خلافًا للمصالحة الخليجية.. ما وراء زيارة كوشنر للسعودية وقطر
كتب - محمد عطايا:
بعد يومين فقط من عودة صهر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جاريد كوشنر، إلى واشنطن، بعد زيارته للسعودية وقطر، أعلنت السلطات الكويتية عن انفراجة في الأزمة الخليجية، في آخر إنجاز -ربما- يحسب لإدارة ترامب قبل مغادرة البيت الأبيض.
ورغم تزايد التكهنات حول أهداف زيارة كوشنر إلى الخليج، والتي تمحورت بحسب خبراء عن المصالحة الخليجية، إلا أن صحيفة "هآرتس" العبرية، أكدت أن حل الأزمة الحالية لم يكن الهدف الوحيد، ولكن تأمين استثمارات ترامب وصهره يكشف عن سر التقارب الأمريكي القطري، وزيارة كوشنر الأخيرة.
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أعرب عن سعادته بقرب انفراجة الأزمة، مشيدًا بجهود الولايات المتحدة في ذلك الصدد.
من جهته، علق وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، على كلمة نظيره الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، بشأن المباحثات المثمرة لحل الأزمة الخليجية.
واعتبر وزير الخارجية القطري في تغريدة على تويتر "بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية".
وشكر الوزير "الكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة"، مؤكدًا تقدير الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الصدد.
وتطالب قطر -وفقًا لهآرتس- بأن تشمل أي محاولات للمصالحة ليست السعودية فقط، ولكن مصر والإمارات والبحرين أيضًا، التي أعلنت مقاطعة الدوحة مع الرياض في 2017 بسبب دعمها وتمويلها للإرهاب.
تورط ترامب
قالت الصحيفة العبرية، إن الأزمة الخليجية تسببت في تورط ترامب في علاقة معقدة للغاية، كان عليه أن يحافظ فيها على علاقات جيدة مع كل بلدان المنطقة، دون تفضيل طرف عن الآخر.
وكان موقع "ذا انترسيبت"، ذكر أن أحد الأسباب الرئيسية لفقدان وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريكس تيلرسون وظيفته، هو انحيازه الكبير لقطر.
وفي بداية إعلان مصر والسعودية والبحرين والإمارات مقاطعة قطر لدعمها الإرهاب، أشاد ترامب بتلك الخطوة، واتهم قطر بتمويل الجماعات الإرهابية "على مستوى عالٍ للغاية".
وأشارت "هآرتس" إلى أن وجهات نظر ترامب وقناعاته تغيرت، بسبب الإغراءات الاقتصادية لدى قطر.
تأمين ترامب وعائلته
قالت الصحيفة العبرية، إن كوشنر نفسه مدين لقطر لمساعدة شركة الاستثمار التابعة لعائلته بسداد رهن دين عقاري في نيويورك.
وأضافت أنه من المحتمل أن تكون زيارة كوشنر الأخيرة لدول الخليج ليس لغرض حل نزاع محلي أو تطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، ولكن لوضع الأساس المالي له ولعائلة ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض.
وأوضحت أن العديد من النقاد الأمريكيين يعتقدون أن ترامب وعائلته يرغبون في الاستفادة من علاقاته الدبلوماسية مع دول الخليج لجذب استثمارات عقارية بمئات الملايين من الدولارات.
وتابعت أنه من غير المتوقع أن تنتج الأسابيع الأخيرة التي ظل فيها ترامب في السلطة أي اضطرابات دبلوماسية كبيرة، وهو ما قد يمهد لمزيد من التعاون الاقتصادي بين رجل الأعمال الأمريكي ودول الخليج.
فيديو قد يعجبك: