه بأنه بنّاء.

وتضمن الفيديو تصريحات سابقة بعد فوز الرئيس ترامب بالرئاسة 2016، قال فيها رومني "إن الرجل الذي سيقود أمريكا لمستقبل أفضل".