لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كامالا هاريس: صانعة التاريخ ذات الهويات المتعددة

02:16 م الأحد 08 نوفمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن- (بي بي سي):

بضحكة من أعماق القلب، أعربت كامالا هاريس عن سعادتها باللحظة التي أصبحت فيها أول امرأة وأول أمريكية من أصول سوداء وآسيوية تصل إلى منصب نائب الرئيس الأمريكي.

وظهرت في فيديو، نُشر بمواقع التواصل الاجتماعي، وهي تقول عبر الهاتف للرئيس المنتخب جو بايدن: "لقد فعلناها يا جو. ستصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة".

كانت كلماتها عنه هو، ولكنها هي التي صنعت تلك اللحظة التاريخية.

فمنذ عام فقط، خلال حملتها الانتخابية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، هاجمت بايدن بخصوص قضية العرق أثناء مناظرة بينهما. واعتقد كثيرون أنها قللت من حظوظه في الفوز. لكن بحلول نهاية العام، انتهت حملتها، وكان بايدن هو الذي أعاد المرأة البالغة من العمر 56 عاما إلى الأضواء عندما اختارها نائبة له.

هويات متعددة

ولدت كامالا هاريس في أوكلاند بولاية كاليفورنيا لأم من أصول هندية وأب من جامايكا. وبعد طلاق والديها وهي في سن الخامسة، عاشت مع والدتها الهندوسية شيامالا غوبالان هاريس، الباحثة في مجال السرطان والناشطة في الحقوق المدنية.

وخلال نشأتها، تواصلت مع جذورها الهندية، حيث رافقت أمها في زيارات إلى الهند. لكنها تقول إن أمها انغمست في ثقافة سكان أوكلاند السود، وربت ابنتيها - كامالا وأختها الصغرى مايا - في محيط هذه الثقافة.

ومكّنها أصلها المزدوج من الوصول إلى قلوب أعراق شتى في المجتمع الأمريكي. وتنظر إليها المناطق التي شهدت تغيرا ديموغرافيا سريعا - بما يكفي لتغير سياسات تلك المناطق - باعتبارها رمزا يُطمح الوصول إليه.

إلا أن تجربتها في جامعة هوارد المشهورة في تاريخ الأمريكيين السود كانت هي التي صقلت حياتها، على حد تعبيرها.

ومع هذا، فإنها تتعامل بسهولة وسط المجتمعات التي يغلب على سكانها بيض البشرة أيضا، إذ عاشت فترة من صباها في كندا، عندما عُيّنت أمها أستاذة في جامعة ماكجيل، فدخلت كامالا وأختها مدرسة في مونتريال لمدة 5 أعوام.

بين اليمين واليسار

انتقلت كامالا هاريس إلى السياسة من مجال الادعاء العام الذي كانت تعمل به، ولكن لتلك الوظيفة امتيازات ومخاطر في عالم السياسة.

بدأت عملها في مكتب المدعي العام بمقاطعة الاميدا بولاية كاليفورنيا، ثم أصبحت المدعي العام في سان فرانسيسكو في عام 2003، قبل أن يتم انتخابها أول امرأة وأول شخص أسود لتولي منصب المدعي العام في كاليفورنيا، أكبر الولايات الأمريكية من حيث عدد السكان.

واستغلت شهرتها في الحزب الديمقراطي لتترشح لعضوية مجلس الشيوخ عن كاليفورنيا في عام 2017.

وواجهت مشقة في التوفيق بين إرضاء الديمقراطيين ذوي الميول اليسارية في كاليفورنيا ورغبتها في أن تصبح سياسية على المستوى الوطني الذي لا يقرر فيه اليسار هوية الرئيس.

وكسبت شعبية بين التقدميين في مساءلتها للقاضي المرشح للمحكمة العليا بريت كافانو قبل تعيينه، ولكنها لم تتمكن من الحصول عل بطاقة تمثيل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، حيث لم تلق دعما كافيا من التقدميين في حزبها ولا من المعتدلين.

فعلى الرغم من مواقفها اليسارية في قضايا مثل زواج المثليين وعقوبة الإعدام، تعرضت للانتقاد باعتبارها ليست تقدمية بما فيه الكفاية، ربما بسبب وظيفتها في الادعاء العام.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: