لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل العام 2020 هو الأسوأ في التاريخ؟

08:14 م الإثنين 28 ديسمبر 2020

فيروس كورونا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

باريس - (ا ف ب)

كثرة الأحداث السيئة في العام 2020 جعلت الكثيرين يطلقون عليه أسوأ عام في التاريخ، وهو بالتأكيد عام سيء. سيذكر بشكل أساسي على أنه عام فيروس كورونا، عام الحجر المنزلي والتدهور الاقتصادي الأسوأ منذ الركود الكبير في 1929. وشهد العام 2020 أحداث سيئة مأساوية مثل حرائق أستراليا التي قضت على أكثر من 186 ألف كيلومتر مربع من الغابات (ما يعادل مساحة دولة بحجم سوريا)، وانفجار بيروت كأقوى انفجار غير نووي. لكن رغم هذه المصائب، هل هو فعلا أسوأ عام في التاريخ؟

شهد العام 2020 أحداث مؤلمة وعصيبة، كان أبرزها انتشار فيروس كورونا الذي أودى بحياة 1.76 مليون شخص عبر العالم حتى الآن، وما تبعه من إجراءات صحية وقرارات سياسية أثرت سلبا على حياة الناس في مختلف البلدان. وكانت النتيجة المباشرة للوباء فرض حجر منزلي نال من معنويات الملايين، فيما أدت تداعيات كوفيد-19 السلبية إلى تدهور اقتصادي هو الأسوأ منذ العام 1929. وبالتالي، وصف الكثيرون هذا العام أنه الأسوأ على الإطلاق.

فهل هو الأسوأ في التاريخ؟

عام 536: ظلام ومجاعة وأوبئة

في حديث للمجلة العلمية "أنتيكويتي" " Antiquity" (ما قبل التاريخ)، اعتبر الباحث في علم التاريخ مايكل ماكورميك المختص بالعصور الوسطى في جامعة هارفارد الأمريكية أن العام 536 هو "أحد أسوأ الفترات، إن لم يكن الأسوأ".

ففي هذا العام، غطى ضباب مظلم كلاً من أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء واسعة من شرق آسيا لمدة 18 شهرًا ليلاً ونهارًا. وقد كتب المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس عن هذه الفترة: "الشمس تعطي نورا من دون بريق، مثل القمر، طيلة العام". أما ميخائيل السرياني (وهو أحد أهم بطاركة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العصور الوسطى) فقد وصف هذه الفترة قائلا: "الشمس أصبحت داكنة ولا تشرق سوى 4 ساعات في اليوم، وحتى نورها كان أشبه بالظلال. وقد ظن الجميع أن الشمس لن تسترجع نورها السابق".

هذا الضباب أدى لانخفاض معدل حرارة الأرض بين 1.5 درجة إلى 2.5 درجة، وهي الفترة الأكثر بردا للأرض منذ 2300 عام.

ومع الظلمة تأتي المجاعة، إذ فقدت النباتات عنصرا أساسيا لنموها (أشعة الشمس). وقد تساقطت الثلوج في الصين بفصل الصيف وقضى على المحاصيل، فحلت مجاعة قوية قضت على نسبة كبيرة من السكان بحسب تقديرات المؤرخين، وقد ذكرت السجلات الإيرلندية في تلك الفترة انقطاع مخازين الخبز والقمح.

لاحقًا، تمكن العلماء من فك أسرار هذا الضباب الغامض. فقد استطاعوا رصد ثوران بركان قوي في بدايات ذلك العام في إيسلندا تسبب بهذا الظلام. علمًا أنه في 540 و547 ثار بركانان آخران تسببا بظلمات مماثلة، ولذلك يستخدم المؤرخون مصطلح "العصور المظلمة" لوصف تلك الفترة.

عام 541: "طاعون جستنيان"

وأدى غياب الشمس وما نتج عنه من برد ومجاعات إلى تدهور صحة البشر آنذاك، ما تسبب بدوره بظهور موجات من وباء الطاعون في العام 541 سميت لاحقا "طاعون جستنيان"، وأدت لوفاة بين 25 و100 مليون شخص على مدى قرنين.

يذكر أن هذه المرحلة خلفت تدهورا اقتصاديا حادا لم يتم التعافي منها بشكل كامل لغاية العام 640.

فيديو قد يعجبك: