"لا يجدون الخبز"..كيف أثّر التصعيد الأخير في إدلب على الأطفال؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت شبكة سي إن إن الإخبارية إن الأطفال هم أكثر من يعاني جراء التصعيد الأخير الذي تشهده مدينة إدلب، شمال غرب سوريا، والتي تشهد منذ ديسمبر الماضي عمليات عسكرية من قبل قوات النظام المدعومة من روسيا، مكنها من السيطرة على مناطق عدّة منها مدينة معرة النعمان.
قالت شبكة سي إن إن الإخبارية إن الأوضاع في إدلب تُنذر بكارثة انسانية جديدة، مع نزوح مئات الآلاف، وانتقال أعداد كبيرة من النساء والأطفال إلى المخيمات غير المؤهلة.
قالت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف، إن الأزمة في شمال غرب سوريا تتحول إلى أزمة لحماية الأطفال، مُرجحة أنها الأزمة الأسوأ خلال الحرب الأهلية التي بدأت منذ 9 سنوات، مع نزوح حوالي 6500 طفل كل يوم خلال الأسبوع الماضي.
حسب تقديرات اليونيسيف، فإن هناك أكثر من 300 ألف شخص نزحوا من المنطقة منذ ديسمبر الماضي، فيما يحتاج إكثر من 1.2 مليون طفل إلى المساعدات.
موجات نزوح
تسببت الغارات الجوية المستمرة وتقدم الجيش السوري على الأرض في حدوث موجات نزوح، قال جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص في سوريا، إن النظام السوري والطيران الروسي شنوا حوالي 200 غارة جوية على إدلب خلال الأيام الثلاثة الماضية، موضحًا أنها استهدفت المدنيين بصورة رئيسية.
يعاني الأطفال في مخيمات النزوح، حسب سي إن إن، من نقص في المواد الأساسية اللازمة للعيش من طعام وأدوية والمياه النظيفة، فيما انتقلت بعض العائلات للعيش في المؤسسات العامة مثل المدارس والمساجد، وانتقل آخرون إلى مباني غير مُكتملة.
قال فؤاد عيسي، مؤسس منظمة فيوليت، منظمة إغاثة انسانية تساعد النازحين في إدلب، أن التصعيد الأخير في إدلب يزداد سوءًا، ويختلف عن أي نزاع آخر لأن المناطق التي يفر إليها النازحون شديدة الازدحام، والعمليات العسكرية التي يقوم بها النظام تحدث بسرعة كبيرة.
حسب عيسي، فإن الشهر الماضي شهد خمس موجات نزوح داخلية، كان آخرها الأسبوع الماضي، وقال لسي إن إن: "المشكلة الرئيسية في إن النازحين يأتون من مناطق مختلفة ولكن في الوقت نفسه".
مدن الأشباح
قالت (سي إن إن) إن المدن في إدلب تتحول بالتدريج إلى مدن أشباح، ونقلت الشبكة الإخبارية عن ناشطين في المنطقة أن أهالي مدينة سراقب يسارعون في النزوح، وكذلك تعاني مدينة أريحا، غرب إدلب، من الغارات المستمرة التي اودت بحياة 11 شخصًا على الأقل الخميس الماضي.
هاتان المدينتان جزء مما يُطلق عليه مناطق تخفيض التصعيد، التي اتفقت عليها موسكو وأنقرة عام 2018، وأعلنت حكومتا الدولتين في يناير الماضي أن اتفاق وقف إطلاق النار فشل في إنهاء العنف.
تنفي دمشق وموسكو استهدافهما للمدنيين، ويؤكدان أن القصف والعمليات العسكرية في المنطقة تهدف إلى تطهيرها من الإرهابيين لاسيما جماعة تحرير الشام، والتي كانت في السابق أحد فروع تنظيم القاعدة.
تُظهر مقاطع الفيديو المصورة في المنطقة الازدحام المروري الناتج عن تحرك شاحنات كبيرة مليئة بالأثاث والأمتعة المتجهة نحو الحدود التركية، حيث يوجد أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري.
حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في كلمة ألقاها الجمعة الماضي، من تدخل تركيا العسكري إذا لم تستقر الأوضاع في إدلب فورًا.
نزح أكثر من 79 ألف شخص منذ أبريل الماضي، مع إجلاء مئات الآلاف من منازلهم في ديسمبر الماضي، وفق التقرير الأخير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ومن أمام خيمتها، جلست خديجة أم محمود، 60 عامًا، تتذكر قضت الضربة الجوية التي أصابت منزلها على كل شيء عملت من أجل طوال حياتها، وقالت: "الآن كل شيء انتهى، وليس لدي حتى المال لشراء الخبز".
فيديو قد يعجبك: